هل يمكن أن نتحدث عن "أطفال الإنترنت" عندنا فيما لا يزال الغالبية العظمى من الكبار في عالمنا العربي لم تسمع أو لم تستخدم شبكة الإنترنت؟ ربما يكون الحديث عن "أطفال الإنترنت" من قبيل  التطلع إلى المستقبل القريب؟

أمنية "أطفال الإنترنت" عندنا أصبحت واقعاً عند الآخرين، فقد أظهرت إحصائية أن عدد الأطفال الأمريكيين الذين يستخدمون الإنترنت، قد تضاعف أكثر من ثلاث مرات خلال عامين، ففي عام 1997م بلغ عدد الأطفال مستخدمي الإنترنت 8 ملايين طفل قفزوا إلى 25 مليون طفل خلال عام 1999م، ويتوقع الدارسون أن يزداد الرقم بحلول عام 2005م نحــــو 70%.

وفي عالمنا العربي تسير مصر على طريق إدمان الإنترنت، فهي تمتلك واحداً من أسرع معدلات النمو في عدد مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط. ويتوقع الخبراء أن تشهد السنوات الخمس القادمة نمواً كبيراً في أعداد مستخدمي الإنترنت يربو على عشرة أمثال ما كان موجوداً.

هذا النمو المتزايد الذي يشهده عالم الإنترنت لا يفرق بين الكبار والصغار، وقد أرجع الباحثون السبب الرئيسي في ازدياد إقبال الأطفال على الإنترنت إلى ارتفاع عدد الأمهات اللائي يدخلن الشبكة العالمية.

لكن هذا الإقبال المتزايد للأطفال على شبكة الإنترنت لم يخل من الأخطار، فقد اختلف زمن الأبناء عن زمن الآباء! فصار بإمكان أطفالنا ممارسة العديد من الأنشطة العصرية كالمحاورة مع الأصدقاء، وإرسال الرسائل الفورية، والاستماع إلى الكثير من الصوتيات على الإنترنت، بالإضافة إلى مشاهدة الأفلام وممارسة  الكثير من الألعاب. فالإنترنت وسعَّت عالم الأطفال ومداركهم ووضعت بين  أيديهم مختلف المعلومات الوافدة من أنحاء العالم كافة ، فهي تثري حياتهم بصورة عامة.

غير أنه في ظل غياب الرقابة الأبوية على الأطفال يزداد حجم المخاوف الناجمة عن الإنترنت، وهو ما أكدته دراسة بريطانية نشرها مركز بحوث أوربا، انتهت إلى أن واحداً من بين كل سبعة آباء في بريطانيا ليس لديه أي فكرة عما يتعرض له أطفاله بالدخول إلى عالم الإنترنت. وفي الولايات المتحدة الأمريكية قامت دراسات في عام 1995م بتوثيق مليون من الصور الإباحية للأطفال على الإنترنت.

وتفيد دراسة نشرها المركز الوطني للأطفال المفقودين صيف  2000م  بأن واحدًا من كل أربعة أطفال يستخدمون الإنترنت يقاد ( دون قصد منه) إلى مواقع للصور الإباحية.  ومن ثم أضحى من المألوف أن نقرأ الكثير في وسائل الإعلام الغربية عن الأخطار التي تهدد الأطفال نتيجة استخدام الإنترنت، مثل التخريب، وإرهاب البريد الإلكتروني، والتهديد على الإنترنت، والتصوير  الإباحي للأطفال، وغير ذلك .

ومن المؤسف أن المواقع العربية على شبكة الإنترنت لم تولِ عناية مناسبة للطفل، فمواقع الأطفال - على قلتها ـ تقتصر على الترفيه والصداقات وبعض القصص، وبعضها يتيح للطفل إنشاء صفحة ويب. لكنها قلما تعتني بالناحية التعليمية بقدر ما تعتني بالترفيه، في حين ان المواقع الإنكليزية الخاصة بالطفل تسعى إلى ربط كل أوجه حياة الأطفال بالإنترنت، كالمجال الدراسي، والصداقات، وممارسة الهوايات، والوسائل الترفيهية، والتحاور مع الآخرين، وإمكانات البحث، والمساعدة في القيام بالواجبات المدرسية، هذا بالإضافة المواقع التي تنشر بعض نماذج الأثاث والغرف والملابس والألعاب وغيرها مما يثرى حياة الأطفال وينمي لديهم القدرات الإبداعية.

 ومع ضعف اهتمام المواقع العربية بالأطفال، وفي ظل غياب الرقابة الأبوية، يكون الحديث عن أخطار الإنترنت على الأطفال أمراً مبرراً ومهماً، بل إننا وأطفالنا لسنا بمنأى عن خطر المواقع الإباحية وما تقدمه باستمرار، خصوصاً أنّها من الأعمال النشطة على الشبكة، كما أن الدخول إليها سهل جداً، بل إنها تبحث عن زبائن في مجال لا تحكمه ضوابط أو قيود.

من هنا تجدر الإشارة إلى أنه ينبغي على الاباء توحيه أبنائهم وإرشادهم للاستخدام الصحيح للإنترنت ومتابعتهم في هذا الشأن، كما أنه يمكن للآباء ضبط الإنترنت وتقييدها من خلال الحاسوب الخاص بهم، بواسطة برامج الترشيح  (الحجب) العديدة المتاحة، التي تقوم بحجب الاتصال بمواقع الويب غير الملائمة، مثل برنامـج net nanny، بالإضافة إلى برامج التصفح التي تسمح للأطفال بتصفح الإنترنت بطريقة آمنة من خلال قائمة محددة مسبقاً بالمواقع الجيدة.

 

المصدر: معتز الخطيب - مجلة مسجد
mkhaled

أدع من أستطعت فوالله لأن يهدى الله بك رجل واحد خير لك من حمر النعم

  • Currently 98/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
32 تصويتات / 531 مشاهدة
نشرت فى 18 سبتمبر 2010 بواسطة mkhaled

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

492,876