بسم الله
الفصل الثالث
المنظومات والصيغة العامة للبحور في المنهج القياسي
مقدمة :
يوجد في عروض الشعر العربي ثلاث تفعيلات أصلية كل تفعيلة يشتق منها ثلاث تفعيلات أخرى ، وكل تفعيلة بمشتقاتها تكوّن منظومة مستقلة ، وبذلك يكون عدد تفعيلات كل منظومة أربع تفعيلات : وهي التفعيلة الأصلية والثلاثة المشتقة.
ونرمز رمزا عاما للتفعيلة الأصلية بالرمز (ن) ، وهي تتكون من سببين خفيفين ووتد مجموع ، وعلى حسب ترتيب الوتد يتضح انتماء التفعيلة إلى منظومة معينة كما سنبين فيما بعد.
والسبب التالي للوتد في الترتيب الدوري نسميه سببا متغيرا لأنه يمكن تثقيله فتتحول التفعيلة إلى تفعيلة ثقيلة كما يمكن حذفه فتتحول التفعيلة إلى تفعيلة قصيرة.
كما أن وتد التفعيلة الأصلية يمكن تحويله إلى وتد مفروق فتتحول التفعيلة الأصلية إلى تفعيلة مفروقة.
مما سبق يتضح وجود أربع تفعيلات في كل منظومة كالآتي :
<!--التفعيلة الأصلية ويرمز لها بالرمز (ن)
<!--التفعيلة الثقيلة ويرمز لها بالرمز (نَ) أي : نون عليها علامة الفتحة
<!--التفعيلة القصيرة ويرمز لها بالرمز (نـ) أي : رأس النون فقط
<!--التفعيلة المفروقة ويرمز لها بالرمز (نُ) أي : نون عليها علامة الضمة.
الرمز العام للبجور :
عند فهم تلك المنظومات وتفعيلاتها يمكننا صياغة أوزان جميع البحور كالآتي :
<!--البحر السالم لكل منظومة : ن ن ن
<!--البحر الثقيل لكل منظومة : نَ نَ نَ
<!--البحر القصير لكل منظومة : نـ نـ نـ نـ
<!--البحران الممتزجان لكل منظومة - الأول : ن نـ ن نـ
الثاني : نـ ن نـ ن
<!--البحور المفروقة لكل منظومة ثلاثة وهي كالآتي : الأول : نُ ن ن
الثاني : ن نُ ن
الثالث : ن ن نُ
وبذلك نجد أن هناك خمسة أنواع من البحور في كل منظومة وعدد البحور في المنظومة الواحدة ثمانية بحور وعددها في المنظومات الثلاث 24 بحرا سنجد منها 16 بحرا مستعملا وستة بحور مهملة وبحران متتكرران.
وهذه الأنواع الخمسة تناظر الدوائر الخمسة للخليل ، ولكن المنهج القياسي يضيف إلى ذلك إضافة هامة وهي انتماء كل بحر إلى منظومة معينة ، وتلك نقطة في غاية الأهمية لأن المنظومات لا يختلط بعضها ببعض ، وهذه قاعدة ستجنب العروضيين كثيرا من المزالق.
إن كل منظومة مستقلة ببحورها ، ولا تتداخل المنظومات بعضها مع بعض ، ولا يوجد بحر تنتمي تفعيلاته إلى منظومات مختلفة وإلا فقد كان عدد البحور سيتضاعف كثيرا ، ولكن هذا منتفي تماما لأن كل منظومة مستقلة ببحورها.
وسنعلم فيما بعد أن المنظومات الثلاثة هي منظومة الصدر ، والقلب ، والعجز.
ومنظومة الصدر هي ما كان وتدها في صدر التفعيلة قبل السببين ، ويرمز لتفعيلتها الأصلية بالرمز (ص) ، وعلى هذا سوف نضع ص ، صَ ، صـ ، صُ مكان (ن) ومشتقاتها في الرمز العام للبحور لنستنبط بحور تلك المنظومة.
ومنظومة القلب هي ما كان وتدها في قلب التفعيلة بين السببين ، ويرمز لتفعيلتها الأصلية بالرمز (ق) ، وعلى هذا سوف نضع ق ، قَ ، قـ ، قُ مكان (ن) ومشتقاتها في الرمز العام للبحور لنستنبط بحور تلك المنظومة.
ومنظومة العجز هي ما كان وتدها في عجز التفعيلة بعد السببين ، ويرمز لتفعيلتها الأصلية بالرمز (ع) ، وعلى هذا سوف نضع ع ، عَ، عـ ، عُ مكان (ن) ومشتقاتها في الرمز العام للبحور لنستنبط بحور تلك المنظومة.
