دكتور إنترنت.. الحقني!! |
|
|
د. حمزة زوبع - الكويت |
اليوم وعبر الإنترنت يمكن لأي مواطن تصفح مكتبات الجامعات الكبرى والاطلاع على بحوثها ودراساتها، وعبر الإنترنت انتشرت صيدليات بيع الفياجرا والفيتامينات والمواد والأجهزة الطبية، فهل سيأتي يوم يصبح الإنترنت طبيبا معالجا؟ هل سيأتي يوم نرى مواطنا وقد خلع ملابسه وقام بالوقوف أمام كاميرا الإنترنت ليقول لصفحة ما أو موقع صحي ما في مكان ما على المعمورة: دكتور.. إنترنت الحقني يا نت الحقني.. المغص جوه بطني".الإنترنت طبيب العائلةكشفت دراسة أمريكية صدرت مؤخرًا عن مدى تغلغل الإنترنت في حياة الأمريكيين ودخوله حتى في خصوصياتهم الصحية، حتى إن البعض أصبح يستريح عند البوح بأسراره للمواقع الصحية بعد أن فقد اهتمام الطبيب المعالج لسبب أو لآخر.ففي الدراسة التي أجرتها شركة تعرف باسم "بيو إنترنت – مشروع الحياة الأمريكي" Pew internet American Life Project على عينات من مستخدمي الإنترنت، ونشرت في شهر يناير من العام الحالي، قد تبين أن 55 % ( أي 52 مليون متصفح ) من إجمالي مستخدمي الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية يتصفحون مواقع صحية بحثًا عن معلومات وبيانات تتعلق بالصحة والمرض، وقد أطلقت الدراسة على هؤلاء اسم "الباحثين عن الصحة" Health seekers ، وهذا يعنى أن نصف متصفحي الإنترنت باتوا أقرب للتعامل مع الإنترنت كمرجعية هامة للصحة والطب والعلاج.كيف أجريت الدراسةبنيت هذه الدراسة على عدة دراسات مسحية أجريت على عينات من الأمريكيين:
لماذا يلجأ الناس إلى الإنترنتيوجد ما يقرب من 120 مليون مستخدم إنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية، يلجأ أكثر من نصفهم إلى الصفحات والمواقع الصحية والطبية والتي تصل إلى 17000 موقع.ونظرا للضوابط والقواعد الصارمة التي تحكم عمل التأمين الصحي والمراجعة الطبية لدى الطبيب العام أو طبيب العائلة، والتي لا تسمح بأكثر من 15 دقيقة للمريض الواحد ليشرح لطبيبه مشكلاته الصحية، ويستفيض في المناقشة معه، فقد لجأ الأمريكيون إلى الإنترنت.ولكن لماذا الإنترنت، دون المراجع العلمية الأخرى التي توفر معلومات وبيانات صحية وطبية، مثل: المجلات والدوريات الصحية أو البرامج التلفزيونية والإذاعية؟!توضح الدراسة أن ذلك يعود إلى مميزات الإنترنت، وهي:
عن أي شيء يبحثون؟
هذا بالإضافة إلى أمور أخرى من بينها:
وتكشف الدراسة أن بعض المتصفحين قد يدخل إلى أربعة مواقع صحية أو أكثر في أثناء تصفحه للإنترنت، كما تبين أن 59% من الباحثين عن الصحة Health Seekers يتصفحون المواقع الصحية مرة كل شهر ( 63% تحت سن الأربعين & 54 % فوق الأربعين سنة).أيها الإنترنت ماذا فعلت بالأمريكان؟!لقد كشفت الدراسة عن بعد هام وخطير تمثل في تحكم المعلومات والبيانات التي يحصل عليها الباحث عن الصحة عبر المواقع الصحية في قرار المواطن الأمريكي فيما يتعلق بالصحة، وهذا ليس بمستغرب، فإنه في اليوم الواحد يتصفح 5.5 ملايين مواطن أمريكي مواقع صحية، من بينهم 59% من النساء، وكلما زادت المعرفة بالإنترنت زاد عدد زيارات المواقع الصحية، وزادت نسبة الاحتفاظ بهذه المواقع، وبالتالي تأثر قرار المتصفح بالكم الهائل من البيانات والمعلومات.