كيف تكسبين حماتك

للأسرة فى الإسلام مكانة كبيرة وأهمية بالغة، فهى أساس المجتمع ودعامته، وضمان استمرار الحياة، ومن ثم وضع الإسلام الشرائع والأحكام التى تضمن استقرار الأسرة؛ لكى تحقق أهدافها وغاياتها، وبفضل ذلك صارت الأسرة فى ظل الإسلام صخرة قوية متينة تتحطم عليها كل معاول الهدم، ومحاولات النيل منها. وأصبح تماسك الأسرة المسلمة وترابط أفرادها مجال فخر لأمة الإسلام على غيرهم من الأمم.

ولقد أيقن أعداء الإسلام أن قوة المسلمين نابعة من هذا التماسك الأسرى والتراحم والتلاحم بين أفراد البيت الواحد، فبدءوا يدسون فى عقول أبناء الإسلام أفكارا هدامة، وأخلاقا فاسدة من شأنها أن تقوض هذا الصرح الأسرى الشامخ.

ولا شك أن كل مسلم غيور على دينه وأمته يصيبه الحزن الشديد عندما يرى كثيرا من البيوت المسلمة تتهدم نتيجة أمور تافهة، ومشكلات مفتعلة لا وزن لها، كان من الممكن أن تجد لها مئات الحلول لو أن أصحابها رجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأبصروا ما يدبره لهم أعداؤهم، وتعقلوا طبيعة مشاكلهم وميزوا بين حقيقيها وزائفها.

ومن الأمور التى شاعت فى زماننا وأصبحت تشكل حيزا كبيرا من المشاكل التى تتعرض لها كثير من الأسر، مشكلة الحموات والزوجات، وهى مشكلة زائفة أوقد نارها الإعلام بأفلامه ومسلسلاته، والتراث الشعبى بأمثاله وحكاياته، وسوء الفهم وقلة الوعى، وضعف البصيرة، والبعد عن اتباع منهج الله سبحانه والانقياد لحكمه وأوامره، مما جعل هذه المشكلة تبدأ من قبل أن يبدأ البيت نفسه، وصارت كل فتاة تترقب أول لقاء بينها وبين حماتها وهى متحفزة، وكأنها ستواجه عدوا لدودا فى ميدان القتال، وكذلك تفعل كل حماة.

ولقد شاهدت وعاينت كثيرا من هذه المشكلات التى تنشأ بسبب العلاقات المتوترة بين الزوجات والحموات، وكنت أرى أن الحل دائما سهل وبسيط تملكه الزوجة وتملكه الحماة، فقد تكون أول درجة من درجات هذا الحل تحية صادقة ومصافحة حارة، ولكن من الذى يبدأ، فالشيطان يهيمن على النفوس، ولا يدع للحق سبيلا إليها، ولو أدرك كل طرف من أطراف هذه المشكلة جرم ما يفعله فى حق المجتمع المسلم، وفى حق نفسه؛ لتغيرت كثير من المفاهيم، ولصحت كثير من الأمور.

وكم من مشكلة من هذه المشاكل ظن أصحابها أن كل الطرق إلى حلها قد سدت ثم تبين لهم بعد ذلك أن نفوسهم التى امتلأت شرا هى التى سولت لهم ذلك، وأن الأمر ما كان يحتاج إلا إلى كلمة طيبة ووجه باش ونفس هادئة.

واحترام الواقع يفرض علينا أن نذكر أن الحموات والزوجات لسن كلهن على خير، فهذا ضرب من السخف، فلقد رأيت وشاهدت فيما يعرض أمامى من مشكلات تتعلق بهذا الموضوع قلوبا لحموات وزوجات هى كالحجارة أو أشد قسوة، وهذا الأمر يجعلنى أقول: إننى أقدم هذا الكتاب لأصحاب الفطر السليمة التى أصابتهم بعض الغشاوة ولكنهم إذا ذكروا بالله رجعوا إلى الحق والصواب، وأعرضوا عن الباطل والخطأ، وانتصروا على أهوائهم ونفوسهم وشياطينهم، وفى الوقت نفسه لا أملُّ من الطرق على أبواب قلوب هؤلاء القساة لعلهم يفيقون من غفلتهم ويزنون الأمور بميزان العقل والمنطق، فيدركوا سخف ما يفعلونه، وألا يتركوا الأسباب التافهة تقضى على ذلك الرباط المقدس، فلا شك أن انهدام بيت مسلم شىء خطير جدا، بل هو ضربة معول فى جدار الإسلام وهذه هى الحقيقة.

