(حوريه ومستشفى الأمراض العقلية)

كانت حورية جميلة ولكونها أنثى كانت تشعر بوحدتها ويتمها رغم أن لها عائلة من أب وأم وإخوة ، إلا أن جبروت الأب وكرهه لها ربما لكونها أنثى مزق كل ستائر الحب بين الأب وابنته ، فحرمها من التعليم واللعب في طفولتها وخروجها من المنزل.
كم كانت حزينة وصابرة حيث تطعم حزنها بجلدها وطاعتها وصمتها إلا أن والدها تمادى بكل تصرفاته معها فأصبح يرجمها بتهمة الجنون حتى صدقت نفسها بأنها مجنونة وأدخلها مستشفى الأمراض العقلية كانت تودع عذاباتها في أرجاء المنزل تارة وتارة أخرى تبحث بعينها عن إخوتها وعن أمها عن لحظة وداع أو بالأصح لحظة حنان ، فخرجت ولا أحد خلفها يبكي لفراقها تقاطع الآهات الممزوجة بالأوجاع سردها لقصتها تذرف الدموع من عينيها لكنها كعادتها تقاوم أحزانها وتتابع حديثها بقيت الأشهر في المستشفى وذات صباح أتت العصافير وقد عصرت من باقات الياسمين الحلم بحريتها من المستشفى ، فأخرجتها إدارة المستشفى إلى منزلها ..عادت تداعب المجهول بصمتها وستائر الماضي تلاحقها أيتها المجنونة لقب اكتسبته عنوة ولأنها حمل ثقيل على والدها زوجها والدها من رجل يكبره بخمسة أعوام دون أن يسألها عن رأيها ودون أن تحتفل بثوب أبيض أو حتى تمسك الورد بيديها ولخوفها من النهار تعودت أن تحاكي الليل سراً عن آهاتها وأوجاعها وكعادتها تسلم أمرها لحياة جديدة زوجة هي من الغد وبعدها سينسدل ستار الظلم من والدها .. ضحكت على ماضيها القديم ورتبت حقيبتها استعداداً لحياة دون أن يرافقها موكب عرس.
وعلى أرصفة السنين توفى زوجها .. بعد أن أضاءت حياتها بأطفال أطفال أنقذوها من ذاكرة ملبدة بالأوجاع تلك هي قصتها .
لم تحاول أن تقف أمام عدسات الكاميرات ولم تقابل مذيعا أو صحفياً ليكتب عنها وعن قصتها .. ثم قررت أن تكتب قصتها قد يستفاد منها لا تنتظر تكريماً من أحد ، فهي لا توجد في عالم الأساطير أو في قصص ألف ليلة وليلة ، احتضنت كل همومها وأحزانها والتفّت بكل أوجاع المرض ولم تبال إلا بالابن الذي غمرته بدفئها وحنانها فقابلها بالجحود والنكران .

منقولة

mkhaled

أدع من أستطعت فوالله لأن يهدى الله بك رجل واحد خير لك من حمر النعم

  • Currently 85/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
27 تصويتات / 174 مشاهدة
نشرت فى 13 أغسطس 2010 بواسطة mkhaled

ساحة النقاش

kokototostar
<p><strong><strong><strong><strong>جزاك الله خير الجزاء</strong></strong><br /> <strong><strong>وبارك الله فيك ونفع بك وأثابك الجنة</strong></strong></strong></strong></p>
koko فى 18 أغسطس 2010 شارك بالرد 0 ردود

عدد زيارات الموقع

495,437