وفي هذا الفصل سوف نتعرف بمشيئة الله تعالى على كيفية استنباط بحور الشعر العربي من خلال المنهج القياسي ، وسنعرف أن هذا المنهج يستنبط البحور بطريقة رياضية يسيرة ومحكمة.
فالتفعيلات في هذا المنهج تميزت إلى ثلاث منظومات ، وكل منظومة نشأ عنها عدد متساو من البحور ، ثلاثة ذوات تفعيلة واحدة متكررة ؛ واثنان ذوا تفعيلتين مختلفتين متكررتين (البحور الممتزجة) ؛ وثلاثة ذوات تفعيلات مختلفة ؛ إحدى التفعيلات متكررة والأخرى وحيدة (البحور المفروقة).
وبهذا ينشأ عن كل منظومة ثمانية بحور وبذلك ينشأ من المنظومات الثلاث أربعة وعشرون بحرا ؛ ومن المعلوم أن بحور الشعر العربي ستة عشر بحرا ؛ فكيف يجعلها المنهج القياسي أربعة وعشرين؟
نجيب عن ذلك بأن الاستنباط الرياضي في المنهج القياسي يضع أمامنا جميع البحور مستعملها ومهملها ومكررها ؛ وسنجد أن هذه البحور منها ستة عشر مستعملة وستة مهملة واثنان مكرران.
والآن نبدأ بالتعرف على التفعيلات وكيف تميزت إلى ثلاث منظومات:
أولا- التفعيلات الأصلية :
عرفنا فيما سبق أن التفعيلات تتكون من أسباب وأوتاد ، والمنهج القياسي يبدأ نظريته بتقسيم التفعيلات إلى تفعيلات أصلية وأخرى فرعية ، والتفعيلة الأصلية في المنهج القياسي هي ما دخل في تركيبها وتد مجموع وسببان خفيفان أيا ما كان موضع الوتد من السببين ، وبذلك تتكون لدينا ثلاث تفعيلات أصلية لا رابع لها وهي كالآتي :-
<!--التفعيلة الأولى هي ما كان الوتد في صدرها (أي في أولها) ويليه السببان وتسمى تفعيلة الصدر نسبة إلى موقع الوتد فيها ويمثلها تفعيلة (مفاعيلن) حيث تتركب من : وتد – سبب – سبب ، ويمكن أن نرمز إلى تفعيلة الصدر بالرمز الرقمي (223) ويقرأ (ثلاثة اثنين اثنين) - وليس مائتين وثلاثة وعشرين - حيث يرمز الرقم (3) إلى الوتد المجموع ويرمز الرقم (2) إلى السبب الخفيف.
<!--التفعيلة الثانية هي ما كان الوتد في قلبها (أي في وسطها) ويسبقه سبب ويليه سبب آخر وتسمى تفعيلة القلب نسبة إلى موقع الوتد فيها ويمثلها تفعيلة (فاعلاتن) حيث تتركب من : سبب – وتد – سبب ، والرمز الرقمي لتفعيلة القلب (232) ويقرأ (اثنين ثلاثة اثنين).
<!--التفعيلة الثالثة هي ما كان الوتد في عجزها (أي في آخرها) ويسبقه السببان وتسمى تفعيلة العجز نسبة إلى موقع الوتد فيها ويمثلها تفعيلة (مستفعلن) حيث تتركب من : سبب – سبب – وتد ، والرمز الرقمي لتفعيلة العجز (322) ويقرأ (اثنين اثنين ثلاثة).
