من أجلك

خدمة وتنمية المرأة والأسرة العربية .

كتبت: د. عبير بشر

يتحرق الأهل والأصدقاء شوقا إلى زيارتك بعد الولادة للإطمئنان عليك ورؤية المولود الجديد ومباركته، ورغم أهمية تلك المشاعر الجميلة فى الترفية عنك والإهتمام بك بعد تجربة الولادة، إلا أن الأسابيع القليلة الأولى التى تلى الإنجاب هى فرصتك الحقيقية فى التعرف على طفلك وبداية خلق علاقة حميمة معه تمتد طول العمر لذلك يجب أن تحدى من الزيارات والمكالمات الهاتفية حتى تتفرغى للمولود بدون إجهاد أو قلق بشأن الأخرين، ويمكنك إعتبار تلك الفترة شهر عسل مخصصا لطفلك فقط.

إليك بعض النصائح والمعلومات التى تساعدك فى فهم تلك الفترة وتمكنك من إجتيازها بنجاح:

- يجب أن تؤمنى بأهمية الرضاعة الطبيعية ليس فقط من أجل صحة طفلك إلا أن عملية مص الطفل للبن الطبيعى من الثدى تشحذ وتولد دفعات كبيرة من "هرمون الحب" الذى يعزز بدوره مشاعر الحب لديك والثقة والعواطف الجياشة وكل ما من شأنه أن يساعد فى حفزك لأداء دورك كأم.

- عودى إلى الطبيعة الأولى .. إن الإتصال عن طريق التلامس بين جلدك وجلد مولودك يدعم روابط الأمومة، أن تشاركى زوجك فى تلك الرابطة بأن تضعى رضيعك على حجر أبيه وعلى صدره لتنمو علاقة قوية بينهما.

- يجب أن يشترك زوجك فى حمام الرضيع فقد أثبتت البحوث العلمية أن الطفل الذى يتفاعل مع أبيه وقت الإستحمام ثلاث مرات إسبوعيا على الأقل تظهر عليه بوضوح قدرة عالية على تكوين صداقات فى الكبر والحفاظ عليها فى المستقبل.

- كونى مرحة ولا تترددى فى القيام بحركات لعب بهلوانية مع طفلك الشقى لأن المشاركة والتواصل باللعب الجسدى مع الطفل تخلصك من التوتر وتعزز المشاعر الإيجابية والصحة النفسية لكل المشاركين فى العلاقة.

- الحمام المشترك بين أطفالك يزيد من عمق الروابط بين طفلك وإخوته، وبخاصة إذا تخلل الحمام الضحك واللعب والغناء للطفل الجديد ويساعد فى ذلك تدليك بطن الرضيع بإسفنجة الإستحمام.

- دائما ما ننظر لشبكة المعلومات (الإنترنت) على أنها سبب كل الكوارث فى حياة أطفالنا، إلا أن 90% من الأباء والأجداد يؤكدون أن الدخول عليها بصحبة الأطفال ولوقت محدود يزيد من ترابطك مع أطفالك، كل ما عليك هو معرفة المواقع المخصصة للأطفال والألعاب المعدة لهم.

- إن عملية تدليك طفلك تعتبر تجربة حميمة جدا، وتنتشر فى الخارج الأن دورات تدريبية تعلم الأم كيفية القيام بعمليات المساج التى تفيدك فى فهم لغة الجسد ومن ثم التدخل إذا ما شعرت إن طفلك متعب.

- توددى إلى طفلك وضميه إلى حضنك صباحا وهو لا يزال فى فراشه تحت اللحاف بشكل يومى منتظم، لإن ذلك يعزز هرمونات السعادة . . إلا أننا لا ننصحك بأن تشاركى طفلك وتتركية ينام فى سريرك خاصة إذا كنت أنت أو زوجك من المدخنين، أو إذا كنت تتناولين أدوية تجعلك تشعرين بالدوار.

- تولى قيادة عربة طفلك بنفسك ولا تتركيها للمربية لأن دفعك للعربة أثناء جلوس الطفل بها ووجهها متجهة ناحيتك يزيد من الروابط بينك ويتيح له التواصل معك.

- دردشى مع طفلك لأن كلامك معه، مهما كان صغيرا وغير مدرك، هو الخطوة الأولى فى تطوير خبرات الإتصال لديه ويزيد من إحساسه بالأمان.

- تؤكد روزمارى كلارك خبيرة قصص الأطفال فى سن ما قبل المدرسة إن الرضيع لن يكون صغيرا أبدا على الإستمتاع بالقصة وتقول أنه ربما لن يفهم كلماتها إلا أنه يسمع إيقاع صوتك مما يشعره بقربه من أمه.

- يعتمد حديثى الولادة بشكل كبير على حاسة الشم لديهم، لذلك ضعى أى قطعة من ملابسك بها رائحتك إلى جواره أثناء النوم وسيزيد ذلك من شعوره بالأمان.

- يمكنك أن تتعلمى لغة الجسد، وهناك دورات متخصصة تعلمك كيفية التواصل بها مع رضيعك، وسوف يدهشك مدى تطور فهمك أنت وطفلك لبعضكما البعض عن طريقها، لن تكون هناك حدود للخبرات والتجارب التى تتقاسمونها.

- يعتبر الأطفال الماء مصدرا للإسترخاء، لذلك تعتبر السباحة فرصة جيدة للإسترخاء لكليكما وسوف يستفيد الرضيع من تركيزك معه فى حمام السباحة وعدم إنشغالك عنه بأشياء أخرى كالتليفزيون أو التليفون مثلا.

- أحيانا ما يتم إقامة روابط مع الطفل ببساطة فقط عن طريق الجلوس والنظر فى وجهه. ضعيه على الأرض بين قدميك وراقبه وسوف تدهشك العلاقة التى ستتولد بينكما.

وفى النهاية إمتنعى عن القلق لأن الأطفال يولدون برباط غريزى مع أمهاتهم، وحتى لو إستلزم الأمر وقتا لإستكمال الإرتباط الكامل، فهذا لا يعنى أنه لن ينتهى بك الحال وتنالين علاقة عمر مع طفلك.

المصدر: د. عبير بشر - مجلة من أجلك

ساحة النقاش

من أجلك

menaglec
من أجل تنمية المرأة والأسرة العربية ومشاركتها اهتماماتها المختلفة. »

ابحث

تسجيل الدخول