تحت شعار "مصر بلا مواقع جنسية" انطلقت حملة في مصر يتبناها مجموعة من الشباب تنادي بحجب المواقع الإباحية من شبكة الإنترنت، وذلك وسط أصوات مؤيدة وأخري معارضة لهذه الحملة.
ناشد أصحاب الحملة د.أحمد نظيف رئيس الوزراء، خلال رسالة الكترونية عبر منتدى "كريزي"، الوقوف إلي جوارهم حيث قالوا فيها: "لأننا نثق في شخصكم الكريم ونثق في أنك تسعي دومًا إلي الأفضل فيما يتعلق بتقنية وتكنولوجيا المعلومات فنحن نتوجه لسيادتكم كي تستجيب لرغبة آلاف الآباء والأمهات والشباب والبنات وتصدر قرارًا بحجب المواقع الإباحية علي الإنترنت وحجب خطرها عن الشباب، وختموا رسالتهم بتساؤل: هل يوجد في مصر سبب منطقي واحد يستدعي عدم حجب تلك المواقع؟.
"حماية أنفسنا"
مؤمن مغربي، 29 عاما، أحد المسئولين عن الحملة، يقول: "هدفنا من الحملة حجب كل المواقع الجنسية وحماية أنفسنا كشباب من خطرها، خاصة أن كثيرا من الدول المجاورة حظرت هذه المواقع".
وأضاف: "مواقع ووسائل إعلام كثيرة تضامنت معنا في حملتنا، ونمهد لعقد مؤتمر قومي يطالب بإغلاق هذه المواقع بناء علي طلب مستخدمي الإنترنت في مصر، ونعلن من خلاله انطلاق الحملة رسميا، ثم إنه عيب علينا جدًا ونحن بلد الأزهر أن نكون أخر دولة تحجب المواقع الجنسية وتسبقنا أكثر الدول العربية إلى هذا القرار، يجب أن نتذكر أننا دولة إسلامية وأن نعمل وفق هذا التصنيف".
وأشار: يمكن علاج هذه المشكلة عن طريق تشفير وغلق المواقع الإباحية، وعمل "فلترة"، بمعنى أن المواقع التي فيها كلمة إباحية لا يتم الدخول عليها، وهذا ليس صعبا وموجود في كل شبكات الإنترنت ويمكن عمله بسهولة في مصر.
تأييد مطلق
اختلف الشباب من مستخدمي الإنترنت حول هذه الحملة بين مؤيد ومعارض..
محمد فهمي، حقوق عين شمس، يقول: "طبعا أؤيد هذه الحملة والمبررات كثيرة، منها على سبيل المثال تصفح النت بأمان تام من عدم وجود مناظر أو مواقع إباحية، سواء لي أو لأخواتي البنات خلال تصفحهم للانترنت".
ويتفق معه في الرأي رامي متولي، هندسة الأزهر، حيث قال: "أؤيد الحملة تأييدا تاما وبكل اقتناع، حتى نعود إلى الفضيلة والأخلاق الحميدة التي ضاعت بين الفضائيات والمواقع الإباحية، والتي أري أنها السبب الرئيسي في دعوة الزوجات والأزواج للجنس الجماعي، فضلا عن التحرش الجنسي المنتشر في الأماكن المزدحمة ووسائل النقل".
"وهي دي محتاجة سؤال"، هكذا كانت إجابة نهي أحمد مصطفي، مؤكدة: "يجب حجب هذه المواقع وبدون تردد، ولكن غريبة جداً أننا تأخرنا في التفكير في هذا الأمر بالرغم من إمكانية عمله، فلماذا التردد إذن؟!".
لا وألف لا
على الجانب الآخر رفض مجموعة من الشباب هذه الحملة، منهم حسام الدين ممدوح، كلية طب، حيث يقول: "أنا أرفض هذه الفكرة تماما لأنه ببساطة شديدة من لا يريد لا يدخل، لكن لا داعي لفرض الرأي على الغير".
وأضاف أنه لا يوجد حظر نهائي لهذه المواقع فهناك برامج "بروكسى" تستطيع فتح هذه المواقع، ولذلك لا داعي لهذا المنع وخاصة أنني أري أن المنع أو الحظر لابد أن يكون داخليا من جانب الفرد وليس خارجيا.