والخلاصة أن التفعيلات الأصلية ثلاث : تفعيلة الصدر وتفعيلة القلب وتفعيلة العجز
ثانيا- التفعيلات الفرعية أو المشتقة :
ينشأ عن كل تفعيلة أصلية ثلاث تفعيلات أخرى تسمى تفعيلات فرعية أو مشتقة وذلك بإجراء بعض التغييرات على التفعيلة الأصلية وهذه التغييرات كالآتي :
<!--تثقيل التفعيلة : ويكون ذلك بتثقيل السبب المتغير وهو أحد السببين الخفيفين<!-- في التفعيلة الأصلية - في حالة ما إذا كان السببان متجاورين كما في التفعيلتين مفاعيلن (223) ومستفعلن (322) فإنه يتم تثقيل السبب الأول أما إذا كان السببان متباعدين كما في تفعيلة فاعلاتن (232) فإنه يتم تثقيل السبب الأخير - ومعنى التثقيل أي أنه يتم تحويل السبب الخفيف إلى سبب ثقيل والرمز الرقمي للسبب الثقيل هو (2’) ويقرأ (اثنين شرطة) وهذا يعني أن ذلك السبب الخفيف (2) سيتحول إلى سبب ثقيل (2’) ، وبذلك نجد أن التفعيلات الأصلية الثلاث (وتسمى أيضا التفعيلات السالمة لأنها لم تتعرض للتغيير) سوف ينشأ عنها بالتثقيل تفعيلات جديدة تسمى التفعيلات الثقيلة وهي أول أنواع التفعيلات الفرعية ويكون التحول كالتالي :-
<!--تفعيلة الصدر الأصلية (السالمة) ويرمز لها بالرمز (ص) ولفظها (مفاعيلن) ورمزها الرقمي (223) سوف تتحول بالتثقيل إلى مفاعلتن ورمزها الرقمي (23’2) – ويقرأ ثلاثة اثنين شرطة اثنين - وتسمى تفعيلة الصدر الثقيلة ، ويرمز لها بالرمز (صَ) ويقرأ (صاد شرطة أو صاد فتحة).
<!--تفعيلة القلب الأصلية (السالمة) ويرمز لها بالرمز (ق) ولفظها (فاعلاتن) ورمزها الرقمي (232) سوف تتحول بالتثقيل إلى فاعلاتنُ بتحريك النون ورمزها الرقمي (232’) – ويقرأ اثنين ثلاثة اثنين شرطة - وتسمى تفعيلة القلب الثقيلة ، ويرمز لها بالرمز (قَ) (ويقرأ قاف شرطة أو قاف فتحة).
<!--تفعيلة العجز الأصلية (السالمة) ويرمز لها بالرمز (ع) ولفظها (مستفعلن) ورمزها الرقمي (322) سوف تتحول بالتثقيل إلى مفاعلتن ورمزها الرقمي (2’32) – ويقرأ اثنين شرطة اثنين ثلاثة - وتسمى تفعيلة العجز الثقيلة ، ويرمز لها بالرمز (عَ) ويقرأ (عين شرطة أو عين فتحة).
<!--تقصير التفعيلة : ويتم ذلك بحذف السبب المتغير وهو أيضا القابل للتثقيل من التفعيلة السالمة وبذلك تنشأ تفعيلة جديد تتركب من وتد وسبب كالآتي :-
<!--تفعيلة الصدر الأصلية (السالمة) ويرمز لها بالرمز (ص) ومنطوقها مفاعيلن ورمزها الرقمي (223) سوف تتحول بالتقصير إلى (مفالن) وتؤول إلى (فعولن) ورمزها الرقمي (23) ، وتسمى تفعيلة الصدر القصيرة ، ويرمز لها بالرمز (صـ) ويقرأ (صاد قصيرة أو صاد مستقيمة).
<!--تفعيلة القلب الأصلية (السالمة) ويرمز لها بالرمز (ق) ولفظها (فاعلاتن) ورمزها الرقمي (232) سوف تتحول بالتقصير إلى (فاعلا) وتؤول إلى (فاعلن) ورمزها الرقمي (32) ، وتسمى تفعيلة القلب القصيرة ، ويرمز لها بالرمز (قـ) ويقرأ (قاف قصيرة أو قاف مستقيمة).
<!--تفعيلة العجز الأصلية (السالمة) ويرمز لها بالرمز (ع) ولفظها (مستفعلن) ورمزها الرقمي (322) سوف تتحول بالتقصير إلى (تفعلن) وتؤول إلى (فاعلن) ورمزها الرقمي (32) ، وتسمى تفعيلة العجز القصيرة ، ويرمز لها بالرمز (عـ) ويقرأ (عين قصيرة أو عين مستقيمة).
ونلاحظ تساوي تفعيلتي القلب والعجز القصيرتين فكلتاهما تؤول إلى (فاعلن) ورمزها الرقمي (32) ، ولذلك نجدها في المنظومتين ؛ وهذا ليس اختلاطا للمنظومات لأنها تنتمي إلى منظومة القلب بصفتها جزء من فاعلاتن ، وتنتمي إلى منظومة العجز بصفتها جزء من مستفعلن.
