مجلة عشـــاق الشعـــر الإلكترونية (ممدوح حنفي)

 

و … قتلت ولدى 
الواحده بعد منتصف الليل .. دخلت حجرة نوم ولدى لأطمئن عليه فاذا به ميتا عاريا أمام الشات .. لم افكر وقتها فى استدعاء الطبيب .. لا أعلم لماذا ؟.. أسرعت الى التليفون واستدعيت عالما من علماء الدين يسكن جوارى .. قال لى من انت؟ .. قلت له بصوت مبحوح .. صاحبة الفيللا المجاوره لك , احضر فورا ارجوك .. رميت السماعه وسقطت على الارض مغشيا علي ولم افق الا على صوت طرق عنيف على الباب .. لم أستطع النهوض وزحفت على بطنى حتى وصلت الى الباب .. مددت يدى فى اعياء شديد وفتحت الباب .. دخل جارى الذى استدعيته وكان معه زوجته .. قال لى .. ماذا حدث .. لم استطع الكلام وأشرت بيدى الى باب حجرة ولدى .. دخل الحجره تم خرج منها يضرب كفا على كف وهو يقول .. لا حول ولا قوة الا بالله .. ثم نظر الى زوجته وقال لها .. امكثى معها حتى أعود وهم بالخروج من الباب فأمسكت بقدمه ورفعت اليه وجهى ونظرت اليه بعينين تنهمر منهما الدموع ثم قلت له بصوت مذبوح .. أفى الجنة ولدى أم فى النار ؟ .. نظر الي والدموع تترقرق فى عينيه ثم هم خارجا من الباب .. عضضت على قدميه بأسنانى ثم عدت أسأله بصوت مذبوح ازدادت حدته وارتفع نحيبه .. أفى الجنة ولدى أم فى النار ؟ .. فأجابنى قائلا .. رحمة الله وسعت كل شئ .. ثم نزع قدمه من بين يدي وانصرف .. ولدى مات وسأدفنه اليوم وأدفن معه أيام عمرى كلها .. كيف لى ان أهنأ بعيش دونه .. كيف لى ان أجلس وحدى بمكان كنا نجلس فيه سويا .. كيف أ ستقبل يومى واودعه دون ان أراه .. الحياه قصيرة جدا .. أدركت هذا يوم مات ولدى .. أمس كنا سويا نتكلم ونمرح ونضحك .. واليوم .. أين أنت اليوم يا ولدى ؟.. تحت التراب .. صرت جسدا لا روح فيه يعلوه التراب .. منذ ان مات أباك .. كنت فى السابعة من عمرك .. كنت لى كل شئ فى الحياه .. كنت لك امك وأباك .. لم أبخل عليك بشئ قط .. أدخلتك أحسن مدارس وأطعمتك أشهى طعام واشتريت لك اغلى ثياب .. ولكنى .. قتلت فيك الايمان .. كثيرا ما قلت لك صلى يا ولدى ولكنك .. كنت تهمل الصلاه وكنت اتركك واقول فى نفسى .. غدا يصلى .. لا تضيقى عليه الخناق الان .. وكنت أعلم انك تعرف بنات وتجلس بالساعات أمام الشات .. ولم أقل لك يوما ان هذا حرام .. ما لا ترضاه لأختك لا ترضاه لبنات الناس .. وأقول فى نفسى .. اتركيه يعش سنه الأن .. غدا يتزوج ويهتدى الى الله .. ويا لي من حمقاء .. ما أدرانى ان كان هذا الغد سوف يأتى عليه أم لا .. كنت أراك سعيدا بهذه الحياه ولم أشأ ان اعكر عليك صفو ها بالتوجيه والارشاد .. كنت تغضب ان قسوت عليك يوما وأبيت ليلتى فى عذاب .. وحين يأتى الصباح أحتضنك واقبلك وأهمس بأذنيك .. لا تغضب من امك .. واعاهد نفسى ألا اغضبك مهما كان .. لما يا ولدى تركتنى وحدى اعانى عقدة الذنب ؟.. ذنبى أنى لم اربك من صغرك على حب الله .. لم اعودك من صغرك على الصلاه .. وسألت عالما فى الدين .. ولدى مات وكان تاركا للصلاه , أيجوز ان أستغفر له أم لا .. أجابنى قائلا.. ان كان تركه لها عن اهمال يجوز وان كان تركه لها عن عمد أى جاحدا بها أو منكرا لها فلا يجوز .. وما أدرانى ان كان تركها متعمدا أو عن اهمال .. ويلى .. ويلى من غضب الله .. ويلى من عقاب الله .. حتى الاستغفار لا أعلم ان كان يجوز لك أم لا ؟.. اه من الحسره .. اه من الندم .. اه من عذاب الضمير .. اه لو كنت ربيتك من صغرك على حب الله .. اه لو كنت عودتك من صغرك على الصلاه منذ ان تركك لى أباك ومات .. لكنى تركتك حتى جاوزت التاسعة عشر من عمرك ثم ألححت عليك بالصلاه .. ثم مت بعدها بعام .. لكنك كنت ترانى اصلى امامك واقول لك صلى ولكنك كنت تهمل كلامى وتهمل الصلاه .. لما لم أقسو عليك .. لما لم أضربك من أجل الصلاه .. لما لم احطم هذا الشات .. قتلت ولدى .. قتلت فيه الايمان .. قتلت فيه حب الله .. ضيعت الأمانه .. ماذا أقول لربى حين يسألنى عن الأمانه ؟ .. حين يسألنى عن ولدى هذا .. والأن أجيبونى يا من سمعتم قصتى ؟.. أأنا مذنبة فى حق ولدى أم لا ؟..
ان كانت اجابتكم نعم .. اوصيكم بأولادكم .. الا تفعلوا مثلى .. فأنتم من تقودوهم بأيديكم الى جنه أو الى نار .
وقتلت ولدى .. قصه من واقع الحياه ..
بقلم .. محمد عبد الوهاب .

 

المصدر: مجلة عشـــاق الشعـــر الإلكترونية (ممدوح حنفي)
mamdouhh

(مجلة عشاق الشعر)(1)(ممدوح حنفي)

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 25 مشاهدة
نشرت فى 12 يونيو 2015 بواسطة mamdouhh

ساحة النقاش

(مجلة عشاق الشعر)(1)(ممدوح حنفي)

mamdouhh
مجلة ألكترونية لكل عشاق الكلمه نلتقي لـ نرتقي »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

329,336