قد يقع البعض في فخ التملق و العبودية دون ان يشعر , منها عبودية المال و منها عبودية البشر و عبودية الشهرة و الشهوات و غيرها و غيرها .
يولد الانسان و يبقى مدة لا بأس بها و هو بحاجة الى الرعاية و العناية و الحماية و المساندةحتى يشتد بأسه و يعتمد على نفسه و يظن بعدها بانه الباسل الذي لا يقهر , يبدأ العمل و يبدأ معه مسلسل التملق لمدرائه و يختلف التملق من فرد الى فرد حتى يصل الى درجة تشبه العبودية .
ابو جميل موظف همام يعمل في الشركة منذ اكثر من عشرين عاما الا ان درجته الوظيفية ما تزال درجة حديثي التخرج ،كان دائم الشكوى و التذمر و الاستياء و الرفض لكل قرارات مدير الشركة.
يوما ما قام ابو جميل بتأليب الموظفين على قرار المدير بشأن دوام يوم السبت و عند الاجتماع الاسبوعي قام بعض الموظفين بطرح الموضوع و كانوا ينتظرون السوبرمان ابا جميل ليساندهم الرأي فما كان من السوبرمان الا ان اعترض على طرحهم و اثنى على قرارات المدير المدروسة و التي تصب في مصلحة الشركة و الموظفين .
            أما الحاجة ام محمد وصل التملق عندها اعلى درجاته فقد رزقت بابن ثالث سمته على اسم المدير ( الاسم لا يمر عليك بحياتك الا مرة واحدة) تقديرا له على عطاياه السخية  فلحم اكتافها هي و عائلتها من خيره كما كانت تقول .



            و لم استغرب خبر حرق موظف لنفسه لان مديره قد احيل على التقاعد.
و عندما تسأل الموظف عن سبب تملقه لمديره يرد عليك بكل برود ( بوس الكلب ..... الى اخر المثل ) .. لكن التساؤل ايها المتخلف ما الشيء الذي ستأخذه من الكلب لعابه ام .........
و عندما تسأل اخر يقول لك انه مدير فهمان انظر الى لباسه، انه قوي انه جمييييييل انه مقنع جدااااا انه مبدعععع انه و انه و انه وكأنه يتكلم عن جورج كلوني او روبرت دينيرو .

            استوقفني على شاشة التلفاز مشهد فتيات يبكين بحرقة غير مسبوقة و كأنهن فقدن اباهن او امهن و لكن السبب في الحقيقة كان وفاة زعيم كوريا الشمالية فقلت في نفسي ( اكيد كان "كيم جونج إل" شخصا عظيما يعمل من اجل شعبه حتى يبكيه شعبه هكذا ) يا لها من خسارة للبشرية.
            و لأن ثقافة التلفاز المسيسة لا تكفي قمت بالبحث في الشبكة العنكبوتية عن هذا الشخص العظيم و يالهول ما وجدت و كأنهم كانوا يبكون فرعونا.
            في الافلام الاميركية عادة ما تقال هذه الجملة (لا يحق لك اعتقالي فانا ادفع الضرائب) أما في برامجنا و افلامنا فتكثر الاغاني و المديح للرؤساء ( و النبي يا ريس انت كويس ) ( ربنا يخليلنا الريس) ( علّي علّي بطل فليد) (ربنا يكون بعونو هو هيعمل ايه ولّا ايه) ( احنا لازم نستحمل القرف و الفقر و الجهل و الفساد و بكرة هينقزنا و يسعدنا و يهنينا) (احنا كلنا بنحبك يا ريس ) ولا اعلم لماذا دائما تستعمل صيغة الجمع في هذه المناسبات.
            و لو خرج احد من السرب ليقول تعبنا يا ريس لتعالى النعيق و النحيب عليه بالخيانة و العمالة لدولة اجنبية و بطلب رجمه حتى الموت او نفيه من الكرة الارضية كلها ، و تصدر الفتاوي بحرمة ما قال و بكراهة سماعه و بفريضة الولاء للريس و استحباب لعن و سب هذا الخارج عن السرب .
الخارج عن السرب : ليه يا شيخ، انا عملت ايه يا سيدنا الشيخ؟ الشيخ : اخرسسسسسسسسسسسسس انت في النااااااااااار النااااااااااااار النااااااااااااااااااار . الخارج عن السرب : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا. الشيخ : نيه هيهااااااااااااا هاها هاااااااااااااااااا سأشويكم سأقليكم سأجد قريتكم يوماً سوف تندموووووووووووون . النااااااااااااااار ههههههههههههههههه .
            و مع ضحكات الشيخ، فليبق كل متملق كما هو ولينزل العبيد اكثر و اكثر تحت احذية اسيادهم و لنجد عملا جديدا للحاجة ام محمد التي طردها مديرها و ليستمر صراخ الجمهور المراهق و تستمر اغماءاته  لمطربهم المفضل ...... والي ملوش كبير يشتريلو كبييييييييييييييييييييير يا معلم.