يسأل أحد القراء كيف أتأكد من سلامة مياه الشرب فى الحنفية، مع العلم أن إجراء التحليل المعملى يتكلف تقريباً 300 جنيه؟

يجيب الدكتور حلمى الزنفلى أستاذ تلوث المياه بالمركز القومى للبحوث، قائلاً: ظهور الطعم واللون والرائحة ثلاث خصائص نستطيع أن نحدد من خلالها أن المياه ملوثة، حيث إن ظهور طعم للمياه يدل على أن هناك شيئاً غريباً دخل على مياه الشرب وقام بتلويثها، لأن من خواص المياه أنها عديمة اللون والطعم والرائحة، فظهور طعم أو لون أو رائحة دليل مبدئى على أنها غير صالحة للاستعمال الآدمى والرائحة تدل على اختلاط مياه صرف صحى معها.

وهذا مؤشر يدل على أن شبكات المياه غير سليمة فقد يكون هذا نتيجة صدأ أو نوعيات معينة من البكتيريا لا توجد إلا فى مياه الصرف الصحى وفى هذه الحالة تعتبر المياه غير صالحة للاستهلاك الآدمى ولابد من إجراء التحاليل الكيميائية والبيولوجية عليها، لأن التحاليل الكيميائية تفيد فى معرفة العناصر الثقيلة، بالإضافة إلى قياس نسب الكلوريد والكبريتات والنترات، وهى العناصر الخطيرة التى إذا زادت عن المسموح به، فإنها تؤدى إلى مخاطر صحية مثل الإصابة بالفشل الكلوى والفشل الكبدى والتأثير على الأعصاب والمخ والجهاز العصبى عموماً.

أما العناصر البيولوجية فهى وجود بكتيريا، وهى مؤشر عن وصول تلوث إلى المياه عن طريق اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى وإذا وصلت مياه الصرف الصحى إلى المياه، فهذا مؤشر خطير لوجود ميكروبات مرضية مثل السالمونيلا والتى تؤدى إلى مرض التيفود والأمراض الأخرى المعوية التى تؤدى إلى الإصابة بحمى وإذا لم تعالج فإنها تؤدى إلى الوفاة.

ويشير حلمى إلى أن معظم أمراض الإسهال التى تصيب الأطفال وتؤدى إلى الوفاة سببها الرئيسى هو تناول مياه الشرب الملوثة.

ويؤكد أنه إذا اشتكى اى شخص من مياه الشرب فهناك جهات عديدة تقوم بتحليل هذه المياه ويمكنه أن يأخذ عينة من مياه الشرب الملوثة ويذهب بها إلى الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى وسيقومون بإجراء التحاليل اللازمة على المياه بالمجان وذلك للفت انتباههم إلى وجود مشاكل فى هذه المنطقة لسرعة حلها كما أن المركز القومى للبحوث يقوم أيضا بتحليل مياه الشرب بقسم تلوث المياه، ولكن بتكلفة عالية وأيضاً هناك مصلحة الكيمياء بشارع رمسيس تقوم بإجراء تحاليل المياه بأسعار مخفضة.

وينوه الدكتور حلمى الزنفلى إلى إمكانية تقديم مساعدته فى هذا المجال بشرط الإعلان عن المكان الذى توجد فيه هذه المشكلة للمساعدة فى حلها.