القسام ـ الضفة المحتلة : 16/06/2011
تناولت دراسة أعدها مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أعداد وأسماء الأسرى المحكومين بالمؤبدات في سجون الإحتلال المنتمين لحركة حماس, منهم من اعتقل قبل نشأة الحركة وبقي في سجون الاحتلال إلى اليوم.
وتضمَّنت الدراسة التي تعدّ الأولى من نوعها إحصائيات كشفت عدد هؤلاء الأسرى في كل مدينة فلسطينية وأسماء أقدمهم.
وتحدَّث مدير مركز أحرار فؤاد الخفش -الذي أعد الدراسة وأحصى أسماء الأسرى ونشرها عبر موقعه- عن أهمية الدارسة التي تكمُن في تسليط الضوء على هذه الحركة التي قدمت 296 أسيرا يقضون حكما مدى الحياة اعتقلوا منذ انطلاقتها بـ 14/12/1987 م, في ظل الحديث عن قرب التوصل لصفقة تبادل الأسرى.
الضفة صاحبة النصيب
وأشار الخفش إلى أنّ حماس تعدّ الفصيل رقم "2" من بين الفصائل التي قدمت أعدادا من المؤبدات والمحكومين مدى الحياة بعد حركة فتح التي انطلقت عام 1965، حيث إنّ عدد معتقليها المحكومين مدى الحياة كبير جدا.
وتطرق للإنجازات التي قدمها أسرى حركة حماس المحكومين بتلك المدة, حيث إنَّ لها معتقلين أحدهم محكوم 67 مؤبدا، بمعنى أنه مسئول عن قتل 67 شخصًا, وأقلهم محكوم مؤبد, وهناك أشخاص مسئولون عن قتل 47 شخصا وآخرين عن 35 وغيرها من الأرقام.
وأوضح الخفش أن مدن الضفة الغربية تعد صاحبة النصيب الأكبر من عدد المعتقلين، حيث يوجد فيها 251 معتقلا محكومين مدى الحياة, موزعين على مدن ومخيمات وقرى الضفة، وتتصدر مدينة الخليل قائمة أصحاب المؤبدات.
كما نوّه إلى أنّ أسرى حماس المحكومون بالمؤبدات من قطاع غزة بلغ عددهم 44 معتقلا, ويعد الأسير عبد الرحمن القيق (48عاما) أقدم أسير لحماس في سجون الاحتلال، حيث اعتقل قبل انطلاقة الحركة بعام، يليه الأسرى عمر الغول, ومحمد عساف, ثم يحيى السنوار, وروحي مشتهى, وتوفيق أبو نعيم.
أعداد وأرقام
وتناولت الدراسة أعداد أسرى كل مدينة ومحافظة فلسطينية ممن ينتمون لحركة حماس ويقضون أحكاما عالية بدءا من المدن التي قدمت أعدادا كبيرة وحتى الأقل.
وذكرت أنَّ 62 أسيرًا محكومون بالمؤبد من مدينة الخليل وضواحيها, ويعدّ الأسرى هارون ناصر الدين, وموسى دودين, وصلاح العواودة من أقدم مؤبدات الحركة في هذه المدينة.
وتلا مدينة الخليل محافظة رام الله، حيث يوجد بها 51 أسيرا, أقدمهم الأسير أحمد شكري ثم حسن الخضري, وياسر حجازي, وعبد الله أبو شلبك، الذين تم اعتقالهم جميعا منذ عام 1990 بالإضافة الى الأسيرة أحلام التميمي المحكومة مدى الحياة, وهي أقدم أسيرة لحركة حماس في سجون الاحتلال.
ويشار إلى أن قائمة مؤبدات حماس تحتوي اسم عميد الأسرى الفلسطينيين الأسير نائل البرغوثي المنضوي تحت إطار الحركة منذ سنوات.
وتحتل مدينة القدس والمحتلة والداخل الفلسطيني المحتل المرتبة الثالثة من حيث عدد المعتقلين لديها, حيث إنَّ للحركة 39 أسيرا من مدينة القدس المحتلة ، بينهم أربعة أسرى من أسرى الداخل, أقدمهم طارق الحليسي المعتقل منذ عام 1986 يليه الأسرى محمود عطون, وموسى العكاري, ومحمود عيسى, وماجد أبو قطيش, وفهد الشلودي, ومروان أبو رميلة, وتيسير سلمان, كما أوضحت الدراسة.
