جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الأب ..
تلبس حذائه فتتعثر من كبر حذائه لصغر قدمك
تلبس نظارته تشعر بالعظمة
تلبس قميصه فتشعر بالوقار
تطلبه مفتاح سيارته و تحلم أنك هو و أنك تقودها
يخطر في بالك شيء تافه فتتصل عليه وقت عمله
يرد و يتقبلك بكل صدر رحب ولا تعلم ربما مديره وبخه أو زميله ضايقه أو مصاريفكم أثقلته
و تطلبه بكل هدوء : " بابا جيب معاك عصير فراولة "
و يرد : من عينيّا بس بشرط خليك شاطر و متعذبش مامتك
يأتي البيت و قد أُرهق من العمل و الحراره و زحمة الناس و الشارع فنسي طلبك
فتقول بابا فين العصير ؟
فيبتسم و يخرج ليحضر لك طلبك التافه بكل سعادة متناسيًا إرهاقه
و اليوم !
لاتلبس حذائه بسبب ذوقه القديم
تحتقر ملابسه و اغراضه و سيارته التي كنت تتباهي بها أمام أصحابك لأنها لا تروق لــك
و كلامه لا يلائمك و حركاته تشعرك بالاشمئزاز و يصيبك الإحراج منه لو رأه اصحابك !
تتأخر فيقلق عليك و يتصل بك فتشعر بأنه يضايقك و قد لا ترد عليه إذا كرر الإتصال و القلق
تعود للبيت متاخراً فيوبخك ليشعرك بالمسؤولية فتغضب
و يستمر في مشوار تربيتك لأنه راع
و كل راع مسؤول عن رعيته
ترفع صوتك عليه و تضايقه بكلامك و ردودك فيسكت ليس خوفاً منك بل من حبه و تسامحه معك ! و قدرة استيعابه لك
بالأمس في شبابه يرفعك على كتفه
و اليوم أنت أطول منه بكثير فلا تحاول ان تمسك بيده
بالأمس تتعثر في الكلام و تخطيء في الأحرف و اليوم لا يسكتك أحد
فهل نسيت انه مهما ضايقك فهو والدك ؟
كما تحمّلك في طفولتك و سفهك و جهلك
فتحمّله في مرضه و شيخوخته
أحسن إليه .. فغيرك يتمنى رؤيته من جديد
سألوني أي رجل تحب ؟
فـقلت :
من انتظرني تسعه أشهر و استقبلني بفرحته
و رباني على حسابه و حساب صحته
فسهر الليالي يفكر و يدبر حتى أصبحت رجلاً ..
هو الذي سيبقى أعظم حـب بقلبي للأبد
عذراً لـجميع الرجال فـلا أحد يشبه الأب :)
إلهي ..
من مات والده
فاغفر له
و ارحمــه
و أسكنه فسيح جناتك
و من كان والده حيـــــاً
فأطل عمره على طاعتك
و فرج همه
و ارزقه من حيث لا يحتسب
و أمطــــــره برحمـــةٍ منــــــك
و اغفر له و أدخله فسيح جناتك
سبحان الله و بحمده . سبحان الله العظيم
ساحة النقاش