authentication required

 

مجلة عشـــاق الشعـــر الإلكترونية (ممدوح حنفي)

 

 

 

مــــقـــــالة عن تـــشــــارلـــز ديـــكنـــز وروايـــته Oliver Twist 
بـــقــــــلـــم 
د/ طـــــارق رضـــــــوان
ولد تشارلز جون هوفام ديكنز في (لاندبورت بورتسي) في جنوب إنجلترا عام 1812م.لأبوين هما جون وإليزابيث ديكنز وكان ثاني أخوته الثمانبه, و عاش طفولة بائسة لأن أباه كان يعمل في وظيفة متواضعه ويعول أسرته كبيرة العدد لهذا اضطر إلى السلف والدين ولم يستطع السداد فدخل السجن، لهذا اضطر لترك المدرسة وهو صغير وألحقه أهله بعمل شاق بأجر قليل حتى يشارك في نفقة الأسرة، وكانت تجارب هذه الطفولة التعسة ذات تأثير في نفسه فتركت انطباعات إنسانية عميقة في حسه والتي انعكست بالتالي على أعماله فيما بعد.
طفولته وأثرها على كتاباته
و قد كتب تشارلز عن هذه الانطباعات والتجارب المريرة التي مر بها أثناء طفولته في العديد من قصصه ورواياته التي ألفها عن أبطال من الأطفال الصغار الذين عانوا كثيرا ً وذاقوا العذاب ألوانا ً وعاشوا في ضياع تام بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة التي كانت سائدة في (إنجلترا) في عصره، ونجد أن شخصيته الرائعة تجلت بوضوح فنجده بالرغم من المشقة التي كان يعاني منها في طفولته إلا أنه كان يستغل أوقات فراغه من العمل الشاق، فينكب على القراءة والاطلاع على الكتب كما كان يحرص على التجول وحيدا ً في الأحياء الفقيرة بمدينة الضباب الاصطناعي (لندن) حيث يعيش الناس حياة بائسة مريعة وخارجة عن القانون في بعض الأحيان.و كان قد تأثر في القوانين الليبرالية في عصره فوصف بيوت العمل التي نشأت وفق قانون الفقراء الإنكليزي لسنة 1834 في روايته الشهيرة أوليفر توست و في العديد من القصص والروايات التي كانت من إبداعاته وصف ديكنز هذه الأحياء الفقيرة بكل تفاصيلها وبكل المآسي التي تدور فيها، وعندما وصل إلى سن العشرين تمكنت الأسرة أخيرا ً من إلحاقه بأحد المدارس ليكمل تعليمه. و في نفس الوقت كان يعمل مراسلا ً لأحدى الجرائد المحلية الصغيرة لقاء أجر متواضع أيضا ً، ولكنه لم يهتم بالأجر فلقد تفانى في هذا العمل الصحفي الذي كان بمثابة أولى خطواته لتحقيق أحلامه فقد كان بمثابة تمرين له على حرفة الأدب، ولقد أتاح له هذا العمل الصحفي أن يتأمل أحوال الناس على مختلف مستوياتهم الاجتماعية والأخلاقية فخرج بالعديد من التجارب الإنسانية والأخلاقية التي وسعت آفاقه ومداركه الأدبية والحياتية.
أعماله المهمة
نشر ديكنز ما يزيد عن اثنتي عشرة رواية مهمة، وعدداً كبيراً من القصص القصيرة - من ضمنها عدد من القصص التي تدور حول ثيمة عيد الميلاد -، وعدداً من المسرحيات، كما أنه كتب كتباً غير خيالية. روايات ديكنز نُشرت مسلسلة في البداية في مجلات أسبوعية أو شهرية، ثم أعيدت طباعتها في هيئة كتب. وفي سن الرابعة والعشرين بالتحديد في عام 1836م. أصدر ديكنز أولى رواياته الأدبية والتي كانت بعنوان (مذكرات بيكويك) والتي لاقت نجاحا ً ساحقا ً بالفعل وجعلته من أكثر الأدباء الإنجليز شعبية وشهرة، ثم ازدادت شهرته في إنجلترا وخارجها عندما توالت أعماله في العالم بلغات مختلفة.
هــــــدفــــه
قضى تشارلز معظم حياته في كتابة المقالات وتأليف الروايات والقصص القصيرة وإلقاء المحاضرات وكان يدعو باستمرار في أغلب أعماله إلى ضرورة الإصلاح الاجتماعي وإلى تدعيم المؤسسات الخيرية والصحية التي ترعى الفقراء من الناس. و لقد آمن ديكنز بأن كل الأحوال المزرية والسيئة قابلة للإصلاح مهما كان مدى تدهورها، لهذا سخر قلمه البليغ للدعوة إلى تخليص المجتمع البشري مما يحيط به من شرور وأوضاع اجتماعية غير عادلة.
