سعر تذكرة المباراة الواحدة للفرد الواحد يتجاوز مبلغ 1000 دولار !! ..

ما هذا يا فيفا ؟؟ أين تذهب كل هذه الأموال ؟؟ إن هذه الإيرادات الضخمة والهائلة التي ندخل خزائن الفيفا لا بد أن تخلق مناخا من الفساد وأجواء من الصراع حول نصيب أولى النفوذ من هذه الكعكة التي لا تقاوم ، وكل هذه الإيرادات من دماء المهووسين بكرة القدم وعلى حساب حرمان البسطاء الذين لايملكون دفع هذه الأثمان الباهظة والمبالغ في تقديرها ، وليت هذه المبالغة في تقدير الأثمان يكمن خلفها نوايا حسنة ؛ بل هو مجرد حب الاستغلال والإثراء والتربح والنهب ومص الدماء ما دامت الفرص سانحة والظروف مواتية.

ألا يكفي الفيفا العقود المبرمة مع شركات بث المونديالات التي تدفع الملايين من أجل شراء حق البث ، ألا يكفيها التعاقدات للحجوزات في الفنادق ألا يكفيها ما تحصل عليه من الدول الأعضاء حتى ترفع أثمان التذاكر وكأنها  قد أصابها لوثة حب المال وشره حب الاستحواذ عليه بأى وسيلة مقبولة أو غير مقبولة ؛ مشروعة أو غير مشروعة.

إن إطلاق يد الفيفا بكل الحرية لفعل ما بدا لها من تحديد أثمان تذاكر وتحديد أتمان شراء حق البث وتحديد كل ما تريد بالطريقة التي تريد ؛ يحولها من مؤسسة ذات أهداف وقيم إلى عصابة ذات بأس وقوة ونفوذ وسلطان ، وإذا تحولت المؤسسة إلى عصابة فلا تنتظر منها خيرا ، بل القادم يحمل كافة أنواع الشرور.

وكم أثير من قبل في وسائل الإعلام وكم صدرت من كتب تتكلم عن فضائح بملايين الدولارات في حق مسئولين كبار في الفيفا استغلوا مناصبهم في التربح من بيع التذاكر في السوق السوداء لحسابهم الخاص ، وآخرين تقاضوا الرشاوى ليساعدوا شركات معينة في شراء حق بث المونديال هذا أو ذاك ، وبعضهم ممن نجح في الانتخابات استعاد ما أنفقه في حملته الانتخابية من خزائن الفيفا وكأنها خزينته الخاصة .. وغير ذلك كثير.

فنحن إذن أمام عصابة وليست مؤسسة .. ولو أن بيدي سلطة لجمعت أعضاء الفيفا وحاكمتهم جميعا محاكمة عادلة .. ولكن لا أنا ولا أوباما ولا هيئة الأمم المتحدة تستطيع ذلك .. فقد طغى نفوذ الفيفا طغيانا تجعله عصيا على الملاحقة وتجعله بعيدا عن إخضاعه للعدالة والقانون.