عند التحدث عن تكنولوجيا الدفع الهجين، يبرز إسم تويوتا من بين كل صانعي السيارات حول العالم، فقد كانت أول من تبنى هذه التقنية على نطاق واسع، وهاهي كافة مصانع السيارات تحذو حذوها، ولكن عندما يتعلق الأمر بالحلبات والتنافس الرياضي، تأخذ أودي دور السبق وها هي تصبح أول صانع للسيارات في العالم يحقق الفوز في سباق لومان الأسطوري وبالمركزين الأول والثاني بسيارتي دفع هجين بعد أن قاد فريقها سيارات e-tron الجديدة لتتسيد الحدث العالمي الشهير.

وبينما جاءت النتائج حسبما هو متوقع قبل انطلاق السباق الذي يعتبر الأهم بالعالم بين سباقات التحمل، فإن الفوز لم يأت بسهولة، فقد واجه فريق أودي منافسة شديدة من تويوتا خلال الساعات الأولى من السباق وكادت أن تختطف منها الصدارة في بعض من مراحله.

ولكن تويوتا ليس لديها خبرة كبيرة في سباقات لومان كما هو الأمر مع أودي التي كان استعدادها أفضل، وعلى الرغم من ذلك فإن ما حققته خلال هذا السباق فاق ما هو متوقع منها، ويؤكد أن التنافس على لقب العام القادم لن يكون سهلا، ونتوقع مشاركة عالمية أوسع بسيارات دفع هجين.

وشهد السباق حادثا مروعا عندما طارت التويوتا التي كان يقودها البريطاني أنتوني ديفدسون في الهواء عاليا قبل أن تعود لتستقر على عجلاتها وترتطم بحائط الصد من العجلات. وقد أدى الحادث إلى كسور في فقرتي السائق، وهي إصابات تعتبر طفيفة إذا ما أخذ بالاعتبار قوة الحادث.

وشارك فريق أودي بأربع سيارات، واجهت ثلاث منها مشاكل فوق المتوسطة، بينما خاضت السيارة رقم واحد السباق بلا مشاكل فنية تذكر، وأدت مشاكل سيارات أودي الأخرى إلى منح سيارة تويوتا بقيادة نيكولاس لابيير الفرصة لاحتلال المركز الثاني ملاحقا سيارة أودي التي كان يقودها بينويه تريلور كظلها بحلول الساعة الخامسة من السباق.

وبينما كان التسابق ساخنا بين لابيير وتريلور وكان يقودان سيارتيهما جنبا إلى جنب، انتقلت الكاميرات فجأة إلى حادث التويوتا رقم 8 التي كان يقودها ديفدسون التي طارت بالهواء عدة أمتار بعد اصطدامها بسيارة فيراري GTE فانتهى المطاف بالسيارتين إلى حائط الصد لمنعطف مولسان.

ودخلت سيارات الأمان لفترة طويلة حتى يتم تنظيف الحلبة من الحادث، ولم تكن حسابات فريق تويوتا دقيقة فقد دخلت مرآب الصيانة في أوقات غير مثالية خلال فترة الأمان وخرجت في وقت سيء أدى إلى تراجعها بعيدا عن الصدارة.

وزاد الطين بلة اصطدام كازوكي ناكاجيما سائق تويوتا بسيارة نيسان الاختبارية «دلتاوينغ»، ونجم الحادث كنتيجة لنقص الخبرة عند ناكاجيما من جهة، ولشكوى باقي المتسابقين من سيارة نيسان التي أكدوا أن تصميمها وحجمها الصغير جعلا من الصعب ملاحظتها على المضمار.

وأدى حادث التصادم إلى خروج سيارة نيسان عن مسار المضمار لتصطدم بالحائط الجانبي وتتعرض لأضرار منعتها من العودة. أما ناكاجيما الذي ارتكب الحادث بينما كان يتنافس على الصدارة عندما ارتكب الحادث فقد عاد إلى المرآب وحصل على الصيانة ولكنه لم يتمكن من التنافس وتوقف منتصف السباق لفشل في المحرك.

وبخروج سيارات تويوتا عن إطار المنافسة، فقد ظلت الإثارة معلقة في التنافس الشديد بين سيارات أودي. وقد أكملت أودي ثالثة ولكن ليس بدفع هجين فرحة أودي بتحقيقها للمركز الثالث، فيما حققت سيارة أخرى من صنع لولا ومجهزة بمحرك من تويوتا المركز الرابع.

م <!--EndFragment-->