** وهذا ملخص القصه المؤلمة من روائع الادب العالمى : اوليفر توست
تبدأ
أحداث الرواية في اصلاحية للأحداث حقيرة . عندما ولدت امرأة طفلا هزيلا
شاحبا يتأرجح بين هذا العالم والعالم الآخر وبعد أن أبدى المولود الجديد
تمسكه بالحياة وُضع بين يدي أمه لتفارق بعدها الحياة. وكان لا بد من وجود
تأوهات لموت الأم في هذه السن المبكرة.
هكذا كانت ولادة اوليفر
تويست بطل الرواية، وليكبر في تلك الاصلاحية جاهلا كل شيء عن والديه، عدا
ما قالته بعض الممرضات العجائز عن أمه وأنها سارت مسافة طويلة كي تصل إلى
حيث ولدت، وكان من الطبيعي أن يكبر الطفل شاحبا هزيلا نحيلا جدا ودون
متوسط الطول في ظل قلة الغذاء، هذا إلى جانب أنه يتيم وحقير في نظر مسؤولي
الاصلاحية، يعامل بمهانه ويضرب هو وأقرانه إذا اشتكوا من الجوع كما انه
درب نفسه على استدعاء دموعه على عجل عند الحاجة في ظل معاملة الكبار
القاسية . كما واجه هو ورفاقه نظاما يحتم عليهم العمل لكسب قوتهم مقابل
ثلاث وجبات طعام بسيطة جدا تبقيهم على قيد الحياة، لا تزيد عن حساء خفيف
يوميا مع بصلة مرتين في الاسبوع ونصف كعكة أيام الآحاد تجعل الواحد منهم
يفكر بأكل رفيقه النائم إلى جواره .
اختير اوليفر نيابة عن رفاقه
لطلب المزيد من الطعام، ولكنه ضرب بعنف أمام الجميع وعومل بقسوة لجرأته
تلك ثم سجن، وفي اليوم التالي علقت لافته على البوابة الخارجية تقدم
مكافأة قدرها خمسة جنيهات لأي شخص يأخذ اوليفر تويست من الاصلاحية للتخلص
منه بصورة قانونية. اغتبط السيد بامبل المسؤول في الاصلاحية عندما جاءه
الحانوتي سوربري وطلب منه أخذ اوليفر ليعمل معه وأملا في المكافأة. كان
الحانوتي سوربري رجلا طويلا ونحيفا، يرتدي بدلة سوداء مهترئة وفي الوقت
نفسه متعهد بدفن موتى الاصلاحية، راضيا في كون أجساد أولئك الموتى ضئيلة
بسبب الجوع فلا تكلفه خشبا كثيرا من أجل توابيتهم. انهى السيد بامبل
الاجراءات بسرعة لينتهي اوليفر إلى المبيت مرعوبا بين التوابيت في ليلته
الأولى في بيت الحانوتي.
ولم تكن معاملة اوليفر في بيت الحانوتي
بأحسن منها في الاصلاحية سواء كانت تلك المعاملة من قبل الحانوتي وزوجته
أم من قبل نوح كلايبول وشارلوت اللذين يعملان مع الحانوتي واثر مشادة بين
اوليفر وبين نوح الذي تعمد اهانة اوليفر ضرب اوليفر بمهانة من جديد ثم
سجن، ولكن اوليفر الذي أخذ يتفجر من الغيظ فرّ في فجر اليوم التالي نحو
لندن التي تبعد حوالي 70 ميلا ليعيش حياة ثانية مليئة بالاحداث والمفارقات
ولتتقلب به الاحوال اعتمادا على ميول وطباع الاشخاص الذين التقاهم.
يتعرف
اوليفر وهو في طريقه إلى لندن على جاك دوكنز والذي يعّرفه بدوره على
اليهودي العجوز البخيل فاغن ذي الوجه الشرير بشعره الاحمر الكثيف، وشيئا
فشيئا يكتشف اوليفر انه وقع بين براثن عصابة تستغل الصغار امثاله وتسرق
المارة وتمارس أعمالا اجرامية هنا وهناك يقودها اليهودي فاغن . ويشاهد
تدريباتهم في كيفية سرقة علب التبغ وكتب الجيب ودبابيس القمصان ومناديل
الجيب وغيرها، ثم دفعوه على محاكاتهم في التدريب وأوحى إليه اليهودي فاغن
انه بعمله هذا سيكون من العظماء، وظلّ اوليفر يتساءل : كيف أن سرقة جيب
سيد عجوز سيجعل منه رجلا عظيما . كما تعرف اوليفر على فتاتين هما بت
ونانسي، والأخيرة كان لها دور كبير في مجريات حياته اذ كثيرا ما أشفقت
عليه وساعدته وتعرضت بسببه إلى العقاب .
ومع أول عملية سرقة في
الطريق العام يقوم بها اثنان من الصبية لحساب فاغن ويشارك فيها اوليفر
كمراقب تحدث مفاجآت غير متوقعة فيضطر الجميع إلى الابتعاد عن المنطقة
باسرع ما يتطلب الأمر بمن فيهم اوليفر . ونظرا لقلة خبرته في مثل هذه
الأحداث فقد أُعتقد أنه اللص فيقبض عليه بعد أن يجرح، وعندما فتشه الشرطي
