كل شىء عند الليبيين قابل للشد ، فالطريق والمدرسة والكتاب والعمل والطابور والبيت والنوم والسرعة والفرامل كلها أشياء قابلة للشد ولكن بمعان مختلفة.
فشد الطريق معناه الوقوف على الطريق - أو المحطة - وانتظار أي سيارة تنقلك حيث تريد أو تقربك من المكان الذى تريده ، ومعنى ذلك أن أي مسافر ليس معه سيارة فعليه أن يشد الطريق.
وإذا قيل لك شد الكتاب يعنى خذ الكتاب ، وإذا قيل فلان شد المدرسة يعنى أصبح مديرا للمدرسة ، وإذا قيل فلان شد عمل أو وظيفة يعنى أصبح له عمل أو وظيفة ، وإذا قيل فلان شد الطابور يعنى وقف فى الطابور فى انتظار دوره ، وإذا قيل فلان شادد الحوش (الحوش يعنى البيت أو المنزل ) فهذا معناه أنه ماكث معظم وقته بالبيت ، وإذا قيل شادد النوم يعنى كثير النوم أو مستغرق فى النوم ، وإذا قال أحدهم ماعندى ما ينشد إلا الماكلة والنوم ( الماكلة يعنى الأكل ) فهذا يعنى أننى لا أجد ما أفعله إلا الأكل والنوم ، وإذا قيل لك شد فرنو ( فرنو يعنى فرامل ) فمعناه دوس فرامل ، وإذا قيل شد السرعة فمعناه أسرع ، وغير ذلك كثير ، فلا تكاد تجد فى ليبيا شيئا غير قابل للشد.
وبعض كبار السن عندهم روح الدعابة والفكاهة ، فإذا سألت أحدهم عن عمره ( وهذا السؤال عادي جدا فى ليبيا ولا يسبب أي إزعاج ) فقال لك مثلا عمرى 67 عاما ، ثم يستطرد مداعبا : نحن شادين الطابور ، يعنى يشبه كبر سنه كأنه واقف فى الطابور منتظرا دوره للرحيل عن هذه الدنيا.
أما الشد فى مصر فيدور معظمه حول معنى الإمساك بالشيء وجذبه ، وأحيانا بمعنى التماسك ، فشد الحبل أو الخيط أو الورقة معناه إمساكها وجذبها ، وشد حيلك معناه تماسك وكن قويا واصبر ، وفلان مشدود أو أعصابه مشدودة يعني أنه متوتر أو قلق.
وإن أردنا أن نختم بنصيحة فنقول : يجب علينا أن نتذكر أننا سنشد الطابور يوما ما للرحيل عن هذه الدنيا الفانية ، إن لم نكن بالفعل واقفين فيه منذ ولادتنا.
.
ساحة النقاش