غدا إن شاء الله يهل شهر رمضان الكريم على معظم الدول ببشائره ونفحاته الإيمانية العاطرة ، وكل عام وأنتم بخير وجميع المسلمين ..
نعود إلى شهر رمضان فأدعو الجميع أن يتصدقوا علينا في كافة المواقع الالكترةنية والصحف ووسائل الإعلام المختلفة بمشاركتهم الرمضانية بين الحين والآخر حتى نهاية الشهر ، لننتفع بما تضيفه إلينا مشاركتهم من تذكيرنا بآية أو حديث أو موقف أو خاطرة أو كلمة طيبة سواء في صورة نثرية أو شعرية ننتفع بها في دنيانا وآخرتنا وتكون له صدقة جارية حتى نهاية الشهر الفضيل إن شاء الله ؛ حتى وإن كانت هذه المشاركة سطرا واحدا أو أقل.
وأنا بدوري أبدأ هذه المشاركات على ضوء ما افتتح به كتاب الله تعالى وهي سورة الفاتحة التي تبدأ بالبسملة ثم بالحمد لله رب العالمين.
نعم .. الحمد لله رب العالمين ؛ فإننا لو تأملنا حياتنا التي نحياها بكل تفاصيلها ومفارقاتها لوجدنا أن الله تعالى أهل للحمد في كل لحظة وكل لمحة.
فالحمد لله إذ يحيينا من نومنا صباحا وله الحمد إذ يمنحنا القدرة على التنفس وعلى إطعام أنفسنا بأيدينا ويمنح أجسامنا القدرة على الاستفادة من هذا الطعام وله الحمد قبل ذلك بأن رزقنا إياه وأخرجه لنا من الأرض ولو أمسكت الأرض عن إخراج رزقها لما استطاع جن ولا إنس ولا ملك أن يأتينا برزق من الأرض أو السماء.
والحمد لله إذ تفضل علينا بنور الإيمان الذي يمدنا بطاقة تحمّل مكروهات هذه الحياة ثم يؤدي بنا في نهاية المطاف إلى رحمة الله تعالى.
والحمد لله الذي تفضل علينا بنعمة الصحة فجعلنا نتحرك في كل اتجاه بلا مشقة وسلّم أجسامنا من الآلام والأوجاع.
والحمد لله الذي أمر الأرض فاستقرت بنا ولم تضطرب ؛ والحمد لله إذ لم يخسف بنا الأرض برغم الشرور المتصاعدة من الأرض إلى السماء في كل حين.
كل خير وسعادة تصيب الإنسان فالله هو مصدرها ومسببها ، فلو اتسع رزقك فهو رزق قد ساقه الله إليك فقبل أن تفرح به اشكر الله واحمده.
وإذا رزقك الله بأسرة دافئة طيبة فاحمد الله الذي رزقك بهذه الأسرة ، وكذلك إن رزقك بزوج صالحة أو صالح أو ولد صالح فكل هذه من نعم الله علينا التي لا ينبغي أن ننشغل بها عنه وهو الذي وهبنا إياها.
كذلك فإن كل مكروه أو ابتلاء يصيب الإنسان ثم يصبر عليه يكون خيرا له في الآخرة من أي خير يصيبه في الدنيا ؛ ولّذلك فإن هناك ممن يفهمون هذه الحقيقة فهما ثاقبا ؛ منهم من يعد هذه الابتلاءات من أعظم نعم الله عليه ؛ لأنه يدرك أنه حينما يتلقاها بصبر فسوف يعوضه الله أضعافها في الآخرة كما قال ربنا تعالى :
" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "
لذلك فإن من هؤلاء العارفين من يتلقى الابتلاءات ليس بالصبر فقط بل بالرضا أيضا فإذا هو قد ارتقى درجة ، ومنهم من يرتقي درجة أخرى فيقابل الابتلاءات بالصبر ثم الرضا ثم الحمد والشكر باعتبارها نعمة أسداها الله إليه.
قد يقول قائل ما علاقة الحمد بشهر رمضان ؟
فأقول إن الله قد ساق إلينا هذه النعمة الكبرى المتمثلة في شهر رمضان الذي لو علم الناس ما فيه من خير لتمنوا أن تكون السنة كلها رمضان.
فهذا الشهر نعمة عظمى من الله ؛ أفلا نحمد الله عليه ونغتنم منه ؛ وها هو ذا ما زال في بدايته؟؟
إن سلفنا الصالح كانوا يحمدون الله على رمضان ستة أشهر ويسألونه أن يبلغهم إياه ستة أخرى.
وإلى لقاء أخر .. دمتم بخير.
ساحة النقاش