الحمد لله، الحمد لله الذي أنشأ خلقه وبراه، وقسّم أحوال عباده غناً وفقراً،
أحمده سبحانه فهو الي أجرى على الطائعين أجراً، وأسبل على العاصين ستراً
و هو سبحانه الذي يعلم ما فوق السماء و ما تحت الثرى،
لا يغيب عن علمه في الليل دبيب النمل إذا سرى
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه الذي بالاسلام جاء مبشراً...

أما بعد ...
عندما يخبرك ضيفٌ عزيزٌ بأنّه سيقوم بزيارتك فماذا تفعل ؟؟
طبعاً ستقوم بترتيب البيت وتنظيفه و ستستحم وتنظف نفسك وتتزين بأجمل الملابس وتتحلا بأحلا العطور استعداداً لإستقبال هذا الضيف العزيز
لكن...
لما كل هذا العناء طبعاً لأنه لا يليق بك أن تستقبل شخصاً عزيزاً إلا وأنت بأحسن حلة
حسناً .. لا بأس ..

دعونا نتجاوز حدود الزمان و المكان , ونتخيل أنك تسمع طرقات على باب بيتك
فتسأل : من الطارق؟
فتأتيك الإجابة
رسول الله صلى الله عليه وسلم

حسناً تخيل معي الآن ماذا ستفعل ..؟؟!
هل ستفتح الباب مباشرةً مرحباً بالضيف الكريم؟
أم أنك ستحاول تجهيز بيتك لاستقباله؟
أم أنك لن تفتح الباب أبداً؟
بعضنا سيرتبك ويقول ..
هل أفتح له الباب فيرانى علي هذة الحال والتصاوير معلقة على الجدران!
و هل سينظر فيجد نساء البيت كلهن متبرجات!!
وصوت الموسيقى ينبعث من كل أرجاء البيت!
كيف سيدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيتي على هذه الحال؟!

ماذا تفعل لو كنت مكانى؟

لا شك أن البيت بحتاج إلى حملة تطهير من المناظر التى لا شك تغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم
البعض قد يستغرق فى حملة التطهيرهذه يوماً، آخر قديحتاج أسبوعاً، ثالث أمامه مدة شهر..
المهم أننا فتحنا الباب ولعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألك :
ما الذى آخرك على؟

فتجيب.. آسف
استحيت أن أدخلك البيت فترى هذة المعاصى فانتظرت حتى ألقيت بعلبة الدخان من النافذة،
و أبعدت التلفاز حتى لا ترى فيه ما يغضبك
هل تصلى ؟
سؤال نزل على كالصفعة المؤلمة .. ولكننى مضطر للإجابة فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وبكل خجل بدأت أجيب : لا، أحيانا أصلى، و أحيانا أقطع الصلاة ... أتمنى
...اسأل الله الهداية
ماذا أفعل مع الإنشغال , والمذاكرة , والكسل , و ... و ...

كم تحفظ من القرآن ؟
لماذا هذا الإحراج ؟ هكذا قلت فى نفسى وأنا أجيب
إننى كما ترى أضع المصحف تبركاً ولكننى للأسف لا أفتحه
لا أسمع القرآن إلا فى خيمات العزاء، أو على المقابر
لا أستطيع قراءته فأنا لا أعرف شيئاً من أحكامه

قال تعالى <<وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً>> (الفرقان:30)

ثم يسالك السؤال الأصعب ..!!

هل ترتكب المعاصي؟!

أنا مضطر أكلم بعض النساء إن هذا ضروري في وقتنا الحاضر ..
أحياناً قد تغلب عليَّ شهوتي قأقوم بأعمالٍ غير محمودة ..
قد أغتاب بعض الناس، وأحياناً لا أستطيع الابتعاد عن النميمة !!
و ... و... و...


والآن فلنعود إلى الواقع ..
أخى الحبيب راجع شريط حياتك و سل نفسك؟
من أى الأصناف أنت ؟
ممن يفتح الباب مباشرة؟
أم ممن يتردد؟
أم ممن لا يفتح الباب أصلاً ؟
هل يرضيك حالك و حال المسلمين من حولك ؟
هل عزمت على تغيير نفسك؟
لا شك أننا جميعاً بشكل أو بآخر مقصّرون فى حق الله،

وأننا نحتاج لنكون صادقين
صادقين مع الله
صادقين مع الناس
صادقين مع أنفسنا

الآن أخي الحبيب أختي المسلمة ..
هل تفكرون بالتوبة؟!
اخوتي الأحبة
هل ذقتم حلاوة التوبة ووقعها فى القلوب ؟
اخوتي لا تحزنوا لما اقترفتم، فباب التوبة مفتوح على مصراعيه..

يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي
<<يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى
يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك
يا ابن ادم لو لقيتني بتراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شئ لأتيتك بترابها مغفرة>>

و يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي
<<لما عصى إبليس الله فقال الله له اخرج من الجنة فقال له:
وعزتك وجلالك لأغوينهم ما دامت أرواحهم في أبدانهم
فقال الله عز وجل وعزتي وجلالي لأغفر لهم ما داموا يستغفرونني>>

و عن ابن مسعود الحكيم عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
<<التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب>>

والأحاديث في هذا السياق كثيرة

والله جل جلاله هو الرحمن وهو الرحيم
فهو يقول في كتابه الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
<<الحمد االه رب العالمين* الرحمن الرحيم>>

أشعرنا رحمته، التي وسعت كل شيء،
أترون رحمة الأم بولدها، الذي ترضعه من صدرها؟
إنّ الله أرحم بعباده منها ..
والفاجريستعمل ماله الذي رزقه الله إياه في معصيته، ويستعمل لسانه الذي أعطاه الله إياه في الكفر بالله،
والله يرحمه ويرزقه ويحسن إليه.
إن الله أنزل في الدنيا رحمة واحدة فيها يتراحم الناس، وتعطف الأم على ولدها،
والأخ على أخته، والرجل على امرأته..
وأبقى تسعاً وتسعين ليوم القيامة ورحمة الله هذه من أولى النعم التي تستحق
الحمد.

لكننا جميعاً نطمع في هذه التسعاً وتسعين رحمة ..
نعم إنها لنا إن شاء الله فهو الغفور الرحيم ..

و لكن..

لدينا مهمة مسشتعجلة وملحة علينا القيام بها أولاً لنفوز بهذه الرحمات
إنها التوبة النصوح..........
____________________
والآن تعالوا اخوتي نترك المعاضي ونهجر الشيطان ونصغره، نصغره حتى يصبح بحجم الذبابة..
لنشعر بحلاوة التوبة وحلاوة العبادة في دنيانا
ونجهز أنفسنا للفوز بهاذه الرحمة في الآخرة..
________________________________
اخواني ادعوكم ونفسي المخطئة المقصرة بتقوا الله للتوبة..
وآسف للإطالة
والحمد لله رب العالمين

المصدر: مجلة النبك
mohamedelsokary

سبحان الله و بحمده . سبحان الله العظيم

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 175 مشاهدة
نشرت فى 3 مايو 2011 بواسطة mohamedelsokary

ساحة النقاش

mohamedelsokary

شكرا جزيلا و جزاك الله كل خير

محمد محمد السكرى فى 19 مايو 2012

محمد محمد السكرى

mohamedelsokary
موقع نرفيهي - تعليمي - عائلي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

458,541