كما سيلحظ كل من قرأ هذا الكتاب أننى –غالبا- ما أوجه حديثى للزوجات، وقلما أوجهه للحموات، وذلك لأسباب، الأمر الأول: إن جيل الزوجات هو جيل الشباب وإصلاحه إصلاح للحاضر والمستقبل، فالمرأة فى جيل الشباب اليوم هى زوجة، وغدا أم، وبعد غد حماة.

والأمر الثانى: إن جيل الشباب – على ما فيه من صفات القوة والاعتداد بالنفس – هم أنقى قلوبا، وألين عريكة، وأسهل قيادا - لمن عرف مفاتحه- من الجيل القديم الذى يصعب تغييره بأى وجه من الوجوه.

الأمر الثالث: إننى أقدم فى هذا الكتاب بعض الحلول، وقد تتضمن بعض التنازلات من جانب من جوانب الصراع، ومراعاة لطبائع جيل الآباء والأمهات، فالصغير هو الذى يجب أن يبدأ، أو يتنازل عن شىء من حقوقه وليس الكبير، وهدفنا هو إصلاح ذات البين، والعاقل هو من يسعى لهذا الهدف.

كما سيلحظ القارئ الكريم أننى ربما أقصر الكلام غالبا على حماة الزوجة أكثر من حماة الرجل، وليس معنى ذلك أننى أحصر المشكلة بين هذين الطرفين فقط؛ الزوجة وحماتها، ولكن لما كانت المشاكل تتواجد بين هذين الطرفين أكثر من غيرهما، توجهت إليهما بالخطاب، وفى حقيقة الأمر الخطاب موجه للجميع؛ للزوج وحماته، والزوجة وحماتها، وحمى الزوجة، وحمى الزوج. 

أهم موضوعات الكتاب:

المقدمة

الزواج نعمة من نعم الله

حكمة الزواج

حسن اختيار الزوج والزوجة

المحرمات بالمصاهرة

وقفات مع المعانى اللغوية

مشكلة الحماة (الأسباب والعلاج)

 لماذا الحماة؟

 أراء علماء النفس والاجتماع

 الجانب الأول: مشاعر الزوج

 الجانب الثانى: مشاعر الحموات

 أطراف المشكلة

 أولا: الأم (الحماة)

 حل مشكلة الأم

 أخت الزوج (الحماة الصغيرة)

 ثانيا: الزوجة

 حل مشكلة الزوجة

 قصة لطيفة

 ثالثا: الزوج

 حل مشكلة الزوج

نماذج للمشكلة ولقطات من الواقع

 الزواج من فتاة لا توافق عليها أم الزوج

 الإنجاب

 اجتماع عدد من زوجات الأبناء فى بيت العائلة

 بخل الحماة وإسراف الزوجة

 إهمال الزوجة

 سيطرة بعض الخرافات على الأذهان

اختلاف البيئات

جمال المرأة

نماذج طيبة مثالية للحموات والزوجات

حماتى ملاك

نعم بكيت فراق حماتى

قصة سيدة بريطانية

قصة سيدة فرنسية

كيف تكسبين حماتك؟

الكلمة الطيبة

لا تضعى زوجك أبدا فى موقف الاختيار بينك وبين أمه  

الحماة بمنزلة الأم

الهدية

الزيارة

طلب النصيحة

الاستقرار فى الحياة مع الزوج

تسمية الأبناء

الخطابات والمراسلة

قضايا الأسرة فى التراث الشعبى

الحماة فى التراث العربى والإسلامى

حمو خبير بما يعجب الرجال

وصية ذهبية من حماة

حماة الكريمة بنت الرسول الكريم

نعم الأحماء ونعم الزوجة

نصيحة غالية

أم رومان حماة سيد البشر

فراسة عالم فى النساء الصالحات

والكتاب صادر عن مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة بالقاهرة 2007م

 

 

المصدر: مؤلفاتى

ساحة النقاش

الدكتور/ محمد محمود القاضي

mohamedalkady
موقع شخصي يهتم صاحبه باللغة العربية ودراساتها، والثقافة الإسلامية، والثقافة العامة، والتأليف للطفل. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

231,063