من أجلك

خدمة وتنمية المرأة والأسرة العربية .

 

كتبت: الداعية ألفت مهنا

إذا كان المسلم قد حاز المكافأة من رب العالمين وغفر الله له ذنبه ووعده بدخول جنة الزخارف في الآخرة حيث فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت،  فقد قال سبحانه: {أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} آل عمران136

فلا شك أن المؤمن له المزيد قال تعالي: {لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}ق35

قال المفسرون المزيد هو رؤية الله في الجنة والنظر إلي وجهه الكريم، فمن هو المؤمن الذي له هذا الفضل العظيم قال تعالي :

{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} الحجرات14

إذا الإيمان درجة تزيد عن الإسلام لا تتحقق بمجرد الإسلام بالجوارح ولكنه عقيدة راسخة تملأ قلب المؤمن، نعم القلب موضع الحب وموضع النية والتقوى، ذلك القلب الذي ما سمي قلبا إلا لتقلبه، القلب الذي يتحكم في الإنسان فقد تبين أن ما ملك القلب هو الملك  فكم من إنسان يعرف بعقله أشياء تضرره ولكنه لا يمتنع عنها لأنه يحبها فملكته.

فالمسلم يعمل ويطيع ولكن لنفسه وللأجر وغاية ما يصل إليه أن يتقن كيف يؤدي العمل فيكون عابدا لله.

أما المؤمن فقد زاد عليه، فهو يفعل ذلك ويطيع ولكن لله لا يكون مراده الأجر – و إن تحقق بفضل الله – ولكنه رفع همته فأصبح مراده رضا المحبوب، كما قالت رابعة العدوية: "اللهم إن كنت أعبدك خوفا من نارك فأدخلني النار وإن كنت أعبدك طمعا في جنتك فإحرمنى منها فقيل لها: يا رابعة ولكن رسول الله صل الله عليه و سلم سأل الله الجنة وإستعاذ من النار؟؟ قالت: وأنا أسأل الله الجنة وأستعيذ من النار ولكن لأنه أخبرنا أن الجنة مكان لقاءه ودليل رضاه والنار عكسها ثم قالت: يا بني لو لم يخلق جنة ولا نار آلا يستحق أن يعبد!!!! "

 بلى يستحق أن يعبد وإن يحب وأن يكون العمل خالصا له لا يشوبه شريك فقد قال سبحانه عن حقيقة الإيمان: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الأنعام162

 وقال في الحديث القدسي: قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه"

إذا مقام المؤمن هو مقام المحب الذي أخلص العمل لله ولا يري من يستحق أن يوجه له حياته إلا الله فجعل حياته كلها لله إنه الذي قال الله فيهم : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} المائدة54

نعم فالحب هو سر الأمان من الاستبدال والحب هو سر الآمان من العذاب قال تعالي:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}

والحب يجمع الأحباب يوم البعث، يحكى أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم" ما أعددت لها؟" قال: حب الله ورسوله. قال "أنت مع من أحببت."

والحب هو سر الإيمان قال سيدنا النبي: ”والله لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده." وقد وردت أحاديث كثيرة توضح العلاقة بين الإيمان و الحب

إذا .. المسلم يلتزم بالطاعة بجوارحه  فينال الأجر من الله

       المؤمن قلبه تعلق بالله فنال حبه ورضاه

       المسلم يطيع الله خوفا من العقاب وطلبا للثواب أي يعمل لنفسه

       المؤمن يزيد عليه إخلاص الغاية في رضا الله أي يعمل لله

        المسلم يهتم وشغله الشاغل كيف يطيع؟ فيصل إلي مقام العابد

        المؤمن يهتم وشغله لماذا أطيع؟– أي الحكمة – فيصل لمقام العالم

تُري فمن هو المحسن ؟؟ وما شغله وغايته؟

المصدر: الداعية ألفت مهنا - مجلة من أجلك

ساحة النقاش

من أجلك

menaglec
من أجل تنمية المرأة والأسرة العربية ومشاركتها اهتماماتها المختلفة. »

ابحث

تسجيل الدخول