مجلة عشـــاق الشعـــر الإلكترونية (ممدوح حنفي)

 

الشعر والزجل درجات 
مرة ثانية أعود إلى هذا العنوان، لكن فى مستويات التدرج فنيا عند النقاد والمبدعين؛ فمن البدائه عند نقادنا القدامى أنهم يفرقون فى(الشعر)بين(القصيد)، و(الرجز)، ولمن لا يعرف(الرجز)واحد من ستة عشر صنفا من(موسيقا الشعر)، رصدها الخليل بن أحمد الفراهيدى فى نهاية القرن الهجرى الأول اعتمادا على ما استقرأه من شعر سابقيه فى الجاهلية، وفى صدر الإسلام.
كان نقادنا يسمون(القرض)على موسيقا(الرجز)بأنه(حمار الشعر)، على حين كانوا يسمون(القرض)على سائر أصناف موسيقا الشعر(الخمسة عشر)بأنه(قصيد الشعر)، وسبب تلك التفرقة عندهم أن موسيقا(الرجز)تصاب بعدد من النتوءات، والشروخ، مما يجعل امتطاء صهوتها أثناء(القرض)مجهدا للمبدع وللمتلقى؛ فهى تتغير من قوامها المتوقع(مستفعلن / تن تن تتن)إلى صور أخرى؛ منها(متفعلن/ تتن تتن)، ومنها(مستعلن / تن ت ت تن)، ومنها(متعلن / ت ت تن)، وذلك على تعدد تكثيف تكراراتها؛ من ست مرات فى البيت الواحد فى شكله(التام)، إلى أربع مرات فى شكله(المجزوء)، إلى ثلاث مرات فى شكله(المشطور)، إلى مرتين فى شكله(المنهوك).
كان كبار شعرائنا يأنفون من(القرض)على(حمار الشعر)، كان الأفضل لديهم امتطاء صهوات(قصيد الشعر)فى إبداعهم، وهو خمسة عشر صنفا من الموسيقا، يصنفونها فى مجموعتين؛ إحداهما تتكرر فيه نغمة واحدة صافية من المزج مع غيرها؛ يسمونها(الموحد)، لكنى ابتكرت لها فى تسعينات القرن الماضى مصطلحا كان جديدا وقتها، هو(صفاء النغم)، وقد أصدرتها آنئذ فى كتابى(صفاء النغم)؛ تشمل مع(الرجز)ستة أصناف أخرى؛ هى ما يسمونه(المتقارب/فعولن/تتن تن)، وما يسمونه(المتدارك/فاعلن/تن تتن)، وما يسمونه(الكامل/متفاعلن/تتتن تتن)، وما يسمونه(الوافر/مفاعلتن/تتن تتتن)، وما يسمونه(الهزج/مفاعيلن/ تتن تن تن)، وما يسمونه(الرمل/فاعلاتن/تن تتن تن).
والمجموعة الأخرى، تتنوع(موسيقا)كل منها بمزجها بين(نغمتين)؛ يسمونها(المزدوج)، أو(المركب)، لكنى ابتكرت لها فى تسعينات القرن الماضى مصطلحا جديدا، كان وقتها، هو(تنويع النغم)، وقد أصدرتها آنذاك فى كتابى(تنويع النغم) تشمل تسعة الأصناف البواقى، وهى ما يسمونه(الطويل/فعولن مفاعيلن/تتن تن، تتن تن تن)، مرتين فى الشطر على شكله التام، وما يسمونه(البسيط/مستفعلن، فعلن/تن تن تتن، تتتن)، مرتين فى الشطر على شكله التام، وما يسمونه(الخفيف/فاعلاتن، مستفع لن، فاعلاتن/تن تتن تن، تن تنت تن)مرة واحدة فى الشطر على شكله التام، وما يسمونه(المديد/فاعلاتن، فاعلن، فاعلاتن/تن تتن تن، تن تتن، تن تتن تن)مرة واحدة فى الشطر، وما يسمونه(المنسرح/مستفعلن مفعلات مستفعلن/تن تن تتن، تن تتن ت تن تن تتن)مرة واحدة فى الشطر فى شكله التام، وما يسمونه(السريع/مستفعلن، مستفعلن، مفعلات/تن تن تتن، تن تن تتن، تن تتن ت)مرة واحدة فى الشطر فى شكله التام، وما يسمونه(المجتث/مستفع لن، فاعلاتن، فاعلاتن/تن تنت تن، تن تتن تن، تن تتن تن)، مرة واحدة فى الشطر فى شكله التام، وما يسمونه(المقتضب/مفعلات، مستعلن/تن تتن ت، تن تتن)مرة واحدة فى شكله المجزوء، ولم يمتطوا صهوة شكله التام، وما يسمونه(المضارع/مفاعيلن، فاع لاتن، تتن تن تن، تن ت تن تن).