<!--تفريق التفعيلة : ويتم ذلك عن طريق استبدال الوتد المجموع في التفعيلة الأصلية الذي رمزه الرقمي (3) بوتد مفروق رمزه الرقمي (3’) ويقرا (ثلاثة شرطة) ويتم التحول كالآتي :-
<!--تفعيلة الصدر الأصلية (السالمة) ويرمز لها بالرمز (ص) ولفظها (مفاعيلن) ورمزها الرقمي (223) سوف تتحول بالتفريق إلى (فاع لاتن) ورمزها الرقمي (3’22) ويقرأ (ثلاثة شرطة اثنين اثنين) ، وتسمى تفعيلة الصدر المفروقة ، ويرمز لها بالرمز (صُ) ويقرأ (صاد ضمة).
<!--تفعيلة القلب الأصلية (السالمة) ويرمز لها بالرمز (ق) ولفظها (فاعلاتن) ورمزها الرقمي (232) سوف تتحول بالتفريق إلى (مستفع لن) ورمزها الرقمي (32’2) ويقرأ (اثنين ثلاثة شرطة اثنين) ، وتسمى تفعيلة القلب المفروقة ، ويرمز لها بالرمز (قُ) ويقرأ (قاف ضمة).
<!--تفعيلة العجز الأصلية (السالمة) ويرمز لها بالرمز (ع) ولفظها (مستفعلن) ورمزها الرقمي (322) سوف تتحول بالتفريق إلى (مفعولاتُ) ورمزها الرقمي (322’) ويقرأ (اثنين اثنين ثلاثة شرطة) ، وتسمى تفعيلة العجز المفروقة ، ويرمز لها بالرمز (عُ) ويقرأ (عين ضمة).
والخلاصة أن التفعيلات الفرعية الناشئة عن كل تفعيلة أصلية ثلاث : التفعيلة الثقيلة والتفعيلة القصيرة والتفعيلة المفروقة.
نشأة المنظومات في المنهج القياسي
علمنا أن كل تفعيلة أصلية (سالمة) قد اشتق منها ثلاث تفعيلات فرعية هي الثقيلة والقصيرة والمفروقة ، وبذلك يمكننا أن ندرج كل تفعيلة سالمة مع مشتقاتها تحت منظومة واحدة تسمى باسم التفعيلة الأصلية ؛ فمثلا تفعيلة الصدر ومشتقاتها تندرج تحت منظومة واحدة تسمى منظومة الصدر ، وكذلك تفعيلة القلب ومشتقاتها تندرج تحت منظومة القلب ، وأيضا تفعيلة العجز ومشتقاتها تندرج تحت منظومة العجز ، وبذلك يتكون لدينا ثلاث منظومات كل منظومة تضم أربع تفعيلات: تفعيلة واحدة سالمة وثلاث تفعيلات فرعية ، وتفصيل ذلك كالتالي :
<!--منظومة الصدر : وتشتمل على أربع تفعيلات هي :-
<!--تفعيلة الصدر السالمة (ص) : مفاعيلن ورمزها الرقمي (223).
<!--تفعيلة الصدر الثقيلة (صَ) : مفاعلتن ورمزها الرقمي (23’2).
<!--تفعيلة الصدر القصيرة (صـ) : فعولن ورمزها الرقمي (23).
<!--تفعيلة الصدر المفروقة (صُ) : فاع لاتن ورمزها الرقمي (3’22).
والخلاصة أن منظومة الصدر تشتمل على ( ص ، صَ ، صـ ، صُ ).
<!--منظومة القلب : وتشتمل على أربع تفعيلات هي :-
<!--تفعيلة القلب السالمة (ق) : فاعلاتن ورمزها الرقمي (232).
<!--تفعيلة القلب الثقيلة (قَ) : فاعلاتنُ ورمزها الرقمي (232’).
<!--تفعيلة القلب القصيرة (قـ) : فاعلن ورمزها الرقمي (32).
<!--تفعيلة القلب المفروقة (قُ) : مستفع لن ورمزها الرقمي (32’2).
والخلاصة أن منظومة القلب تشتمل على ( ق ، قَ ، قـ ، قُ ).
<!--منظومة العجز : وتشتمل على أربع تفعيلات هي :-
<!--تفعيلة العجز السالمة (ع) : مستفعلن ورمزها الرقمي (322).
<!--تفعيلة العجز الثقيلة (عَ) : متفاعلن ورمزها الرقمي (2’32).
<!--تفعيلة العجز القصيرة (عـ) : فاعلن ورمزها الرقمي (32).
<!--تفعيلة العجز المفروقة (عُ) : مفعولاتُ ورمزها الرقمي (322’).
