فوائد لعلاج الإيدز بمضادات الفيروسات

مازن النجار

توصل باحثون بالمعهد القومي الأميركي للحساسية والأمراض المعدية الى أن مرضى نقص المناعة البشرية المكتسب (الإيدز) الذين يتلقون العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية بعد العدوى بالفيروس بفترة قصيرة، تتكون لديهم استجابات مناعية ضد مسببات الأمراض الأخرى، أقوى منها لدى المرضى الذين يتلقون ذلك العلاج لاحقا.   وتشير النتائج -التي خلص اليها الباحثون، بحسب بيان تلقته الجزيرة نت من معاهد الصحة القومية- إلى أن العلاج مبكرا بمضادات الفيروسات القهقرية يمنع عطب جهاز المناعة بشكل لا رجعة فيه، ويضيف جديدا لأدلة تظهر فوائد صحية كبيرة لأخذ هذه المضادات مبكرا.
أجسام مضادة
وأجرى الباحثون قياسات كمية ونوعية لخلايا (ب) المناعية (نوع من كريات الدم البيض) في عينات الدم المأخوذة من ثلاث مجموعات من المشاركين في الدراسة.
تتكون المجموعة الأولى من رجال أصيبوا بعدوى فيروس نقص المناعة قبل أقل من ستة أشهر والمجموعة الثانية من آخرين أصيبوا بالعدوى منذ ستة أشهر أو أكثر، والمجموعة الثالثة تتكون من رجال غير مصابين بعدوى هذا الفيروس.
ولدى خضوعهم للدراسة، بدأ المشاركون المصابون بالعدوى يعالجون بالمضادات الفيروسية.
تنتج خلايا (ب) بروتينات، تسمى (الأجسام المضادة)، وتكشف الجراثيم الغازية ليقوم جـهاز المناعة بتدميرها ومنعها من إصابة الخلايا الأخرى بالعدوى.
في بداية الدراسة، كانت أعداد خلايا (ب) لدى مجموعة المشاركين المصابين بعدوى فيروس نقص المناعة أقل منها بكثير لدى المشاركين الأصحاء.   وبمجرد أن بدأت مجموعة المصابين بفيروس نقص المناعة تتلقى العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية، بدأت تزداد لديهم أعداد خلايا (ب) زيادة كبيرة وبدرجات متماثلة.
نوعيا، اختلف تكوين خلايا الدم المناعية (ب) لدى مجموعتي المشاركين المصابين بالفيروس، خلال فترة الدراسة.

المصابون يمكنهم مقاومة الأمراض الأخرى (الجزيرة نت)

خلايا الذاكرة          
قارن البحثون بين المقادير النسبية لستة أنواع مختلفة من خلايا (ب) فيما بين المجموعات الثلاث، وداخل كل مجموعة من المشاركين أيضا، لدى بدء الدراسة، وبعد سنة واحدة من بداية علاج المشاركين المصابين بعدوى فيروس نقص المناعة بمضادات الفيروسات القهقرية.   ولاحظ العلماء أن العلاج المبكر بهذه المضادات استعاد أعداد خلايا (ب) المختصة بذاكرة المناعة إلى نفس مستواها لدى المشاركين غير المصابين بفيروس نقص المناعة. لكن العلاج (المتأخر) بمضادات الفيروسات القهقرية لم يفعل ذلك.
المعلوم أن وظيفة خلايا (ب) المختصة بالذاكرة في الدم تتمثل في تذكر كيف تنتج أجساما مضادة لمسببات المرض، ويمكنها أن تستمر مدى الحياة.
كذلك، خفّض العلاج (المبكر) بمضادات الفيروسات القهقرية نسبة خلايا (ب) غير الناضجة إلى نفس مستواها لدى المشاركين غير المصابين بفيروس نقص المناعة، لكن ذلك لم يتحقق في حالة العلاج "المتأخر" بتلك المضادات.
استجابة متفاوتة
                           وبعد عام واحد، ظهر أن المشاركين الذين تأخر علاجـهم بمضادات الفيروسات القهقرية قد ارتفعت عندهم بشكل كبير نسبة خلايا (ب) التي تتعطل وتمتنع عن القيام بأنشطة مكافحة مسببات الأمراض، وتسمى خلايا (ب) المستنفدة، مقارنة بالمشاركين بالمجموعتين الأخريين.
وللوقوف على كيفية تأثير هذه الاختلافات في استجابات الجهاز المناعي لأنواع العدوى الأخرى (اللاحقة)، نظر فريق البحث في كيفية استجابة مجموعتي المشاركين المصابين بعدوى فيروس نقص المناعة للقاح الإنفلونزا لدى بداية الدراسة وبعد بدء العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية بعام واحد.
وبنهاية العام الأول من العلاج، وجد الباحثون أن المشاركين الذين عولجوا (مبكرا) بمضادات الفيروسات القهقرية تكونت لديهم أجسام مضادة للإنفلونزا أكثر مما تكون لدى الذين تلقوا العلاج (متأخرا).
وتؤكد هذه النتائج أن بدء العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية مبكرا بالنسبة للمصابين بعدوى نقص المناعة يمكنهم من مقاومة مسببات الأمراض الأخرى على نحو أفضل كما لو أنهم بدؤوا العلاج متأخرا في وقت لاحق،عندما تصبح العدوى مزمنة.

المصدر:

الجزيرة

المصدر: الجزيره
mkhaled2

http://kenanaonline.com/mkhaled2

  • Currently 48/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 94 مشاهدة
نشرت فى 13 أكتوبر 2010 بواسطة mkhaled2

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

67,690