تكون حاسة السمع حاضرة عند الطفل حتى وهو داخل بطن أمه حتى إنه قد يبدأ فى حفظ وتذكر صوتها، مع الوضع فى الاعتبار أن حاسة السمع تقوى عند الطفل خلال العام الأول حيث يبدأ الطفل أيضا فى استكشاف من أين تأتى الأصوات المختلفة. على الأم أن تعلم أنه خلال الثلاثة أشهر الأولى من عمر الطفل فإنه سيلتفت فقط للأصوات التى تأتى من أمامه. أما فى الفترة ما بين 6 و12 شهرا فإنه سيتمكن من تتبع الأصوات القادمة من خلفه ومن الناحية الأخرى للغرفة.
هناك الكثير من الأطفال الذين يفضلون الأصوات ذات النبرة العالية مثل أصوات النساء لأنهم بهذا الشكل يسمعون الصوت بشكل أفضل. وما بين أربعة وستة اشهر، فإن طفلك يجب أن يكون قادرا على تكرار الأصوات المعروفة أو المألوفة بالنسبة له.
هناك عيوب فى حاسة السمع عند الطفل قد تكون وراثية، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل قد يولد وهو فاقد السمع حتى لو لم يكن هناك تاريخ لمثل هذا الأمر فى العائلة. فقد يكون الأب أو الأم مثلا يحملان جينات تجعل الطفل يفقد سمعه، أو قد يكون انخفاض وزن الطفل عن المطلوب هو السبب. وعلى الأم أن تعلم أن ترك التهابات وأمراض الأذن بعد الولادة يمكنها أن تسبب ضررا لأذنى الطفل مثل أن تخرق طبلة اذنه أو تسبب له فقدان سمع دائم. يجب على الأم أن تعلم ايضا أن المشاكل المتكررة فى سمع الطفل قد تمثل عائقا أمام نمو وتطور اللغة عنده.
إن حاسة السمع عند الطفل تكون أكثر حساسية من سمع الأم، ولذلك فيجب أن تكونى حريصة دائما على ألا يكون صوتك شديد الارتفاع بالنسبة لطفلك. إن استجابة الطفل لأنواع الضوضاء المختلفة ستكون طبقا لحالته المزاجية. وتعتمد أيضا مدى استجابة الطفل للأصوات من حوله على الأصوات التى كان يسمعها وهو جنين داخل رحم الأم. الطفل وهو جنين وبداية من الأسبوع 21 فإنه يتمكن من سماع الأصوات المختلفة.
عادة ما يتم إخضاع كل الأطفال حديثى الولادة لفحوصات لحاسة السمع لاكتشاف فورا ما إذا كان الطفل يعانى من أى مشاكل فى سمعه. هناك بعض الأطفال الذين تكون حاسة السمع عندهم مثالية ولكنهم لا ينتبهون للأصوات المحيطة بهم كرنين الهاتف مثلا أو نباح الكلب ولكن هذا لا يعنى أنهم يعانون من أمر ما ولكنهم قد يكونون في حاجة فقط للنوم والراحة.
يمكن لأى أم أن تختبر بنفسها حاسة السمع عند طفلها عن طريق بعض الاختبارات البسيطة والسريعة:
إذا كان طفلك أقل من ثلاثة أشهر، فيمكنك أن تقومى بالتصفيق بيديك خلف رأسه وإذا انتبه فهذا يعنى أنه بخير أما إذا لم يتنبه للصوت فأعيدى المحاولة مرة أخرى.
وفى حالة إن كان طفلك ما بين أربعة وستة أشهر فإنه سيكون قد أصبح قادرا بعض الشئ على التحكم فى حركة رأسه، وفى تلك الحالة يمكنك أن تقومي بمناداة الطفل باسمه لترى ما إذا كان سيستدير نحوك ليستجيب للصوت. ما بين الستة والعشرة اشهر، فإن الطفل يكون قادرا على الاستجابة للأصوات المألوفة ولاسمه.
إذا لم يستجب طفلك لأي من الاختبارات السابقة، فيمكنك أن تقومى باستشارة طبيب، وفى النهاية قد يكون الأمر بسيطا مجرد فقدان مؤقت للسمع بسبب نزلة برد على سبيل المثال.
إن الطفل يستمع لأنواع الضوضاء المختلفة من حوله فيتعلم كل شئ عن العالم ويبدأ أيضا فى تعلم كيفية التواصل.
ويمكنك أن تنمى وتحفزى حاسة السمع عند طفلك بعدة طرق بالتحدث إليه والقراءة له. ويمكنك بكل بساطة أن تتحدثى لطفلك مثلا وأنت تقومين بتحضير حقيبة الحفاضات الخاصة به، أو يمكنك مثلا أن تصفى لطفلك لون ملابسه. عليك أيضا أن تكونى حريصة على إطفاء الراديو والتليفزيون ليسمع الطفل صوتك فقط. يمكنك أيضا أن تقومى بتشغيل الموسيقى لأن الأطفال يحبون الموسيقى بأنواعها المختلفة.
إن حاسة السمع عند الطفل قد تتأثر بعدة عوامل مثل التعرض لضوضاء عالية بجانب المطارات أو الحفلات. قد تتأثر أيضا حاسة السمع عند الطفل بتعقيدات حدثت أثناء ولادته وأدت لمنع الأوكسجين من الوصول إليه.
ساحة النقاش