......
"يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون"
(بقرة 9)
......
إن هؤلاء الذين يظهرون الإيمان أو الولاء للمؤمنين ويبطنون الكفر أو العداء للمؤمنين
......
إنهم يبتغون بذلك خداع المؤمنين
......
أفلا يعلم هؤلاء أن هذا الدين من عند الله وليس من عند المؤمنين
......
فهم بذلك قبل أن يبتغوا خداع المؤمنين فإنهم في الحقيقة يضعون أنفسهم موضع من يريد خداع الله
......
وأنى لهم ذلك إن الخداع يعني التدبير في الخفاء لإحداث ضرر بالغير
......
ولا يخفى على الله شيء في الأرض ولا في السماء
.......
وهم لن يبلغوا نفع الله فينفعوه ولن يبلغوا ضره فيضروه
......
بل أنهم لن يضروا المؤمنين إلا بما يقدره الله
.......
فما هم في الحقيقة إلا أحد الوسائل في منظومة الابتلاءات التي يقدرها الله على الناس
.......
فالابتلاءات مقدرة على الناس بهم أو بدونهم
......
فقد يبتلي الله الناس بأعداء خارجيين
......
أو بالأمراض والأوبئة
......
أو بنقص في الأولاد أو الأموال والموارد
......
أو بالحوادث أو الحرائق
......
أو بالكوارث الطبيعية كالزلازل أو العواصف أو السيول وغيرها
......
أو غير ذلك من أنواع الابتلاءات المختلفة
......
ومنها ابتلاء المجتمع بالمنافقين
.......
فهم إذن أحد وسائل الابتلاءات التي قدرها الله على الناس
......
فهم إذن لا يرقون إلى مرتبة خداع الله والمؤمنين
......
إنهم في الحقيقة لا يخدعون إلا أنفسهم
......
وهم يظنون أنهم يخدعون غيرهم
......
إنهم لا يدركون ولا يشعرون بحقيقة نفاقهم
......
إنهم يخدعون أنفسهم دون إدراك أو إحساس أو شعور
......
ساحة النقاش