أمّاه يا أماه ... قلم الأديب : وصفي المشهراوي

مجلة عشـــاق الشعـــر الإلكترونية (ممدوح حنفي)

أمّاه يا أماه: مساؤك الحب وصباحك الود ! إن أنسَ لا أنسى قلباً ينبض بالحب حتى الشغاف ! لا يكلّ ولا يملّ ولا يعاف ! اعتاد العالَمُ على ظلمك واعتاد الناس على تهوين أمرك ! وتعوّدوا تلك العادة حين سحقوا كرامتك فجعلوا لك يوم عيدٍ يتبادلون معك الهدايا ! ويقولون لك كل عام وانت بخير ! فيا أمي يا كبد الحقيقة ! أنت الروعة كل ثانية ودقيقة ! فأنت ايتها الرقيقة تتغلغلين في القلب وتتربعين على عرشه وأنت سيدة الروح العميقة ! أنت يا أمي ويا كل أم خُلِقْتِ للبذل لا للأخذ ! للمغرم لا للمغنم ! للتضحية لا للتسلية ! آهٍ آهٍ يا أجود كائن على وجه الأرض وأكرمه ! أنت العيد النابض في القلب على مدار الزمن ! والذي يعرف من أنت يعرف أنك أنت من تمدّين العيدَ بأنوار سروره ! وتشرقين على الكون وتدسّين اليه من نورك نوره ! أماه الكل يعرف أنني من قواميس الأمهات أنهل كل ألوان المعارف ! والبعض يعرف أنني ادافع عن أبي حتى الموت أما عن أمي فإني أنقضُّ على الموت كي أقتله ! فيا أمي ما قيمة حياتي اذا لم أشعر أنك عيدي !وسعدي وسعيدي ! وبرقي ورعيدي ! وأنت عمي وخالي وسيدي ! أنت النجوم في مواقعها وأنت القمر في يوم بدره ! فكيف أظلمك واقول ان عيدك يوم كذا ! لا يا أماه غفراً ومعذرةً !فلحظات السعادة كلها من تحت قدميك تنبع ! وأنهار الشوق تمدّ القلوب من قلبك كي تشبع ! سامحيني يا أماه فأنا لا أنسى لون عيونك أرمقها حين الصغر وبعد الكِبَرْ ! لا أنسى أنك الوحيدة في الكون لي ! فعيدك عندي كل دقيقة والجزء منها ! وأجزّئ الجزء الى جزيئات متجزّئة حتى ولو احتجّت معامل التجزيئ والتجزئة !فيا نبض الروح والهمسات الراقية والقطوف الدانية ايتها الوردة البيضاء والزنبقة الحمراء أنت خواطر العمر كلها أنت همسة السماء ورونقها أنت شمس الكون كله أنت كلام العيون أنت مملكة القلم أنت أنشودة الحياة يا ألطف مخلوق في الحياة ! فإذا كانت الجنة تحت قدميك فماذا عساي سوف أجد عند الله تحت وجنتيك ؟! واذا كان النعيم تحت قدميك فلا شك أن رضى الله من رضاك ! قبل أن أودعك يا أمي لا تنسي أن تهدي والدي السلام !