هكذا هي الحياة ... بقلم الاستاذ / وصفي المشهراوي

مجلة عشـــاق الشعـــر الإلكترونية (ممدوح حنفي)

من المعلوم بالبداهة أن الجسد الانساني له شكل واحد مهما تعددت الوجوه والألوان ! فمن السهل أن ترتدي أفخم الثياب والحلل ! وغيرك يرتدي الأسمال البالية ذات الشقوق والعلل ! هكذا هي الحياة ! ويبقى الانسان انسانا ! فالقلب الذي عليه المُعوّل لا يكترث كثيرا بثياب يلبسها ويرتديها صاحبه فوق جسده لكنه يكترث بنغمات الحياة وأنفاسها وترنيمات الدنيا وأعراسها ! القلب الذي ينبض بين جنبيك ايها الانسان لا يلتفت الى عمامتك ولفّتك وصولجانك ! لكنه يتمنى أن ينبض دوما بسلامة الروح ونقاء الضمير ! يتمتى منك انت صاحبه أن تشهد بالحق وان تكون صادقا وان تتجنب الفتن ما ظهر منها وما بطن ! يتمنى قلبك منك أن تكون محسنا في دنياك لا مجرما عابداً لرموز الظالمين ! ثيابك واثوابك هذه تقول لك اذا لم يكن قلبك أجمل مني فالكلب أطهر منك ! واذا تبللت يداك أو فتواك بدماء الأبرياء لتحظى بمنصب ومركز وتتعمد فوق اللوج والمهرجان ! فلن يطول بك الحال الى الفناء والمقت من رب السماء ! فيا ايتها القلوب التي فوقها الثياب الناضرة ما أبأس صاحبك ان لم يتنضر بحسن الخلق ويكون لسان حاله كجمال ماله ! وصدق الشاعر ( ليس الجمال بمئزر فاعلم وان رديت بردا ان الجمال معادن ومناقب أورثن حمدا ) أتمنى من الله ان نلتفت جيدا الى مآلنا وكمال حالنا وجمال لساننا ! وان نرتدي الجمال فوق القلب النبيل والجميل والجليل ! دمتم أحبابي بأحسن حال ! وصفي المشهراوي ...