والخلاصة أن منظومة العجز تشتمل على ( ع ، عَ ، عـ ، عُ ).
الرمز العام للمنظومات : (ن ، نَ ، نـ ، نُ)
علمنا فيما سبق أننا نرمز لتفعيلات المنظومات المختلفة برموز تدل عليها.
فتفعيلات منظومة الصدر نرمز لها بالرموز : ص ، صَ ، صـ ، صُ.
وتفعيلات منظومة القلب نرمز لها بالرموز : ق ، قَ ، قـ ، قُ.
وتفعيلات منظومة العجز نرمز لها بالرموز : ع ، عَ ، عـ ، عُ.
وللتسهيل فإننا نرمز للمنظومات جميعا برمز عام حتى إذا ما ذكرناه فإننا ندرك أنه يشمل جميع المنظومات ، وقد اخترنا حرف النون (ن) ليكون رمزا عاما لجميع المنظومات ، وعلى ذلك تشتمل المنظومة العامة على نفس الأربعة أنواع من التفعيلات وهي (ن ، نَ ، نـ ، نُ).
وهذا يعني أن (ن) ترمز إلى التفعيلة السالمة لأي منظومة فقد تكون (ص) أو (ق) أو (ع).
وكذلك فإن (نَ) ترمز إلى التفعيلة الثقيلة لأي منظومة فقد تكون (صَ) أو (قَ) أو (عَ).
وكذلك (نـ) ترمز إلى التفعيلة القصيرة لأي منظومة فقد تكون (صـ) أو (قـ) أو (عـ).
وكذلك (نُ) ترمز إلى التفعيلة المفروقة لأي منظومة فقد تكون (صُ) أو (قُ) أو (عُ).
استنباط البحور من المنظومات القياسية
التفعيلات في الشعر العربي تنقسم إلى نوعين :-
<!--تفعيلات خماسية الحروف أو ثنائية الوحدات وسميت خماسية لأنها تحتوي على خمسة حروف وهي نفسها تسمى ثنائية أيضا لأنها تحتوي على وحدتين صوتيتين هما الوتد المجموع والسبب الخفيف ، فهي إذن خماسية بالنظر إلى عدد حروفها الخمسة وهي ثنائية بالنظر إلى عدد وحداتها الصوتية الاثنتين ، وهذه التفعيلات الخماسية أو الثنائية هي فعولن وفاعلن ورمزهما الرقمي (23) و (32) ، ورمزهما المنظومي العام هو (نـ) ويقرأ (نون قصيرة) وهي تشمل (صـ ، قـ ، عـ) حيث (صـ) يمثلها تفعيلة (فعولن) وكل من (قـ) و(عـ) يمثلهما تفعيلة (فاعلن) وإذا اشتمل بحر الشعر على هذا النوع من الوحدات فإن الصورة التامة لشطره سوف نجدها تتكون من أربع تفعيلات ، أما إذا لم يشتمل البحر على هذا النوع من التفعيلات كما هو في معظم البحور فإن شطره التام سوف يتكون من ثلاث تفعيلات فقط.
<!--تفعيلات سباعية الحروف أو ثلاثية الوحدات ؛ وسميت سباعية لأنها تحتوي على سبعة حروف وهي نفسها تسمى ثلاثية أيضا لأنها تحتوي على ثلاث وحدات صوتية هي الوتد وسببين سواء أكان الوتد مجموعا أم مفروقا وسواء أكان السببين خفيفين أم كان أحدهما ثقيلا ، وهذه التفعيلات السباعية أو الثلاثية هي جميع تفعيلات بحور الشعر العربي عدا فعولن وفاعلن ، ويمثلها جميع التفعيلات التي تدخل تحت الرموز المنظومية العامة ( ن ، نَ ، نُ) وهي التفعيلات السالمة والثقيلة والمفروقة وسيكون عددها تسعة تفعيلات في المنظومات الثلاث بواقع ثلاث تفعيلات في كل منظومة ، والبحور التي جميع تفعيلاتها من هذا النوع يتكون شطرها التام من ثلاث تفعيلات.
وبحور الشعر العربي تنقسم إلى :-
<!--البحور ذوات التفعيلة الواحدة - وكل بحر من هذا القسم يتكون من تكرار تفعيلة واحدة فقط وهذا القسم يتفرع بدوره إلى ثلاثة أنواع :
<!--البحور السالمة - ويتكون شطرها التام بتكرار التفعيلة السالمة (ن) ثلاث مرات كما يلي : ن ن ن (ويسمى البحر السالم للمنظومة).
