جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الوفاء العظيم
.............................بفلمي
ليس له في الوصف مثيل وهو في الأصل بيت من طين .
.تعداده غرفة ومطبخ وساحة مستطيلة الشكل
يتوسطه حصيرة من القش ...ودالية من عنب قطوفها دانية
وورود هنا وهناك يجيط بها سور خارجي من حجارة
يتشعب منه بعض من زهور الدحنون والزعفران
وزير ماء وعسلية وابريق من فخار
تقطنه امرأة في التسعينات من عمرها
تحرص دوما على أن تكون بأجمل صورة
بلباسها التقليدي بثوبها المطرز مع حزام يشد وسطها وشاشة بيضاء
تحوم كالفراشة بين أزهارها وهي تغني الميجانا والعتابا
تارة تبتسم وتارة تنهمر الدموع من عينيها
على جميل صوتها تتجمع الأطفال يشاركونها فرحتها
وهي سعيدة بهم وهم يقدمون المساعدة لها
يكثر زوارها من أجهزة الأعلام تروي لهم حكايتها
وهي شامخة كأشجار زيتونها
وفي كل مقابلة نحرص أن يكون بين يديها صور لأبنائها الخمسة وروح فؤادها
الذين استشهدوا من أجل وطنها
نصيبك الدهشة من حديثها وكبريائها وعظمتها
وهي فخورة بقصتها
شاهدت جمعا حول بيتها وفي مقدمتهم أطفالها
شدتني الصورة امرأة وأطفال جلهم دموعهم منهمرة
وهي تتحدث لهم وهي مبتسمة
وبالكاد يسمع صوتها
لم البكاء يا أولادي ؟؟؟وأنتم زهرات فؤادي
فلسطين هي وطنكم وأنا لست براحل عنكم ...أنا هنا
ان غاب جسدي فروحي تهيم حولكم
تجدونها بورودي التي زرعتها لكم
وحثى خطواتي بين أشجاري وهذا أطلال بيتي
يزينه شهداء وطني كونوا معي في نهاركم
أنشدوا القسم وأرفعوا العلم وأنثروا المحبة والسلام لمن عبر
فليكن مرقدي هنا في منتصف داري
وزينوه بدحنون بلادي وسنبلة قمح من خيرات أوطاني
وزيتونة تطرح الأثماري
وأسقوني من مياها الطاهر ينساب الى جسدي
كأنني أعيش في جنة خضراء
لبيك يا أمي ..سنبقى على العهد لك نغني
فلسطين هذه داري ودرب انتصاري
كلنا سنحمي حماك وبالروح نفداك
نموت دونك ولن نغادر ثراك ..ليبقي نورك في السماء
ما أجملك حتى في رحيلك رفعت لنا اشارة النصر من يداك
سلام لك يا من علمتينا العزم والأصرار
ساد الصمت ولم أسمع الا حثيث أقدام
وتراب يتثر على جسد وهاج نور لمن في المكان
بيدي علم غرسته وأنشدت لها قسم الوداع
=====================
بقلمي الأديب د. رسمي خير
(مجلة عشاق الشعر)(1)(ممدوح حنفي)
ساحة النقاش