فعلى سبيل المثال، فإن 70% تأثرت قراراتهم العلاجية بما حصلوا عليه من معلومات عبر الإنترنت، كما أن 50% حين عادوا للطبيب العادي المعالج قاموا بتوجيه أسئلة جديدة للطبيب، وناقشوه في التشخيص، وطرق العلاج، و28% تأثرت قراراتهم بالذهاب إلى الطبيب العادي أو عدم الذهاب بعد اطلاعهم على معلومات عن الحالة التي يعانون منها عبر الإنترنت، واتفق الجميع على المعلومات قد حسنت طريقة اهتمامهم بالرعاية الصحية..الإنترنت والمصداقية1- مصداقية المعلوماتأحيانا كثيرة يذهب أحدنا إلى طبيب فلا تعجبه طريقته في الفحص أو ينتابه شعور بأن هذا الطبيب ليس كفئا، وأن عليه البحث عن طبيب آخر، وأحيانا قد لا تأتي وصفة الطبيب بنتائج إيجابية فيضطر أحدنا إلى البحث عن آخر، ولكننا نظل نتعامل مع أطباء معترف بهم، منحتهم الكليات والجامعات شهادات عليا ورخصة للممارسة المهنة.ولا مانع من الاعتراف بأن الجميع ليسوا على قدم المساواة، ولكن في الإنترنت، وخصوصا المواقع التي تقدم الخدمات الصحية من ذا الذي منح هذا الموقع أو ذاك رخصة مزاولة المهنة؟!، وإذا أخطأ من يستطيع معاقبته على خطئه؟!.على سبيل المثال – وكما ذكرت الدراسة نفسها – في أكتوبر 2000 رفع 600 مواطن أمريكي قضية ضد إحدى الشركات التي تبيع منتجات طبية وصحية عبر الإنترنت، وكانت قد باعت لهم وسائل للكشف عن الإيدز، لم يتم اعتمادها من الإدارة الاتحادية للعقاقير The Federal Drug Association، المعروفة اختصارا FDA ، وهذا ما يعني أنها غير صالحة للاستعمال.ورغم ما كشفته الدراسة عن النهم الشديد تجاه المعلومات الصحية المتاحة عبر الإنترنت، فإن هاجس المصداقية ما زال في مخيلة الكثيرين، فهناك قرابة 82% من متصفحي الإنترنت عموما يخشون من الحصول على معلومات غير دقيقة.وقد قامت الجمعية الطبية الأمريكية American Medical Association بحملة توعية لحث الباحثين عن الصحة عبر الإنترنت للتحقق من المعلومات التي يحصلون عليها، ومن خلال هذه الحملات فقد ارتفع الوعي تجاه هذه الصفحات والمواقع وما تقدمه؛ فقد كشفت الدراسة أن 58% من الباحثين عن الصحة يتحققون من الشركات أو المؤسسات أو المنظمات التي تقف وراء هذه المواقع من أجل التحقق من دقة المعلومات، على أنه لوحظ أن أصحاب المؤهلات الجامعية أكثر حرصًا على ذلك 61% من أولئك الذين حصلوا على الثانوية فقط 46%.ورغم المخاوف التي أبداها المتصفحون والباحثون عن الصحة عبر الإنترنت فإن الحقيقة الثابتة هي أن 52% يعتقدون أن كافة المعلومات الموجودة في المواقع الصحية دقيقة، و44% يعتقدون أن بعض المعلومات في المواقع الصحية دقيقة.
|
المصدر: www.islamonline.net
نشرت فى 8 أكتوبر 2010
بواسطة mkhaled2
عدد زيارات الموقع
67,686
ساحة النقاش