قال الكاهن المصرى الحكيم  (إن كلمتكم يتولد منها الصدق والعدالة .

وعلى ذلك يتكلم الشعب الصدق .)

الشعب هو النبض وهو ا لمحتوى وهو الإرادة ، الشعب هو السلطة والقانون والقاضى ، وإن الحاكم بشكله المتعدد هو من الشعب ، فلماذا يثور عليه الشعب ؟

الضميرالذى يغيب فجأة ، والمطامع ، ونهم الاستحواز ، العاطفة الخاصة أنانية وسادية وعندما يتحول ابن الشعب ليلتهم ما هو مؤتمن عليهم فلا يستحق أن يستمر لخروجه عن المسار الذى ينبغى أن يلتزم به ، والحاكم الذى دعمه شعبه ليكون مؤتمنا على مقدراته لا يستحق ما كلف به ،

مصر هذا الوطن العتيق وحجر الزاوية والذى يجرى بداخلها شريان الحياة ونحن لا نرى الشرايين ، نهر النيل نهر الحياه ونهر الحضارة والتاريخ على ضفتيه نبتت إلى أعلى الأشجار المثمرة واستظل سكانها بظلها الوارف ، وتزينت بالطيور الصداحة والثمار المتنوعة  وفى النهر الأكل الطرى الطيب من الأسماك ،وتأمل سكانها الكون باحثا عن الخالق فى صور مرصودة ومسجلة بجميع علاقاتها التأملية وصنع الإله  ، والآلهة لا تصنع -هكذا كان يعتقد - إلى أن وجد ضالته وأدرك أن الله الواحد له كل هذه الشواهد ، وكان المصرى بعد معاناته فى البحث عن الإله ، ساعده رب العزة والجلال وأرسل له الرسل والأنبياء ليدفعوه إلى التوحيد والإيمان ، فظهرت القيم الدينية وتأكدت الفضيلة تجاه النهر والإله الواحد الأحد ولم يلوث أحدا منهم النهر هكذا تعلموا واستوعبوا الدروس لقناعتهم بالقوة الإيمانية والمعرفية ، إنهم المصريون العظماء ، عاشوا على الأرض واستعظمت قدرتهم فى المعرفة وألهمهم الله معرفة القدرة على التعبير والإبداع  فسجلوا جميع أحداثهم ومشاهدات أيامهم وزراعتهم وحصادهم ، آمنوا بالتوثيق وتفننوا فى تسجيلة ببراعة ومهارة ، من ألهمهم وعلمهم  ، إنه الله سبحانه وتعالى الذى آمنوا به عن قناعة بورع وتقوى ،إن هذا الشعب أبدا لم ينحنى ولم ولن تكسره أى قوى  حتى وإن جارت عليه الدول فهو الغالب بإذن الله  وهذا الشعب الذى لا يعرف الخضوع ،ولا يقبل الإذلال بأى شكل من أشكاله ، مصر هذا البلد بطوله وعرضه قيمة لا تضاهيها قيمة ، مصر بلد الإنفتاح والمعرفة ، قرون طويلة من العلم والمعرفة والتدين ،وكانت مصر لها ممالك متسعة ومترامية الأطراف ،لقد تاجر سليمان عليه السلام مع (هيرام) الذى كان يجلب له الخيول من مصر لقوتها وجودة تكوينها وكلم الله عز وجل موسى عليه السلام على أرضها ،  وتربى يوسف الصديق  وكانت رسالته فيها  عليه السلام  وتوارت فيها السيدة مريم وولدها النبى الوليد حتى تضمن له عليه السلام البقاء ، وتزوج منها النبى الخاتم (محمد صلى الله عليه وسلم ) ونبأنا بأن جندها خير أجناد الأرض ،ووصفها رب العزة بالبلد الآمن ، هى مصر الغاية والمنتهى ،هى الحرية والحياة ،(ان العدالة التى نبحث عنها لن تغيب ولن يستطيع العابثون تغييبها أو إنكارها ) ستعود العدالة إلى مكانتها والظلم سيتبدد لا محالة ، مصر هذا البلد الشامخ ، أبدا لن تعيق تطوره شرازم الجهل ، أبدا لن تغير إتجاهاته وريادته  ،  كانت مصر تتقدم والبشرية جميها فى حالة متباطئة لضعف المعرفة ، تعلمت أوروبا الحضارة وكيفية انمائها من مصر وتربى الفلاسفة على العلوم المصرية ـ هذه هى مصر -وقد توجهت القوى لامتلاك هذا البلد فغارت عليه الدول ولم يصمدوا بها لبسالة شعبها ، لما كانوا راغبين فى احتلاله ( النهر والأرض والفلاح المخلص المبتكر وخيراتها وكنوزها البشرية وثرواتها الطبيعية فوق الأرض وتحتها وجبالها وأسماكها وأرزها وقطنها وذهبها - الطامعون فى كل شىء بعد معرفتهم بها - وتسللوا لها من خلال الضعفاء من الحكام وكلما كان الحاكم غير منتمى إعلم أن لا ضمير له ، ولا أخلاق ،من يفرط فى أرضه ؟ سوى الخائن ،تارة الحكام وتارة بطانتهم الذين لديهم القدرة على تغييب عقول حكامهم  متجاهلون الشعب الأبى الذى وإن تحمل ذلك فإن بطشه لا يرد شعب يدافع عن أرضه ومقدراته فكيف يتحكم فيها الحكام والمؤتمنون عليها ،مصر القلب النابض للجغرافيا والتاريخ  أبدا لن تتراجع - ولن يستطيع أحدا إقصاؤها ، وزبد البحار سرعان ما يتلاشى والبحر مستمر فى زحفه المستمر نحو الشاطىء كأنها حركة الحياة ،   مصر الآن فى مخاض جديد ويضع بعض من شعبها دستورها وخريطة طريقها ووحاشى لله رب العزة ( المخلوق لا يخلق الخالق ) وقال المثل - ربنا  عرفوه بالعقل - كيف يضع كيف نضع الطريق تحت السيارة ،علينا أن نقودها فى محدداته والحفاظ عليه وعلى قوامه وسلامته ونتمتع به - لم أكن أبدا أتخيل العبث بمقدرات هذا الوطن ،.

هل نحتاج برنامجا جديدا لتقويم أخلاقنا واعتلاء القيمة ؟

هل نقبل أن يستحوز على مقدرات البلاد فئة تحتاج للثقافات المتعددة من الماضى والحاضر وكل مقومات التطور ؟

هل نقبل أن نفكر بأسلوب الماضى دون النظر إلى سيل التطور التقنى والتنموى والعلمى ومواكبة التحضر بشكل مستمر ؟

هل نستطيع الإستغناء عن الفنون والآداب وخبرات الثقاغات المتعددةظ

هل نعيش فى عزلة عن العالم المتحضر ونحن منه ولدينا كتائب من العلماء والمفكرين ؟

هل يمكن لنا الانعزال عن الإنسانية ؟

لماذا الصدع المستمر؟

المصدر: محمدالحلوجى
mohamedabdelwah

الفنان التشكيلى / محمد الحلوجى mohamed elhalwagy the artist

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 183 مشاهدة
نشرت فى 26 مارس 2012 بواسطة mohamedabdelwah

محمد الحلوجى

mohamedabdelwah
فن تشكيلى وابداعات متعددة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

58,827