الدستور الحائر بين الشرعية والنخب الثورية

كتب: م/ يوسف فطيم

لم أرى فى تاريخ انشاء الدساتير مايجرى فى عمل الدستور المصرى ويبدوا كما هى ثورة متفردة فلابد ان يكون عمل الدستور متفرد
العجيب فى الامر ان الكل مجتمعون يدا واحدة وقولا واحدا أننا بحاجة الى دستور جديد كما هو مطلب الثورة المجيدة وضع دستور جديد للبلاد الكل متفق على ذلك من الشعب والنجلس العسكرى والحكومة توافق رائع على دستور جديد
ولكن يشتد الخلاف ويحتد على وسيلة وآلية وضع الدستور فالكل متفق على تشكيل لجنة تاسيسية لوضع الدستور تمثل كل اطياف الشعب المصرى ولا تثتثنى أحدا ولا تقصى أحد ولكن الخلاف يحتد على اختيار اللجنة من الشعب مباشرة ولا من ممثلين للشعب فى المجالس النيابية ثم يشتد الخلاف ويحتد على موعده قبل الانتخابات او بعد الانتخابات يعنى كل خطوة لابد من خلاف عليها وما زال الخلاف مستمر
والسؤال الذى يتبادر الى الذهن ما هو دور المجلس العسكرى الحاكم الان وما هو دور الحكومة الشعبية التى جائت من ميدان التحرير هل من الواجب عليها ان تتفرج على تلك الخلافات وتترك البلد يغرق فى بحور المناظرات والهاترات ام هى شرعية لها حق الفصل واتخاذ القرار الذى تراه صائبا وفى صالح الاغلبية
فاذا اعطيناه هذا الحق فلماذا نسلبه منها الان ونريد ان نغير ما وضعته الشرعية الحاكمة من طريق لتحقيق كل مطالب الثورة من دستور ودولة مدنية وسلطة منتخبة فى جدول زمنى قصيرتعود البلاد الى حالها الطبيعى بعهد جديد والذى استبدت فيه الى راى الاغلبية الشرعية التى بيدها الامر
ولماذا تحاول النخب الثورية عرقلة مشروع الشرعية الان والانقلاب عليه وتجريدها من سلطانها وسلتطها  واما كان الاولى للنخب الثورية ان تنزل على راى الشعب وتحترم الشرعية التى تدير البلاد ونتكاتف على اخراج ذلك فى ارقى واروع ما يكون بدلا من الاختلاف والفرقة والطعن فى النوايا وتخريب العلاقات والاتهام بعقد الصفقات وافساد مناخ الحرية
أعتقد ان الامر مازال فى المقدور ان نجلس ونتحاور على اجتياز المرحلة بحيث يتم انتخاب مجلس شعب متوازن يمثل مصر بكل أطيافها وهذا المجلس يختار جمعية تاسيسية معبرة عن مصر ولا تنتمى لفصيل او غيره كما هو متخوف منه لتضع الدستور الذى نتمناه والذى سيعرض على الشعب الواعى الغير قاصر للموافقة عليه ثم تتم انتخابات الرئاسة ويعود المجلس العسكرى الرائع الى ثكناته والاعباء الملقاه على عاتقة وتعود مصر حرة كما تمنيناها جميعا ويكون التنافس تنافس ايجابى من اجل دفع مصر الى الامام واصلاح ما افسده الطغاه