وفى القصيد كان شعراؤنا يأنفون أيضا من القرض على(المتدارك)، لدرجة أننا ـ نحن المتخصصين ـ تنتابنا الحيرة فى البحث عن أبيات من شعرائنا القدامى منه نعلم بها تلاميذنا، فنلجأ إلى المعاصرين، ومن تلك الأنفة أن الخليل رفض رصده فى أصناف(موسيقا الشعر)أصلا، وكانوا يسمونه(ركض الخيل)، أو(سبق الحمير)؛ لأن نغمته(فاعلن، تن تتن)بتغيير يحدث فيها تصير (فعلن، تتتن)فلما تكررها ثمانى مرات فى البيت على شكله التام يعطيك التكرار ما يشبه(ركض الخيل)، أو(سبق الحمير).
تتتن تتتن تتتن تتتن تتتن تتتن تتتن تتتن
وعند هذى النقطة يحسن أن نتذكر أن أكثر من تسعين فى المائة من نتاج ما يسمونه( ... الحر)، وما يسمونه( ... النثرية)جاء على هذا(الخبب)، (ركض الخيل)مع كثير من تشويه نغمته طبعا، لذلك أصدرت فى نتاج هؤلاء المعاصرين كتابى(نشاز النغم).
وفى نتاج شعرنا الأندلسى كان قد ظهر فن(الموشحات)، لكن أيضا كبار شعرائنا كانوا يأنفون من(القرض)عليه نظرا لما فيه من(خروج)على(أسس)الفن، لذلك أصدرت فيه كتابى(الخروج على النغم)متضمنا التوشيح، ومعه ما يسمونه شعر المقطوعات؛ أى لكل بضعة أبيات قافية خاصة فى القصيدة الواحدة، ومعهما فى كتابى هذا ما يسمونه(الشعر المرسل)؛ أى لكل بيت قافية خاصة فى القصيدة الواحدة.
أما الزجل بأصنافه(الواو، والمربع، والمخمس، والمسبع، والموال، والكف، والحضرة، والعدودة، والـ كان كان، والقول ... إلخ.)فقد أصدرت فيه كتابى(شعبية النغم)، وهذا الصنف أيضا يأنف من امتطاء صهوته كثير من شعرائنا الكبار، ومصداقا لحكمة العرب(زكاة العلم نسبته إلى أهله)أستجيب بأن أخا كريما قد ذكرنى أنفة شعرائنا من (النظم)على(الزجل)بشتى صنوفه؛ هو سعادة الأستاذ الدكتور أحمد عبد القادر صلاحية، أستاذ الأدب والنقد فى جامعة حمص، وذلك فى تعليق لسموه على مقالتى السابقة(الشعر والزجل)، وتعليقه الكريم يشرق بأشعته مضيئا صفحتى على(فيس بوك)، ومما يسعدنى أن أعطر مقالتى هذى فى ختامها بنقل نص تعليق أخى الكريم، كان نصه من
د.أحمد عبد القادر صلاحية) أيها العزيز المكرم
يقول النقاد بأن الموشح دون الشعر؛ لذلك لم ينظم عليه كبار الشعراء فى عصر اشتهار الموشح؛ كابن زيدون، وابن عمار، وابن خغاجة...،
وبأن الزجل دون الموشح، لذلك لم ينظم عليه الوشاحون الكبار؛ كابن زهر، وابن بقى، واﻷعمى التطيلى،
وها أنت ذا أيها الناقد النافذ البصر والبصيرة تقرر أن فن(القول)، و(الواو) هو دون(الزجل)؛
ﻷن الوزن ينكسر فيه كثيرا
فهل نرضى بدون دون دون الشعر،
والشعر اﻷصيل يرفع الى فوق، وفوق، وفوق،
وهذا برأيى ما ينشر، ويطبع،
أما(الزجل)، و(الواو)فهو(فن العامة)، ومن حقهم ان يكون لهم فن، يعبر عنهم، وﻻ بأس فيه للهزل والمزاح،
والله أعلم، وأجل، وأعظم.

 

 

المصدر: مجلة عشـــاق الشعـــر الإلكترونية (ممدوح حنفي)
mamdouhh

(مجلة عشاق الشعر)(1)(ممدوح حنفي)

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 38 مشاهدة
نشرت فى 19 مارس 2015 بواسطة mamdouhh

ساحة النقاش

(مجلة عشاق الشعر)(1)(ممدوح حنفي)

mamdouhh
مجلة ألكترونية لكل عشاق الكلمه نلتقي لـ نرتقي »

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

325,136