( مالك الحزين ) >>> الأديب وصفي المشهراوي

مجلة عشـــاق الشعـــر الإلكترونية (ممدوح حنفي)

حزنت على صديقي حينما رأيته حزيناً ك( مالك الحزين )يوم أن ضحك الثعلبُ عليه وسأله عن الريح يوم أن عرف المشورة لغيره ولم يعرفها لنفسه !فانقضّ الثعلبُ عليه وافترسه ! والقصة مشهورة في كليلة ودمنة ! حزنت عليه بعد أن رأيت عينيه وقد غارتا في جمجمته وانهملتا كينبوع يجري على خديه ! ولم أعهده كذلك من قبل ! حزنت عليه حزناً أنساني أي فرح ! وأعاد لي معنى الترح ! كفكفت دموعي وترأفت به وحنوت عليه ومسحت على شعره : وجلست بجواره وسألته : ما الذي أبكاك ويبكيك ؟ أمن فقرٍ داهمك فلن أدعك لفقرك أقاسمك لقمة عيشي سواءاً بسواءٍ حتى أسترك وأغنيك ! أم من همّ قد انقضّ عليك فبروحي أفديك ؟ قال لا هذا ولا ذاك ! لكنني أبكي قرابةً لا يعرفون قدري بينهم ! وكأنني لست منهم وكأنني لا أنتمي اليهم أما سمعت الشاعر : وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة على النفس من وقع الحسام المُهنّد ؟ قلت له تعرف هذا البيت من القصيد وتبكي من هكذا قرابة ؟! يا صديقي الأقرباء صنفان : صنف حبيب لبيب قريب يحبك ويحب الخير لك فهؤلاء هم بلسم الروح وجناتها ! يحبون لك الخير كأنفسهم ويشعرون أنك أنْفَسَهُمْ وأغلاهم وأثمنهم ! هؤلاء الذين لو فديتهم بالروح قالت الروح : ما أبخلك ! وهؤلاء هم الكثرة الوفيرة والتي ترى وجوهها بالحب تتلألأ ويجري الحب في عروق بسمتها ! تراهم معك في كل أحاسيسك ويتعلقون في نواميسك ويرجعون في التفسير الى قواميسك ! والصنف الثاني وهم القلة القليلة والتي لا تُرى بالعين المجردة هم المُقَلقَون المؤرِّقون المُلَقْلَقُون لا يعجبهم منك شيئ ولو قدمت لهم الدنيا على طبق من ذهب ! لأنهم باختصار لا يعرفون طعم الحب ولا طعم القرابة يتربصون بك لتقع في أي زلل وما هم عنك براضين لو أوقدت لهم الشموع وفجرت لهم اعذب ينبوع فما الذي يبكيك أما سمعت المثل الجميل ( جيفةٌ لا تُعكّرُ بحراً ) فكن أنت البحر والأفق البعيد ! تهنأ بأهنأ عيشٍ سعيد ! فكن مع الله ولا تبالي ! وما ربط بظلام للعبيد !!!قال والله لقد دغدغت مشاعري وكأن اليوم يوم عيد !!!