الإعلامي العراقي عامر الكبيسي يكتب للأخبار:
تاريخ الإضافة : 29.06.2011 16:04:00
الإعلامي العراقي عامر الكبيسي
كان يا ما كان، عند بلاد تجاور جغرافيتها أمريكا، ألا تصدقني يا فتى، هل شاهدت الخريطة، إنما بين نواكشوط ونيويورك "الاسم متقارب" إنما بينهما مياه فقط، طالت أو قصرت تبقى مياه، بلدان متجاوران رغم أنف التنمية والسيادة و جديد القرون الثلاثة الخاليات.
وأنه في قديم الزمان، راج الإسلام وذاع صيته هنا، وما أن مكث بعض سنين في هذه البلاد حتى استشرف أهلوها المستقبل، أيبقى الإسلام بيننا ونسكت عنه ولا نرسله إلى الأمم من غيرنا لتهنئ وتتعلم، فانطلقت الفتوحات والعلوم والجهاد من الصحراء .
وهكذا راجت سوق مرادفة للإسلام حيث حل وارتحل، سوق اللغة العربية التي حملت القران الكريم، ثم دار الزمن قرنين أو ثلاثة، ثم صار أنه إذا أراد نحوي استعراض كلامه على مذاهب النحو، فإنه ينحو أمر جملته وحديثه بين مذهب البصريين و الكوفيين والبغداديين، وأنت بعدُ تخيرا ، إنما أغلقت الدائرة عند هذه الأعتاب .
وهكذا يأتي العراقي عامر العراقي ابن البغداديين والبصريين والكوفيين، من شرق العالم العربي "العراق"، حيث البوابة الشرقية، إلى منتهاه في ناحية الغرب العربي مائلا للجنوب، وكأني بين أبعد نقطتين في العالم العربي ..
وإلى اللغة.. وللغة أخوات، وأخواتها "دين وإنسان وأمة" ينتظم خيطي فيها مع هذه الإطلالة البشرية، فيصير المِخيال مشترك بين هذا المشرق وذاك المغرب .
و كان أن كان في هذا الزمان، أن أسرار اللغة انتقلت بحفظ الله ورعايته من العراق كطير أبيض، شاء له خالقه أن يضع بيته الجديد في شنقيط، فتعود اللغة مملوكة هي وأدبها وأشعارها وعلومها إلى الموريتانيين..
فقد أكون جدهم لعلمهم الذي تحويه صدورهم، وفي الوقت عينه سيكون ولدي حفيد لهم على ذاك العلم، والعلم دول كما الأيام ...
وسيكون ولا شك أنه سيكون، ثمة جيل عال النسب، يمثلون مفاجئة الموريتانيين للعالم الإسلامي كله..
بسقف صعد في علمه على مشيخة الأزهر وحوزة النجف، لكنه وهو كذلك في بداية التأسيس إذا ما دار الحديث والمقارنات في أمر المؤسسات وكيف تكون
على أنه ليس بجديد، إنما هو آخر طبعة لفن المحظرة في موريتانيا، القديمة قدم الإسلام في تلكم الديار، فانتظر يا رعاك الله مني وصف مركز تكوين العلماء في شنقيط، أهم مؤسسة موريتانية في المستقبل لو كانوا يعلمون .
ساحة النقاش