لم يجد معه شيئا من المسروقات، ورغم ذلك حكم على اوليفر بالسجن ثلاثة أشهر
لولا شهادة صاحب المكتبة الذي رأى كل شيء وجاء إلى المحكمة طواعية ليشهد
ببراءة اوليفر قبل تنفيذ الحكم
هذه الأحداث جعلت من السيد براون
لو، الرجل الطيب الذي تعرض للسرقة يشفق على اوليفر الجريح والمنهك والمهان
فيأخذه معه إلى مسكنه للعناية به. وعندما استيقظ اوليفر بعد فترة طويلة
أدرك أنه مصاب بالحمى، ورغم العناية الفائقة إلا أنه كان يعاني من الضعف
والانهاك وأحس اوليفر بعد ثلاثة أيام من العناية بالسعادة لأنه ينتمي إلى
هذا العالم من جديد ولأن آثار الحمى بدأت تفارقه . وبعدما استمع السيد
براون لو إلى حكايته أشفق عليه واستبقاه تحت رعايته. ولكن يد الحظ التي
ابتسمت إلى اوليفر لم تدم طويلا فقد كانت أعين العصابة تبحث عنه لاعادته
إلى الحظيرة.
نجحت العصابة في اختطاف اوليفر من الطريق العام بينما
كان في مهمة شراء حاجيات إلى السيد براون لو ثم سلبت ما بحوزته من نقود
وأشياء تخص السيد براون لو وبعد أن سدّت عليه طريق العودة في ظل معاملة
قاسية وتدريب آخر من نوع خاص أُجبر اوليفر من جديد على المشاركة في عملية
سطو على أحد المنازل، وفيها تم ادخاله من احدى الفتحات الصغيرة نظرا لحجم
جسمه الصغير لكي يقوم بعملية فتح الباب الرئيسي ومن ثم سرقة المنزل بواسطة
أفراد العصابة، وتفشل العملية ليدفع ثمنها وعاقبتها اوليفر أيضا.
أدرك
اوليفر فيما بعد أن عملية السرقة قد فشلت وأنه أصيب وأُغمي عليه، وقد تم
نقله إلى البيت الذي حاولوا سرقته، وعوضا عن أن يوشوا به إلى الشرطة فإنهم
مدّوا له يد العطف والحنان لما رأوه من بؤس وضعف ظاهر على وجهه وبدنه .
وامتدت هذه الرحمة لفترة تزيد على الثلاثة أشهر حتى أصبح فيها اوليفر عضوا
شديد الالتصاق ومحبوبا جدا من العائلة الصغيرة . وهنا في هذا البيت المجلل
بالرحمة يكتشف اوليفر حقيقة أمه، وأن له أخا من أبيه أكبر منه يدعى مونكس،
وأن أخاه ما هو إلا ذلك المجرم الذي ينتمي لعصابة اليهودي فاغن، تلك
العصابة التي ارتكبت الموبقات والقتل ووقعت مؤخرا في يد العدالة لتنال
جزاءها .
النهاية:
الأسرة التي رعت اوليفر كانت على صلة مع السيد براون لو الذي رعى اوليفر بعد أول محاولة سرقة حضرها وكاد أن
يكون ضحيتها لولا شهادة صاحب المكتبة الذي برأته تبنى السيد براون لو
اوليفر وشمله برعايته، وساهم السيد براون لو مع آخرين في اماطة اللثام عن
حقيقة اوليفر حيث اكتشفوا أن والده كان ميسور الحال وأنه وقع في حب أم
اوليفر التي توفى عنها والدها آنذاك وكان اوليفر ثمرة ذلك الحب . واستطاع
براون لو ارجاع بعض الأرث الذي يخص اوليفر الذي بات سعيدا بحياته ===============================================
ومما
يلفت النظر في رواية اوليفر تويست، ومؤلفها تشارلز ديكنز انه ركز على
شخصية فاغن اليهودي البخيل والمجرم، تلك الشخصية التي لا هم لها سوى
الحصول على المال وعن أي طريق كان، وتعمل عملها في هدم المجتمع وقيمه، وهو
الأمر المعروف في الأدب الانجليزي كما فعل وليم شيكسبير في تجسيد شخصية
شايلوك اليهودي في « تاجر البندقية» الرواية تحولت إلى فيلم سينمائي وآخر
كارتوني، كما مثلت على خشبة المسرح ليكتشف الانسان من خلالها كيف عبر
تشارلز ديكنز عن نبرات المرارة التي مرت في طفولته من خلال شخصيات رواياته.

المصدر: مجلة عشـــاق الشعـــر الإلكترونية (يسريا)
mamdouhh

(مجلة عشاق الشعر)(1)(ممدوح حنفي)

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 428 مشاهدة
نشرت فى 12 أغسطس 2015 بواسطة mamdouhh

ساحة النقاش

(مجلة عشاق الشعر)(1)(ممدوح حنفي)

mamdouhh
مجلة ألكترونية لكل عشاق الكلمه نلتقي لـ نرتقي »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

325,110