وقال الخفش: "إن الكيان يرفض إطلاق سراح أسرى الداخل والقدس، عادة أنَّهم يحملون هويات صهيونية, وترفض تضمينهم أي صفقة", مشيرا إلى أن جميع الإفراجات التي قامت بها السلطة لم يكن بها أي أسير من القدس المحتلة والداخل لذلك تعد الصفقة المرتقبة الأمل الأكبر للأسرى وعائلاتهم في القدس.
وتأتي بعد ذلك محافظة نابلس وسلفيت التي لها 33 معتقلا محكومين مدى الحياة، أقدمهم الأسير طه الشخشير, وعبد الحكيم حنني, وزاهر جبارين، وأحمد حسان, وسلامة مرعي من بلدة سلفيت.
أما مدينة جنين، فلديها في سجون الاحتلال 29 أسيرا محكومين مدى الحياة، أقدمهم الأسير محمد بشارات من بلدة طمون, والأسير باسم نزال.
وتحتل مدينة بيت لحم مرتبة تالية لجنين، حيث بها 16 أسيرا محكومين مدى الحياة، أقدمهم الأسير عامر أبو سرحان المعتقل منذ عام 1991 يليه محمد الزير ووليد طقاطقة.
وفي مدينة طولكرم 12 أسيرا محكومين مدى الحياة, أقدمهم مجد العجولي وعايد خليل وعبد المنعم طعمة من بلدة قفين، وهم أقدم أسرى لحماس في الضفة الغربية على الإطلاق.
أما مدينة قلقيلية، فلديها 9 مؤبدات لحماس في سجون الاحتلال أقدمهم الأسير خالد المرداوي من بلدة حبلة.
ترفض تحديد المؤبد
وأوضح الخفش في دراسته أن "الكيان" يرفض حتى اللحظة تحديد ما هو المؤبد وكم هي مدته، حيث أبقت الأمر مفتوحا على مصراعيه, وتشير له بالرقم 99 على عكس باقي دول العالم التي تحدده بـ25 عاما.
ونوَّه الخفش إلى أن هناك أسرى موقوفين لحركة حماس من المتوقع أن يتم الحكم عليهم بالمؤبد، مثل الأسير إبراهيم حامد القائد العسكري لحماس في الضفة الغربية, والأسير ضرار السيسي المهندس الذي تم اختطافه قبل شهرين من أوكرانيا ونقل إلى الكيان.
وأشار إلى وجود ما يقارب 200 معتقلا للحركة أحكامهم أكثر من خمسة عشر عاما, وأقل من مؤبد موزعين على سجون الاحتلال.
وأوضح أن عائلات أسرى حماس تتوقع أن تتضمن الصفقة كل أسير محكوم مدى الحياة على اعتبار أن الحركة التي انطوى أبناؤها تحتها هي من أسرت الجندي شاليط، وهذا توقع مشروع من قبل العائلات والأهالي.
مصاعب ومشاكل
وأكد على أن حركة حماس تتعامل مع عملية التبادل بطريقة وطنية أكثر مما هي قضية حزبية وتصر على الإفراج عن الأسرى القدامى وغالبية الأسرى الآخرين المحسوبين على حركة فتح.
ويتوقع الخفش أن تواجه حركة حماس مصاعب ومشاكل إذا ما تمت الصفقة ونفذت عملية التبادل, والتي من المؤكد أنها لن تكون قادرة على إرضاء الجميع وإخراج جميع المؤبدات.
وقال: "إن من أصعب الأمور التي تواجهها الحركة هي اختيار الأسماء, حيث ستكون توقعات الناس أكبر بكثير مما يمكن أن تخرج به الصفقة التي ستكون أول صفقة تبادل تتم من داخل الأراضي المحتلة, والتي ستكون نوعية بكل ما تحمل الكلمة من معنى خاصة إذا ما تم الافراج عن أسرى من القدس والداخل"
وتمنى الخفش أن تكون هذه الصفقة مقدمة حقيقة لتبييض السجون والعمل على تحرير الأسرى والمعتقلين ووضع حد لمعاناتهم ومعاناة عائلاتهم.
ساحة النقاش