سببها الضغوط الكثيرة وثقل الأعباء

همومها الكثيرة ومشكلاتها الكبيرة وإحساسها بالوحدة ، كل ذلك سبب لها العصبية ، المرأة الآن تتحمل مالا يطيق من اجل الحفاظ علي بيتها وأولادها ، لكن الضغوط تتزايد وألأعباء تكبلها وتجعلها لا تعرف كيف تهدأ وكيف تتصرف ، فما هي علاجات وحلول العصبية لدي المرأة وكيف يمكنها أن تتغلب علي مشاكلها لاجل ضحتها وأولادها .

تقول  سامية عبد الهادى – أمينة مكتبة – " أن مايجعلنى عصبية هو الكذب سواء فى العمل او فى المنزل ، وأيضا الفوضى والكذب من جانب أولادى و أحيانا زوجى يجعلنى عصبية ، فالملتزمات والضغوط النفسية والمالية  تجعلنى عصبية  ؛ وعندما أتعصب صوتى يكون مرتفعا ويظهر الغضب على وجهى وأصاب بالاكتئاب ، واهدأ من عصبيتى بعد نوبة بكاء شديدة  " .

أهدأ سريعاً

  ياسمين سعيد – موظفة – تؤكد " أن مايجعلنى عصبية هو التأخر فى أداء أعمالى سواء فى البيت أو العمل ، كما أن زوجى يجعلنى ايضا أكثر عصبية لأنه  لا يتحمل معى مسئولية الأولاد والبيت بشكل كامل ، وعندما أتعصب أرفع صوتى واصبح أكثر غضبا وأهدأ بعد ساعة على الأقل من الغضب " .

كما تقول  عزة  صلاح  - ربة منزل – " أنا أرملة  وأتحمل كل أعباء المنزل وحدى بالاضافة الى مسئولية أولادى ، كل ذلك يجعلنى طول الوقت اتظاهر بأنى غير عصبية ولكن فى الحقيقة المسئولية تجعلنى عصبية ، عندما أتعصب ارفع صوتى واتجه الى أولادى بالخناق والضرب ، وانا بهدأ بسرعة لوحدى " .

وتقول  نجوى عبد السميع – مدرسة – " أقل الأمور تجعلنى عصبية ، وأولادى وزوجى وأهلى دائما يجعلونى عصبية ، فانا أريد أولادى دائما شاطرين فى المدرسة وزوجى يتركنى دائما وحيدة متحملة  كل المسئولية والأعباء ، كما أن أمى مريضة وارعاها ، و عملى ايضا  من أول اهتماماتى ، كل هذا يجعلنى أكثر عصبية طوال الوقت ؛ عندما أتعصب اغضب على أولادى وأقوم بضربهم  ويظهر على وجهى الغضب ، وبهدأ بسرعة " .

التوتر والقلق

وتؤكد  الدكتورة عائشة  شرف الدين – رئيس قسم علم النفس بكلية أداب جامعة القاهرة – على العصبية عند النساء  قائلة : "  النساء يتحكم فيهم الجانب الوجدانى والانفعالى  لذلك يظهر التوتر والقلق عليهم طول الوقت ، وتختلف  العصبية من إمراة لأخرى ، ومن أسباب العصبية : الاستعداد الوراثى عند النساء والأعباء والمسئوليات  ، أيضا  النساء التى تحب الظهور دائما فى صورة المثالى فى كل شىء – أى ان تكون شاطرة فى بيتها ومع زوجها وأولادها وفى عملها -  ؛ وعن مظاهر العصبية عند النساء : الصوت المرتفع ورد الفعل العنيف ، كل ذلك يمكن ان يصيبها بأرتفاع الضغط وزيادة نسبة السكر وضربات القلب ، وهناك النساء التى تكتم عصبيتها بداخلها ووجهها مثل الماسك  لا يعكس مابداخلها  فهذا خطير جدا لأنه يؤثر على فسيولوجية جسمها ".

وتضيف الدكتورة عائشة  "  أن  العصبية تصيب ربة المنزل والمرأة العاملة على السواء لأن أسبابها يمكن إرجاعها الى الاستعدادات الوراثية وضغط معين ومهام كثيرة والظروف الاجتماعية  ، كما أن أولادها وزوجها  من الأسباب  لعصبية المرأة " .

ويقول  الدكتور هاشم بحرى – رئيس قسم الطب النفسى بجامعة الأزهر – " أن كلا من الرجل والمرأة يتعرض للعصبية بسبب الضغوط النفسية الكثيرة ، ولكن الرجل يستطيع الاتجاه الى الخروج لتفريغ  عصبيته والتهوية ، أما المرأة لا تستطيع تفريغ عصبيتها لذلك تتراكم لديها  ، وهذا مايجعل النساء أكثر عصبية من الرجال " .

أما عن أسباب العصبية عند النساء يقول الدكتور هاشم بحرى " يمكن رجوعها لإدارتها لشئون المنزل  ، فقد قمنا بإجراء تجارب على ذلك وطلبنا من الرجل أن ياخذ اجازة  يوم فى وسط الأسبوع ، ويراقب زوجته منذ أن تصحو من النوم  فتقوم بأعداد البيت والأكل ورعاية الأولاد والاشراف عليهم ورعاية زوجها وتنظيم ميزانية المنزل كل هذا بالأضافة الى عملها اذا كانت مرأة عاملة  ، فكل ذلك  يجعل المرأة أكثر عصبية " .

ويستكمل الدكتور هاشم " أن  كلا من المرأة العاملة وربة المنزل متساوون فى تعرضهم  للعصبية  ولكن الفرق  ليس فى كم الضغوط عليهم ولكن تفريغ تلك  الضغوط  ،  ومن مظاهر العصبية لدى النساء  أن تكون عنيفة  مع أولادها أو جيرانها ، كما أن هناك تغييرات  تحدث فى الداخل  تسمى ( إضطرابات النفس الجسمانية ) مثل : القولون العصبى وسقوط الشعر و ألام المفاصل و ضيق التنفس وظهور البقع على الجلد " .

وهناك حلول نقدمها للنساء للتخلص من العصبية  التى تتعرض لها النساء دائما بسبب الظروف المحيطة بها  ،  فتقول الدكتورة عائشة شرف الدين " لابد للمرأة أن تعرف أنها لاتستطيع أن تكون ناجحة فى كل شىء ، فتصاب بالتعب والاكتئاب وتضغط على نفسها أكثر ، وعندما لا تحقق ماتريد تتعصب أكثر ، فلابد لها من الخروج من ذلك حتى لا تتعرض للعصبية الزائدة " .

كما يقدم  الدكتور هاشم بحرى حلولا للنساء للتخلص من العصبية  قائلا : " لابد أن يساعد الرجل زوجته فى التخلص من عصبيتها وأن تتهوى ، كما أن المرأة يمكنها الوقوف على مشاية  أو زيارة أقاربها  ، ويمكن أيضا أن تخصص المرأة لنفسها وقتا كل يوم  مدته حوالى نصف ساعة تقوم فيه بنشاط تحبه وتفضله  تعمله لنفسها مثل : المشى أو قراءة كتاب معين أو زيارة أقاربها والاتصال بهم ، فهذا الوقت لتدليل  المرأة لنفسها فقط " .