تلجأ الأمهات بل والآباء في مختلف دول العالم إلى معاقبة الأطفال عندما يقومون بأفعال خاطئة عن طريق الضرب أو الصفع “العنف بمختلف أحواله” ولكن هذا هو أكثر خطأ يقوم الأهل بارتكابه في حق أطفالهم حيث أثبتت دراسة جديدة في طب الأطفال أن العقاب الجسدي القاسي يزيد من مخاطر الإصابة بالاضطرابات النفسية فيما بعد.

من جهتها أدانت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال العقاب الجسدي، في حين أن العديد من الدراسات قد أظهرت أن 80% من الآباء يلجئون إليه إلى حد ما.

ويتراوح هذا العقاب بين الصفعة الخفيفة على اليد إلى ضرب جميع أنحاء الجسم بالحزام مثلاً.

تقول مؤلفة الدراسة “ترايسي عفيفي” وهي أستاذ مساعد في قسم علوم الصحة الاجتماعية في جامعة “مانيتوبا” في كندا: “هناك اعتقاد عام لدى الأهالي أنه لا بأس بالضرب طالما أنه يتم بأجواء هادئة”.

شملت هذه الدراسة التي قامت بها “عفيفي” وزملائها تقييم أربعة أشكال من العقاب الجسدي ضد الأطفال وهي الدفع والشد والصفع والضرب والتي من المحتمل أن تشتد لتصبح أفعال أشد سوءًا مثل اللكم والحرق والإهمال الجسدي أو التحرش الجنسي.

وقام الباحثون بدراسة أكثر من 20 ألف شخصاً في الولايات المتحدة بعمر الـ 20 سنة أو أكثر، بحيث كان 1258 شخصًا منهم قد تعرضوا للدفع والشد والصفع والضرب في حين لم يتعرض البقية أبداً للضرب أو نادراً جداً.

ولقد تم توزيع النتائج بحسب الجنس والعرق والحالة الاجتماعية ومستوى الثقافة والتاريخ العائلي.

ولقد أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تعرضوا للعقاب الجسدي كانوا أكثر عرضة للإصابة بجميع أنواع الأمراض العقلية، وكان خطر تعرضهم لاضطرابات المزاج بما في ذلك الاكتئاب والهوس أكثر بمرة ونصف ممن لم يتعرضوا أبداً للضرب.

كما زاد لديهم احتمال الاكتئاب وحده بنسبة 1.4، وإدمان الكحول بنسبة 1.6، في حين بلغت نسبة تعاطي المخدرات 1.5.

وتشير هذه النتائج على حد قول “عفيفي” إلى ضرورة عدم اللجوء إلى ضرب الأطفال في أي عمر كان نظراً لآثاره السلبية على صحتهم العقلية في ما بعد.

وعلق “جورج هولدن”، وهو بروفيسور في علم النفس في جامعة ميثوديست الجنوبية في دالاس والذي قام بتأليف دراسة مشابهة، على النتائج التي توصلت إليها دراسة “عفيفي” قائلاً: “تندرج هذه الدراسة في مجمل الدراسات التي تتعلق بضرب الأطفال من قبل الوالدين والتي قد أظهرت جميعها أن الضرب يزيد نسبة الإصابة بالاكتئاب والقلق وأن هذه الممارسة قد تؤدي إلى عواقب سلبية غير مقصودة.

كما أن هناك دراسات أخرى قد أثبتت أن العقاب الجسدي في مرحلة الطفولة يزيد العنف عند الأطفال في مرحلة البلوغ.

وتأمل “عفيفي” في أن يقرأ الآباء والأمهات عن دراستها لكي يتوقفوا عن ضرب أولادهم وأضافت أن من شأن أطباء الأطفال أن يقدموا للأهالي حلولاً بديلة.

وأنهت حديثها قائلة: “لم يفت الأوان للتوقف عن الضرب

mohamedelsokary

سبحان الله و بحمده . سبحان الله العظيم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 43 مشاهدة
نشرت فى 10 أكتوبر 2012 بواسطة mohamedelsokary

ساحة النقاش

محمد محمد السكرى

mohamedelsokary
موقع نرفيهي - تعليمي - عائلي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

458,621