زوجي العزيز: أبعث إليك تحياتي وأشواقي، وأبثك حرارة وجداني وما أحمله لك في قلبي من حب خالص ومودة صادقة، فأنت ربيع حياتي، وسلوة روحي، وشمعة وجودي، أسأل الله العظيم أن لا يحرمني وأولادي منك، وأن يحفظك أينما كنت، وحيثما حللت . 

زوجي الكريم: اسمح لي أن أفتح معك موضوعاً في غاية الأهمية بالنسبة لي، ودعني أجلس معك ولو لدقائق معدودة على طاولة هذه الأسطر التي أمزجها لك برحيق شوقي وندى حبي، ولعلك تتفق معي أن أعمالك ومهماتك والتزاماتك خارج منزلنا قد زادت كثيراً، وأنك أصبحت لا ترى أبناءك إلا آخر الأسبوع، وربما آخر كل أسبوعين، بسبب انشغالك المتواصل وأعمالك المتزاحمة، وقد ضاق وقتك حتى لجلسة عائلية أنتظرها بفارغ الصبر؛ لكي نأنس بك وبأحاديثك، فأنت بالنسبة لنا عمود البيت وأساسه، ومن دونك يصبح البيت مظلماً بلا حياة ولا جمال، ولأنك بهجة البيت فلا تكتمل بهجتنا إلا بتواجدك بيننا .

زوجي العزيز: لعلك تتفق معي أيضاً أن حياتنا شراكة في كل شيء، ومن أكبر قواعد هذه الشراكة تربية الأبناء، ولا أظنك تخالفني أن وجود الأب في المنزل ومتابعة أبنائه في دراستهم، ومعالجة سلوكهم وحل مشاكلهم من أعظم ما يساعد على تربية أبنائنا تربية إيمانية سليمة، وهو ما كنا نرجوه قبل زواجنا، فهّلا أدركت يا زوجي الغالي هذه المعاني الكبيرة التي لو افتقدها أبناؤنا ربما سيؤثر على أخلاقهم وسلوكهم.

زوجي المبارك: أنا لا أود منك أن تترك أعمالك والتزاماتك التي أعرف أهميتها وتتفرغ لنا! كلا بل كل ما أرجوه منك أن توازن بين أعمالك وبين زوجتك وأسرتك التي تحتاجك وتتشوف للقياك والجلوس معك، ولعل في سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم خير قدوة لك؛ فقد كان عليه الصلاة والسلام يجالس زوجاته أمهات المؤمنين ويقضي حوائجهن ويضاحكهن ويقسم لهن ويلاطفهن ويتسابق مع بعضهن؛ وهو من هو في كثرة الأعباء وتزاحم المهمات، فقد كان صلى الله عليه وسلم يعطي كل ذي حق حقه، ولم تُثنِه أعباء الرسالة وهموم الأمة عن واجباته الأسرية، أو متطلبات زوجاته، فاجعله – زوجي العزيز – قدوتك وتأمل سيرته وكيف كان يتعامل مع أسرته أسأل الله أن يوفقك لخيري الدنيا والآخرة .

أخيراً أذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم ودقق كيف خصك نبينا بذكرك يوم قال: ((كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راعٍ وهو مسؤول عن رعيته .. )) أدام الله عليك وافر نعمه، وحفظك من بين يديك ومن خلفك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

عدد المشاهدات :

mohamedelsokary

سبحان الله و بحمده . سبحان الله العظيم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 204 مشاهدة
نشرت فى 14 ديسمبر 2015 بواسطة mohamedelsokary

ساحة النقاش

محمد محمد السكرى

mohamedelsokary
موقع نرفيهي - تعليمي - عائلي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

458,502