لم يكن من المتوقع أن تسير قافلة  تحالف الأغلبية الحاكمة في موريتانيا على غير ما يشتهي ربانها -زعيم الفقراء رئيس البلاد الجنرال السابق في الجيش الموريتانيا محمد بن عبد العزير  - المنقلب على نظامه المدني  في 06/08/2010 ذلك الانقلاب الذي ادخل البلاد في دوامة صراع سياسي استمرت آثارها لمدت 10 أشهر كان ختامها  مسكا بالنسبة للعصبة المحيطة بالجنرال حيث تم تتويجه  زعيما للبلاد منذ حوالي سنة ونصف بعد انتخابات شابت نتائجها خروقات باعتراف الجميع وإن كانت لا ترقى لحد الطعن في شرعيتها حسب رأي المراقبين الدوليين ؛

إلا أن ذالك التتويج والذي خطط له في أروقة القصر الرمادي في نواكشوط كما خطط للانقلاب من قبله مع مجموعة من النواب عرفت فيما بعد بنواب الأغلبية الحاكمة ضمت أحزابا عدة  منها ما هو ممثل في البرلمان والحكومة معا ومنها  ما دون ذلك  جمعها الوفاء لبرنامج الحاكم العسكري لموريتانيا  آنذاك فخامة الجنرال السابق الموقر؛

تلك الأغلبية التي كانت تظهر بتماسك شديد في كل مراحلها خاصة ما كان منها في فترة الأزمة الساسية  أي ما بعد الانقلاب بدأ  علامات التفكك تظهر شيئا فشيئا في وسائل الإعلام على خلفية التصريحات المفسرة من قبل بعض أفراد الجماعة الحاكمة  بما يوافق مزاجه مما أدى إلى ظهر ردات فعل معاكسة أثرت ساحة الخلاف الساسي بين أفراد نواب الأغلبية الحاكمة ، كان آخرها ما حدث في قبة البرلمان على هامش استجواب وزير الإسكان والعمران السيد: اسماعيل ولد بد ولد الشيخ سيديا حيث هاجم زعيم الاغلبية  الحاكمة سيد أحمد بن أحمد  زميله القاسم ولد بلال واصفا تصريحاته بالشاذة وغير المسؤولة خصوصا فيما يتعلق منها بالحكومة وكان القاسم ولد بلال النائب عن مدينة نواذيب العاصمة الاقتصادية للبلاد قد استفزته تلك التصريحات  قد طالب الذي كان يتكلم بلغة حادة زميله الذي يرأس فريق الأغلبية بالعدول عن منهج "التصفيق" للحكومة قائلا إن تجربة المصفقين لنظام ولد الطايع لا تزال ماثلة للعيان وهي ليست قدوة لأحد.و أضاف ولد بلالي الذي ظهر أن صدور الأغلبية باتت تضيق عنه أنه ليس من الأغلبية إذا كانوا يرغبون في سماعها، ولكنه داعم للرئيس ولن يترك مكانه حتى يستغني الرئيس عنه أو يتركه هو مرضاة من نفسه، داعيا رئيس الأغلبية إلى عدم تصعيد الوضع لأنه ليس لديه مكان يلجأ إليه إذاادلهمت الخطوب، وسخر منه قائلا خصوصا و أنه ليس لك مكان تبيت فيه. حسب تعبيره.

 الحضور الذي صدم بالمشادات بين النائبين فهموا تعريض ولد بلالي بزميله في الأغلبية سيد أحمد ولد أحمد الذي يدخل عقده الخامس من دون أسرة، معربين عن استيائهم من تدني الخطاب البرلماني خلال الدورة الحالية؛.
وكان ولد أحمد قد انتقد إعطاء رئيس الجلسة الكلام للقاسم ولد بلالي قائلا إنه شخص لا يمثل إلا نفسه، ولا يمثل الأغلبية، ثم إن انتقاداته المتكررة للوزراء غير وجيهة.
وقد وصف ولد بلالي سلوك ولد أحمد بالمشين قائلا إن التصفيق هو الذي أفسد البلاد وأضاع عليها سنوات من التنمية، وإن المصفقين هم من غرروا بكل الأنظمة السابقة.
هذا وجدير بالذكرأن الأغلبية الحاكمة في موريتانيا تكونت قبيل الانقلاب الأخير في البلاد  والذي كان من المخطط له أن يكون ثورة برلمانية على الحكومة القائمة آنذاك تحت رئاسة الرئيس سيد ولد الشيخ عبد الله الذي بادر إلى حل البرلمان إقالة أربعة جنرالات من الجيش والدرك والحرس الرئاسي والوطني كخطوة استباقية للحيلولة دون الانقلاب المخطط له ليتم الانقلاب بعد ساعتين من إذاعة خبر الإقالة هذا ومن    

المعرف عن  الجنرال  صرامته في تنفيذ القرارات والأوامر حتى قيل إنه يأمر بالتنفيذ قبل إعداد الدراسات اللازمة للمشاريع المفترضة  الأمر الذي دفعه للزج بكثير من أنصاره وداعميه بل ووزرائه  في السجن من بينهم الوزير المكلف بحقوق الأنسان ومحافظ البنك المركزي الأسبق والعشرات من الموظفين السامين مما أظهر تخوفا في نفوس النواب المحيطين له ؛

وذلك ما يحبذه المواطن البسيط المحروم بقوة القانون والعرف الاقتصادي من كثير من الخدمات التي تقدمها أجهزة الدولة المختلفة والتي كانت ولعقود من الزمن مجرد امتيازات لأصحاب النفوذ السياسي في البلد 

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 87 مشاهدة
نشرت فى 11 يونيو 2011 بواسطة medouhamed

ساحة النقاش

محمدو ولد محمد ولد أعمر

medouhamed
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,951