بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد تلقيّنا في هيئة علماء فلسطين في الخارج ببالغ الاستغراب أنباء إغلاق مركز تكوين العلماء في موريتانيا الشّقيقة، وسحب ترخيصه بقرارٍ من الرئيس الموريتانيّ، وإنَّنا إذ نعلن تضامننا الكامل مع إخواننا العلماء في المركز وعلى رأسهم العلّامة الشّيخ محمّد الحسن ولد الدّدو الشّنقيطي مؤسّس المركز ورئيسه فإنّنا نؤكّد على الآتي:
أولًا: إنَّ العلماء هم الموقّعون عن ربّ العالمين، وهم المبلّغون لرسالات الله، والدّعاة إلى الهداية والرّشاد؛ فالواجب فتح الأبواب لهم، والتّخلية بينهم وبين النّاس، لا محاربتهم والتّضييق عليهم؛ قال تعالى: " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" فصلت:33
ثانيًا: إنَّ تهم الإرهاب الموجّهة إلى مركز تكوين العلماء لا يمكن لأحدٍ أن يصدّقها، فقد عرفنا المركز ورئيسه والقائمين عليه روّادًا للوسطيّة في العالم الإسلاميّ، وهو مركزٌ علميّ شرعيّ يمثّل منارةً معرفيّةً، ومفخرةً لموريتانيا وشعبها الكريم الأصيل.
ثالثًا: إنَّ المركز وأمثاله من مؤسسات العلم الشّرعي التي تتبنّى الخطاب الإسلاميّ الوسطيّ البعيد عن انتحال المبطلين وتحريف الغالين؛ هو ضمانةٌ حقيقيّةٌ لحفظ المجتمعات من الغلوّ والتّطرّف، وهذا يوجب الحفاظ على هذه المؤسسات ودعمها لا إغلاقها.
رابعًا: ندعو الرّئاسة الموريتانيّة إلى التراجع عن هذا القرار الذي لا يصبّ في مصلحة موريتانيا واستقرارها، ونؤكّد في هيئة علماء فلسطين في الخارج على أنَّ أيّ صراعٍ من هذا النّوع يصبّ في صالح أعداء الأمّة وفي مقدّمتهم الكيان الصّهيوني، قال تعالى: " قُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا" الإسراء:53
والحمد لله رب العالمين
هيئة علماء فلسطين في الخارج
15/محرم/1440هـ
25/9/2018م
ساحة النقاش