من أجلك

خدمة وتنمية المرأة والأسرة العربية .

كتبت: الداعية ألفت مهنا

خلق الله الخلق وأرسل إليهم الرسل لبيان مراده في الخلق  فأجمع العلماء  والعارفين أن مراد الله في الخلق ثلاث:

 أولا: العبادة  لقوله سبحانه
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات 56

 ثانيا: عمارة الأرض واستخلافه فيها  لقوله سبحانه
{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ }هود61. وقوله عز من قائل: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة30

ثالثا:  تزكية النفس
قال سبحانه : {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا }الشمس9

ولا يدخل جنة المعارف ولا جنة الزخارف إلا من تزكي وأصلح، فالعبادة بالمفهوم الشرعى هى أفعل ولا تفعل وقد يفعل الإنسان ما يؤمر به وقلبه لاه، وقد يسير في الأرض ويعمرها وقلبه مريض ولكن لا يفلح عند الله إلا من زكى نفسه وقابل ربه بقلب سليم لقوله تعالي : {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }الشعراء89.

وهذا هو مرادنا من هذه المقالات -إن شاء الله - كيف نطهر القلوب ونعيش في هذه الدنيا مع الله فنذوق لذة القرب منه ومعرفته وصفاء القلب السليم فتتزكى أنفسنا ونحقق مراد الله فينا ونكون ممن قال الله فيهم { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا .} نعم خلق الله الإنسان من طين الأرض ونفخ فيه من روحه فالجسد من الأرض قال تعالي {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } طه55

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ }الأنعام2

 والروح من الله قال تعالي: { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ }الحجر29. والنفس مختارة  إما أن تعيش - وهي مزيج ومحصلة وأثر من أثار هذه النفخة - فهل تعيش وتجتهد أن تخدم الجسد ومطالبه من المتع والأكــل والشـــــراب وملذات لا حصر لها وتتبع هواها وتكون بذلك سخرت الروح التي هي من الله لخدمة الجسد الذي هو من الارض وتكون ممن خاب وأضاع أمانة حفظ هذه الروح وحفظ مقامها باعتبارها قائد مطاع من الجسد مخدوم  منه لا خادم له فقد خلق الله كل شيء و سخره لهذه النفس حتى تتفرغ هي لخدمته سبحانه وتعالي.  

أم تعيش تخدم الروح التي هي من أمر الله وهي الباقية  ؟؟؟ فهذه الروح التي هي من أمر الله لا تتغذى إلا بذكره ولا تنمو إلا بطاعته ولا تشتاق إلا إليه ولا تري لا هو ولا ترتوى إلا بشراب المعرفة ولا تستكين إلا بقربه ولا ترضى إلا برضاه سبحانه، لا ترضى به بديلا ولا بسواه قريبا ولا تركن إلا اليه ولا تري إلا اياه .

ويبدأ الصراع أو الجهاد الحقيقي جهاد لا يعلم حقيقته إلا من مارسه وعاشه وتبدأ النفس تتربي وترتقي من نفس أمارة بالسوء  تريد إشباع رغباتها الطينية إلي نفس لوامة متأرجحة بين الخير والشر إلي نفس ملهمة ينور الله لها الطريق إليه ثم نفس راضية ومرضية حتى تصل إلى النفس المطمئنة ثم النفس الكاملة . ويتحقق النصر في هذا الصراع بقانون إلهي يذكره سبحانه في قوله تعالي : { اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} الشورى13

نسأل الله أن يرقينا ويعيننا علي شرور أنفسنا حتى نكون عبيدا له وحده نخدمه ونعبده ونحبه فنكون عبادا ربانيين خالصين مخلصين له  وحده وينقلنا بنظرة منه إلي قلوبنا تمحق الأغيار وتشرق بها الأنوار، آمين آمين أمين.

المصدر: الداعية ألفت مهنا - مجلة من أجلك

ساحة النقاش

من أجلك

menaglec
من أجل تنمية المرأة والأسرة العربية ومشاركتها اهتماماتها المختلفة. »

ابحث

تسجيل الدخول