جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أنا ابنتك البكر
لا ازال أتذكر فرحتك بولادة أخي والاحتفالات به ونظراتك نحوي المليئة بالنصر لولادة الصبي ..
ورغم أنني أفضل منه بالمدرسة والبيت إلا أنه كان عليَّ أن أسمع كلام أخي الذي يصغرني بأعوام وأستأذنه بخروجي ودخولي المنزل وبإختيار صديقاتي وشكل ثيابي ..
عَلَّمتَني أنني عورة وقاصر وبحاجة لقيم ولرجل يسترني
علمتني أن وجودي كله عيب وعار وحرام حتى أُجبِرتُ على الرضى بأول عريس ... تزوجت وأنا أشعر بالدونية والذل والخوف ... وبعد سنوات طلقني زوجي ورماني أنا وأولادي بالشارع..
وجدت نفسي أستأجر غرفة حقيرة لي ولأولادي وبدون مال أو عمل أو خبرات بالحياة بينما أنت والمجتمع لا تحترمون المُطَلَّقة ولا تشفقون عليها.
عَلَّمتَني أن الرجل أفضل مني بكل شيء فبدأتُ أطرق أبواب مكاتبهم للعمل فوجدت نفسي أرضخ لمطالبهم لأنك يا أبي لم تجهزني للحياة مثل أخي ..
أنت لم تعلمني أن أنظر للرجل على أنه أخ وصديق وسند لي استطيع منافسته والتغلب عليه .
أنت لم تسمح لي بالعمل وجمع الخبرات بسوق العمل..
أنت لم تسمح لي بأخذ التجارب والعبر كاختيار صديقاتي ونمط حياتي وتعلم أخذ القرار.
بالنسبة لك أنا قاصر لا تَرِث وشهادتها لا تُقبل وبالتالي أخي وزوجي هم الوحيدون الذين يعرفون التصرف بالمال وتحصيله وجمعه وعلي الآن أن أتعلم كيف أحصل على المال لأطعم أولادي الذين لا تعترف بهم كأولاد ولا تصرف عليهم لأنهم أولاد البنت ولا يحملون اسم عائلتك.
كيف تريدني أن أواجه الحياة وأنت تشعرني بأنني كائن ضعيف وقاصر ولا يفهم كالرجال بالرغم من أنني لم أجد رجلاً يربي أسرة وأطفال ويهتم بأبوه وأمه بكبرهم !!!
كيف تريدني أن أقف بوجه من يتحرش بي وأنت ودينك والمجتمع والقوانين تقفون مع الرجل ضد المراة !!!
لم تسأل يوماً عن صحتي ومشاعري بقدر سؤالك وخوفك ان كنت اخطأت بسمعتك أم لا.
كل ما يعنيك كان دمائي ليلة اغتصابي من زوج أُجبرت عليه ... لم ترحم دموعي ورجائي أن تتركني أكمل تعليمي وأعمل
واليوم تلاحقني أنا وأولادي وتتوعدني بالذبح لأني أهنت سمعتك .. لا أعرف بأي حق تلاحق ابنتك التي رميتها للغرباء عارية من العلم والثقة بالنفس والشجاعة والخبرة بالحياة وبدون مال ومصدر للدخل ..
كيف تريدني أن أكون مثل أخي وأنت لم تربيني مثله ولم تعتبرني يوما مثله ... !!!
سبحان الله و بحمده . سبحان الله العظيم
ساحة النقاش