ولكن محمد الحسيني يرد عليه بقوله: أنا وأنت لسنا ملائكة ولا أنبياء، نحن شباب وفاهمين بعض، ودعنا نكون صرحاء مع بعضنا، نحن كلنا نرى هذه البذاءات لأنها سهلة وميسورة، وصحيح يمكن أن نبحث عنها إذا حجبت مع ذلك يجب حجبها، لأنه لا يعقل أن أكون داخل بيت دعارة وتقول لي لا تزني!! لا.. نحن نهدم بيت الدعارة ولن يزني أحد.
وبعدين.. ماهي فائدة هذه المواقع غير أنها تشيع بين الناس رذائل وقبائح لم يكن الواحد يسمع عنها مثل زنا المحارم الذي يملأ كل المواقع الجنسية، وأيضا الجنس الجماعي، وتبادل الزوجات... كل هذا من أين عرفناه إلا من المواقع النتنة والمستنقعات الآسنة؟.
أنا من موقعي هذا (والكلام ما زال لمحمد الحسيني)، وباعترافي أنني أشاهد هذه المواقع القذرة، أؤيد وبشدة منع هذه المواقع.. والذي لديه برامج بروكسى يبقى هو اللى عايز يخربها على نفسه وهو حر.
سامح حسني، اقتصاد وعلوم سياسية، يرفض أيضا فكرة الحجب موضحاً: "لو طالبنا حجب موقع ما فسيتم حجب مواقع أخري بدعوى الحماية، وبالتالي لن نستطيع أن نعبر عن آرائنا، فالإنترنت مفتوح للجميع يأخذ كل شخص منا ما يناسبه ويترك مالا يناسبه".
يكمل: "الدول التي تحجب مواقع هي دكتاتورية تحجب مواقع الجنس لتحجب آلاف المواقع التي تمس بقادتها، دعونا نعيش في حرية بلا قيود دون تدخل وعبث من الآخرين، دون فرض وصاية من أحد".
ويجيبه عبد الله: المواقع الجنسية ليست مواقع للتعبير عن الرأي ولا دخل لها بهذا الموضوع، وإنما الكل يعلم لماذا يدخلها الشباب.. أما مواقع التعبير عن الرأي فلها مكان آخر. مع أننا نرفض معك تماما حجب مواقع الرأي الآخر، وكبت مشاعر الآخرين، وفرض الوصاية على آراء المعارضين.
حملة وهمية
من جهته اعتبر دكتور أحمد عبد الله، استشاري الطب النفسي، هذه الحملة حملة وهمية وليس لها أي محل من الإعراب، مؤكداً أن الحظر الذي تطبقه بعض الدول العربية لا يمنع المواقع، فكل مستخدمي الإنترنت الموجودين بدول المنع يستخدمون برامج "البروكسي" التي تخترق هذه المواقع وبالتالي لا فائدة من المنع (حسب رأيه).
وأوضح د. أحمد أنه لابد أولا من البحث عن الأسباب التي تؤدي لدخول الشباب لمثل هذه المواقع، والتي يرى أنها تنحصر في عدة أسباب أولها الفضول الذي يدفعهم للبحث عن هذه المواقع من أجل المعلومات.
فضلا عن عدم ممارسة الشباب للرياضة لذلك يعتبر البعض من الشباب مثل هذه المواقع نوع من أنواع الترفيه أو التسلية والمغامرة، لذلك نجد عددا كبيرا من الشباب يمارسون الجنس عبر الشات.
كما يطالب د.أحمد بإيجاد حلول لحل مشاكل هؤلاء الشباب من بطالة وعدم زواج، وخاصة أن هناك حوالي 40 مليون شاب وفتاة غير متزوجين!! فلابد أولاً من إيجاد حلول لمشاكلهم ومن ثم ترويضهم.
تعليق:
يبقى في النهاية أن هذه خطوة جريئة ومبشرة تحسب للشباب المصري وتدل على بقية الخير في قلوب الناس، حتى وإن كان بعضهم فيه نوع تقصير ويقع في بعض المعاصي، ولكن الطهارة والنقاء تبقى فطرة في كل نفس طاهرة.
نسأل الله أن يطهر بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر وسوء.
ــــــــــــــــــ
موقع "ولاد البلد"
ساحة النقاش