من أجلك

خدمة وتنمية المرأة والأسرة العربية .

كتبت: الداعية ألفت مهنا

سَوَابِقُ الهِمَمِ لا تَخْرِقُ أَسْوارَ الأَقْدارِ.

سَوابِق الهمم: السوابق جمع سابقة وهي المتقدمة. والهمم جمع هِمّة. والهمة: قوة انبعاث القلب في طلب الشيء والاهتمام به فإن كان ذلك الأمر رفيعاً كمعرفة الله وطلب رضاه سميت: همة عالية. وإن أمراً خسيساً كطلب الدنيا وحظوظها سميت: همة دنية.

والأقدار: خروج الممكنات من العدم إلى الوجود واحد بعد واحد مطابقا للقضاء.

الشيخ المربي يأخذ بيد مريده فيجيب السؤال قبل أن يسأله و هكذا سيدي ابن عطاء الله - يأخذ بيد المريد يشرح له أهم قضية في حياته و هي علاقته بالقدر مع سعيه في الحياة . من خلال الآية الكريمة
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }الملك15
فالسعي في الأرض عبادة و تنفيذا للأمر الإلهي و الرزق في السماء
ولذلك قال وكلوا من رزقه و لم يقل من رزقها.
فيقول سيدي ابن عطاء الله : ممثلا الأقدار بأنها مصانة بسور عالي
لا يخترقه مخلوق لأنه من الله حتى من تسابقوا و تنافسوا في الأخذ بالأسباب حتى فازوا بكل الأسباب لا يمكنهم اختراق و تغير الأقدار
مصداقا لقول الحبيب سيدنا النبي : رفعت الأقلام و جفت الصحف
ومهما تسابق المتسابقون و اجتهد المجتهدون و فاز الفائزون فإنما
يساقون إلي أقدارهم التي كتبها الله سبحانه قبل خلق الخلق .
وإذا كان هذا يصدق علي الأخذ بالأسباب المادية للوصول إلي الأهداف المادية فهو أيضا يصدق في الأسباب المعنوية للوصول إلي الغايات المعنوية . فكل من أجتهد للوصول إلي مقام من مقامات القرب من الله دون التعلق بالتوفيق الإلهي ظنا أن طاعته كافية فقد أخطاء في فهم أركان الطريق إلي الله فهذا الطريق
أوله صدق و تصديق و آخرة مقام التحقيق تحتاج فيه إلي الذكر وشيخ رفيق تحت مظلة التوفيق
هذا و الله أعلم.

المصدر: الداعية ألفت مهنا - مجلة من أجلك

ساحة النقاش

من أجلك

menaglec
من أجل تنمية المرأة والأسرة العربية ومشاركتها اهتماماتها المختلفة. »

ابحث

تسجيل الدخول