كان عندي جناح نموسة
كنت أحبه جداً
أعمل كثيراً وأتعب من أجل حمايته
أفرح عندما أنظر إليه
أتباهى به أمام الناس
أتزين به
أفخر به
ألعب به
ألهو به
كان باختصار هو محور حياتي
حتى حدث منذ أيام حادث شديد على نفسي فقدت فيه جزء من جناح البعوضة
فأصابني الأكتئاب
وحزنت حزناً شديداً
وضاقت علي الدنيا بما رحبت
حتى هزني صوت من داخلي قائلاً لماذا تحزن أنسيت أنه مجرد جناح بعوضة
قلت له ألم تر أن الناس تتنافس علي هذا الجناح
ويعادي بعضهم بعضاً بسببه
ويطلق الرجل زوجته بسببه
ويعق الولد والده بسببه
ويقتل الأخ أخيه بسببه
أبعد ذلك تقول لي لا تحزن
قال لي إن هذا لا يغير في الحقيقة شئ : إنه ما زال جناح بعوضة
و لو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء
قلت له إذاُ أترك الدنيا ولا أعمل وأجلس في بيتي
قال : لا أعمل واتعب ولكن إجعل دنياك لله -- قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين
فإذا فعلت ذلك هان عليك أمر الدنيا فهي ليست لك فهي لله وإن كانت لله فتأكد أن الله سوف ينميها لك ويبارك لك فيها فهي له سبحانه وتعالي
وأنت مستخلف فيها
فراجعت نفسي وقررت ألا أحزن أبداً علي جناح البعوضة
م ن ق و ل
<!-- / message --><!-- sig -->
ساحة النقاش