العلل الرقمية في العروض الرقمي القياسي
=========================
العلل هي تغييرات تدخل لأسباب والأوتاد ؛ وعند دخولها الأسباب فإنها تختلف عن الزحاف في أن التغيير يتجاوز ثاني السبب ويلحق بأوله أيضا سواء بتسكين حركته أو بحذفه.
والعلل في العروض الرقمي القياسي إما علل أصلية وفيها خمسة أنواع : ثلاثة علل نقص واثنتان علل زيادة ، وإما علل جارية مجرى الزحاف وفيها نوعان : الجدع والنزع.
أولا - العلل الأصلية
============
أ- علل النقص :
1- التسكين (ك) : وهي تسكين المتحرك الأخير ولا يكون إلا في التفعيلة المنتهية بوتد مفروق وهي 322’ أي مفعولاتُ وبذلك تتحول إلى 1222 أي مفعولاتْ بتسكين التاء.
2- الخصم (م) : عبارة عن خصم 1 من الرقم الأخير للتفعيلة فإذا كان 2 تحول إلى 1 وإذا كان (3) أو (3’) تحول إلى 2 في الحالتين.
وقد يتسرع قائل فيقول : إن الخصم إذا دخل على التفعيلة المنتهية بسبب (2) فحولها إلى (1) فإن معنى هذا أنه قد تم حذف الحرف الثاني من السبب ؛ فما الفرق بينه وبين الزحاف إذن ؟؟؟
نقول له : لا تتعجل إن (2) عندما تحولت إلى (1) فإن الرقم (1) في القياسي يعني حرفا ساكنا ومعنى هذا أنه قد تم حذف ثاني السبب وامتد التغيير إلى أول السبب أيضا فأصابه التسكين ؛ ولذلك فهو علة مادام التغيير قد امتد إلى أول السبب ؛ بعكس الزحاف حيث يتم حذف الثاني فقط بينما يبقى الأول على حاله متحركا أي (1’) وليس (1).
3- الشطب (ط) : وهو حذف الرقم الأخير من التفعيلة سواء أكان هذا الرقم يعبر عن سبب (2) أم يعبر عن وتد (3) أو (3’).
فمثلا التفعيلات 223 ، 232 ، 322 ، 322’ تتحول بالشطب إلى : 23 ، 32 ، 22 ، 22 على الترتيب
ونفس التفعيلات تتحول بالخصم إلى : 123 ، 132 ، 222 ، 222 على الترتيب.
ب - علل الزيادة :
1- التدعيم (ع) :وهي زيادة رقم 1 إلى آخر التفعيلة
مثال : 232 تتحول إلى 1232 ، وأيضا 32 تتحول إلى 132 وكذلك 322 تتحول إلى 1322
2- التسبيب (ب): وهو زيادة سبب خفيف أي رقم (2) إلى آخر التفعيلة.
مثال : 32 تتحول بالتسبيب إلى 232 كذلك 322 تتحول باتسبيب إلى 2322
ويلاحظ ان التسبيب لا يدخل إلا التفعيلات التي تنتهي بوتد بخلاف التدعيم الذي يدخل التفعيلات التي تنتهي بوتد أو سبب ؛ مع بعض التفصيلات التي لا داعي لذكرها في هذه العجالة.
ثانيا - العلل الجارية مجرى الزحاف
=====================
أما العلل الجارية مجرى الزحاف ؛ فإنها قد سميت بذلك لأنها تطرأ وتزول ولا يلزم استمرارها وهي كالآتي :
1- الجدع (د) : ومعناه حذف أول الوتد المجموع من أول التفعيلة من أول البيت وبعضهم يجيزه في أول الشطر أيضا ، والأرجح أنه في أول البيت فقط.
مثال 223 تتحول بالجدع إلى : 222 كذلك 23 تتحول إلى 22 وكذلك 23’2 تتحول إلى 22’2
وهذا ما يسمى في التقليدي : الخرم
2- النزع (ن) : وهو حذف أول الوتد المجموع إذا كان مسبوقا بسبب كما في تفعيلتي : 232 و 32 فتتحولان على الترتيب إلى : 222 و 22 والأخيرة تتساوى مع علة الخصم ولكن الفرق في الاسم فقط : فإذا ماجرت مجرى الزحاف بمعنى أنها تطرأ وتزول كما في الخبب فإنها تسمى جدعا أما إذا كانت لازمة كما في الضرب فإنها تسمى خصما لأنها حينئذ لا تقبل أن تطرأ وتزول ولكنها تصير علة لازمة ؛ وهكذا عند بعض العروضيين في التقليدي فإنهم يميزون بين هذا التغيير إذا كان في الحشو أو إذا كان في الضرب فيسمى في الحشو تشعيثا وفي الضرب قطعا.
هذا وقد تأتي العلل منفردة أو مركبة مع بعضها البعض أحيانا أو مع الزحافات أحيانا أخرى ؛ وللقياسي طريقته في تسمية التغييرات المركبة :
فمثلا الشطب (ط) والخصم (م) إذا اجتمعا معا فإننا نشتق له اسما من اجتماع حرفي الطاء والميم فيسمى طمطمة (طم) وهذا يعني اجتماع الخصم مع الشطب كما في الآتي مثلا :
تفعيلة 232 تتحول بالشطب إلى 32 ثم بالخصم إلى 22 وهذا يعني طمطمة.
كذلك تفعيلة 23 تتحول بالشطب إلى 3 ثم بالخصم إلى2 وهذا يعني طمطمة أيضا.
ومثلا إذا اجتمعت علة الخصم (م) مع زحاف التعجيل (ل) فإنه يسمى الململة (مل) مثل :
232 بالخصم تصبح 132 ثم بالتعجيل تصبح 1’13
أما إذا اجتمعت علة الشطب (ط) مع زحاف التعجيل (ل) فإنها تؤدي إلى الطلطلة (طل) مثل :
232 بالشطب تصبح 32 ثم بالتعجيل تصبح 1’3
وإذا اجتمع الخصم (م) مع التزويج (ج) فإنه يسمى مجمجة (مج) فمثلا :
322 تصبح بالخصم 222 ثم بالتزويج تصبح 1’1’2
وهكذا في بقية التغييرات المركبة فإن أسماءها تشتق من الحروف الرامزة إلى تغييراتها الأولية.
وهذا ملخص لكل ما سبق :
===============
العلل الرقمية القياسية تنقسم إلى :
أولا - علل أصلية :
1- علل نقص : وهي التسكين (ك) و الخصم (م) والشطب (ط)
2- علل زيادة : وهي التدعيم (ع) والتسبيب (ب)
ثانيا - العلل الجارية مجرى الزحاف : وهي الجدع (د) والنزع (ن)
وإلى لقاء آخر إن شاء الله
دمتم بخير
ساحة النقاش