هناك أسئلة كثيرة تتردد في ذهن كل أب وأم يبحثان عن إجابات لحالة طفلهما وما يعانيه أثناء التردد بين عيادات الأطباء.... والرفض من المدارس العادية والنظرات التي يلاقيانها حين اصطحابه إلى مكان عام..... وتتكرر القصة حين يلاحظ الوالدان اختلافا في تصرفاته عن إخوته أو عن أقرانه، فيلاحظان انعزاله عن الأطفال الآخرين وعدم تجاوبه مع والدته في اللعب، واهتمامه منصب على ترتيب الألعاب أو الأقلام أو حتى الأحذية على هيئة خطوط متتالية، ويظهر هذا الطفل كأنه أصم لا يسمع من يناديه ....... وهكذا تبدأ الجولة الأولى من زيارات الطبيب باحتمالات أن يكون الطفل أصم.......... وبعدها جولة من اختبارات الذكاء واحتمالات التخلف العقلي ، وهؤلاء الأطفال يحتاجون إلى عناية خاصة وصبر وسعة صدر من يقوم باختبارهم ، وكذلك عدم الحكم على رد الفعل أو الإجابة منهم على السؤال مرة ، وأن يقدم الاختبار لهم بطريقة تناسب عمرهم واهتمامهم، و لهذا نجد فشل عملية اختبار هؤلاء الأطفال في مستشفياتنا فغالباً ما يكون الأطباء في عجلة لكثرة مرضاهم ، ومن يقوم باختبار الطفل يضع النتيجة بأنه فشل في الإجابة على أغلب ما طلب منه وانه يصعب امتحانه ، وتكون الحيرة أكبر كون اختبارات الطفل وتحاليله الطبية جميعها طبيعية .......
وتأتي مرحلة المدرسة ، ويرفض الطفل لكثرة حركته وعدم تجاوبه مع المدرسة ..
وينصح الأهل بأخذه إلى مراكز المتخلفين عقليا ، ولو وافق الأهل فإن الإحباط التالي يكون برفض مدارس المتخلفين لطفلهم.
إن تعليم الأطفال الذين يعانون من التوحد ينطوي على تحديات حقيقية وهذه التحديات تنجم جزئياُ عن طبيعة التوحد، حيث أنه يأخذ أشكالاُ عديدة .
فبعض الأطفال يتمتعون بمهارات جيدة، وبعضهم لديه تخلف عقلي، وبعضهم عدواني وبعضهم الآخر منسحب ومنعزل في عالمه الخاص به، فليس هناك استجابات مشتركة يظهرها جميع الأطفال التوحديين، ولكن لكل طفل شخصيته وأنماطه السلوكية الخاصة به ، وبالرغم من كل شيء فالأطفال التوحديين قادرين على التعلم وذلك حق من حقوقهم، وبشكل عام فإن الأطفال الذين لديهم توحد بحاجة إلى برنامج يوفر التعليم الفردي المناسب، والتفاعل الاجتماعي، والنمو والدعم والاحترام. ( الخطيب1998،22)
أن تقديم خدمات التربية الخاصة إلى طفل التوحد لا تعني حدوث معجزة بأن يصبح هذا الطفل طفلاُ عاديا مستقبلاُ ولكنها تساعد ذلك الطفل على استغلال أقصى ما لديه من طاقات في مختلف جوانب حياته لتساعده على الاستقلال والاعتماد على النفس والتخفيف من معاناة الأهل، وقد نجح بعض الأفراد التوحديين من مواصلة التعليم والحصول على الشهادات الأكاديمية والحصول على عمل مناسب أو الكتابة عن تجارب حياتهم مثل دونا ويليمز Donna Willims وتمبل كاردن Temple Gardn .
,ويمكن تحديد حاجات الأطفال المصابين بالتوحد من المهارات والمعارف المطلوب تعلمها من وجهة نظر والديهم وبالتالي إعداد برنامج تربوي وتعليمي لهؤلاء الأطفال .
وكان ترتيب الاحتياجات التدريبية والتعليمية ( من وجهة نظر الوالدين) :
1 ـ تنمية التحكم في العضلات الكبيرة والدقيقة والمهارات الحركية .
2 ـ التدريب على تناول الطعام بصورة مناسبة .
3 ـ تدريب الطفل على السلوك المناسب في المواقف المتعددة .
4 ـ السعي نحو تعديل بعض أنواع السلوك غير المرغوب فيه مثل الضرب والقفز والبصق .
5 ـ التدريب على استخدام وسيلة تواصل مناسبة له مع الآخرين ، لفظية كانت أو غير لفظية .
6 ـ التدريب على كتابة الكلمات البسيطة ( مهارات أكاديمية ) .
7 ـ تطوير مهارات الاعتماد على النفس .
8 ـ التدريب على استخدام المرحاض في قضاء حاجته .
9 ـ توفير نشاطات ترفيهية ممتعة للطفل والمشاركة في نشاطات اجتماعية مع آخرين .
10ـ تطوير مهارات مهنية تخدمه مستقبلاً في المجتمع .
11ـ تدريب الطفل على الجلوس لأطول فترة ممكنة .
12 ـ التدريب على الاستجابة للمؤثرات السمعية والبصرية .
وتظهر نتائج الاستبيان أن احتياجات الأطفال التدريبية والتعليمية من وجهة نظر الوالدين كان ترتيبها كالتالي : التدريب على السلوك المناسب وعلى استخدام وسيلة تواصل مناسبة في الدرجة الأولى ، يليها تطوير مهارات الاعتماد على النفس والمهارات المهنية ، ثم المهارات المرتبطة بمقومات التعليم وأساسياته ، يتلوها توفير نشاطات ترفيهية والمشاركة في نشاطات اجتماعية ، ثم المهارات الحركية وتنمية التحكم في العضلات الكبيرة والدقيقة .