<!--البحور الثقيلة – ويتكون شطرها التام بتكرار التفعيلة الثقيلة (نَ) ثلاث مرات كالآتي : نَ نَ نَ (ويسمى البحر الثقيل للمنظومة).
<!--البحور القصيرة – ويتكون شطرها التام بتكرار التفعيلة السالمة (نـ) أربع مرات كالآتي : نـ نـ نـ نـ (ويسمى البحر القصير للمنظومة) ، ووجود التفعيلة القصيرة في أي بحر يجعل شطرها التام أربع تفعيلات وذلك تعويضا عن قلة عدد حروفها فيستعاض عن ذلك بزيادة تفعيلة رابعة.
<!--البحور ذوات التفعيلات المختلفة – وكل بحر من هذا القسم يتكون من تفعيلتين مختلفتين ، وهذا القسم يتفرع بدوره إلى نوعين كالآتي :-
<!--البحور الممتزجة : حيث تمتزج تفعيلة سالمة (ن) مع أخرى قصيرة (نـ) فيكونا معا مزيجا يمكن أن تكون التفعيلة السالمة سابقة (ن نـ) أو مسبوقة (نـ ن) ثم يتكرر هذا المزيج مرة أخرى ليتكون الشطر الواحد من البحر وبذلك يتكون لدينا صورتين من كل منظومة هكذا :
<!--ن نـ ن نـ (ويسمى البحر الممتزج الكبير للمنظومة لأنه يبدأ بالتفعيلة الكبيرة)
<!--نـ ن نـ ن (ويسمى البحر الممتزج الصغير للمنظومة لأنه يبدأ بالتفعيلة الصغيرة)
والبحور الممتزجة يتكون شطرها التام من أربع تفعيلات ، وبذلك نجد أن جميع البحور التي تحتوي على تفعيلات قصيرة يتكون شطرها التام من أربع تفعيلات ، ولا نجد ذلك إلا في البحور الممتزجة والبحور القصيرة لأن هذين النوعين هما فقط اللذان يحتويان على تفعيلات قصيرة.
<!--البحور المفروقة : حيث يتم تحويل إحدى التفعيلات السالمة للبحر السالم للمنظومة إلى التفعيلة المفروقة لنفس المنظومة ، وبذلك ينشأ لدينا ثلاث صور من كل منظومة كالآتي :-
<!--نُ ن ن (ويسمى البحر مفروق الأول لأن التفعيلة المفروقة أولا)
<!--ن نُ ن (ويسمى البحر مفروق الوسط لأن التفعيلة المفروقة وسطا)
<!--ن ن نُ (ويسمى البحر مفروق الآخر لأن التفعيلة المفروقة آخرا)
ملخص النظرية العامة لاشتقاق البحور من المنظومات (الصيغة العامة للبحور) :
<!--البحور السالمة : ن ن ن
<!--البحور الثقيلة : نَ نَ نَ
<!--البحور القصيرة : نـ نـ نـ نـ
<!--البحور الممتزجة :
<!--كبييرة : ن نـ ن نـ
<!--صغيرة : نـ ن نـ ن
<!--البحور المفروقة :
<!--أول : نُ ن ن
<!--أوسط : ن نُ ن
<!--آخر : ن ن نُ
<!--[if !supportFootnotes]-->
<!--[endif]-->
<!-- يوجد سبب خفيف محدد بكل تفعيلة أصلية هو القابل للتثقيل لتتحول التفعيلة إلى تفعيلة ثقيلة ونفس هذا السبب هو القابل للحذف لتتحول التفعيلة إلى تفعيلة قصيرة ويسمى هذا السبب بالسبب المتغير أو المتردد لتردده بين الخفة والتثقيل والحذف بينما يسمى زميله بالسبب الثابت لثباته على حالته الأصلية فلا يقبل التثقيل ولا الحذف ، ويتم تحديد موضع السبب المتردد بأنه هو التالي للوتد في الترتيب الدوري ونجده مسبوقا مباشرة بوتد أو يتلوه مباشرة سبب ، وعلى هذا يكون هو السبب الأول إذا كان السببان متتاليين كما في التفعيلتين 223 ، 322 ويكون هو السبب الأخير إذا كان السببان متباعدين كما في التفعيلة 232 ، ويظهر موضعه بوضوح في التفعيلات الثقيلة حيث يوضع عليه علامة التثقيل (2’) فيظهر موضعه هكذا : 23’2 ، 2’32 ، 232’.
ساحة النقاش