نيويورك
كنت أجلس بجوار صديقتى الجميلة فى صالة دار الأوبرا المصرية, إنتظاراً لإفتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى لعام 2009 كنت أرتدى البدلة السموكن , أضع عطرى المفضل فى تلك الفترة و هو "كريد سيلفر", كانت تجلس بجوارى كأميرة من أميرات ألف ليلة و ليلة , و منذ دخولنا إلى دار الأوبر , و أعين الناس تتفحصها النساء قبل الرجال , ظناً منهم إنها إحدى نجمات السينما الشابات , وهى لأنها شديدة الأحترام لم تلتفت لأحد , كانت تسير متشبسة بى و الآن نحن جالسان , ملتصقان ببعض بعاطفتنا قبل أجسادنا , كانت تحبنى بشدة , وأنا أعشقها , و بدأ عرض الفيلم بعد إنصراف أغلب الضيوف, كنا نجلس و لا أحد بجوارنا مما زاد من إلتصاقها بى و بدأ الفيلم بدأ بداية صعبة حيث مطاردة ال(F.B.I) المباحث الفيدرالية لسيارة تاكسى أصفر من تاكسيات نيويورك, و إتهامهم للسائق بإنه إرهابى, و مضت مشاهد الفيلم والذى قلت لنفسى فيه إنه يمكن تسميته "كيف تصنع إرهابى" . و هنا وجدت أصابع صديقتى الرقيقة تمسح دمعة تسربت على خدى الأيسر, فقد كانت مشاهد تفجير أبراج الورلد تريد سنتر , و التى حولت فى نظر الغرب كل من يتحدث بالعربية إلى إرهابى ففى الولايات المتحدة أصبح كل من يحمل ملامح شرقية هو إرهابى . و أذكر قصة حكاها لى صديقى "ألفريد" -المقيم فى واشنطون منذ عشرون عاماً - كيف إنه حين سمعه موظف الكاونتر بالمطار , يتحدث مع زوجته "جورجيت" باللغة العربية عطله عن السفر , و كان قد قرر المجئ لمصر لزيارة جده المريض حسب طلب إمه طنط "مارى" و قد كان معى فى المدرسة الإبتدائية, و كنا نذهب لمنزلهم كثيراً لنلعب مع كلبهم و نلعب على البيانو و سأقص تلك القصص فيما بعد . المهم إننى قلت لصديقتى حين سالتنى عن دموعى المنسابة على خدى , قلتلها حبيبتى إن عدم وضعى قطرة ضغط العين المرتفع هى من تسبب فى تلك الدموع, قلت ذلك لأنى لا أحب أن يرى أحد دموعى مهما كان درجة قربه منى. كانت ملامح وجوه من رأى تلك الجريمة تدل على فداحتها و هنا عادت بى الذاكرة إلى عام 2001 حيث كنت عائداً من إحدى رحلاتى إلى بلد الحب و الغراميات المدهشة "باريس" الفاتنة بلد الجن و الملائكة وجدت أبى يستقبلنى فى المطار و معه أمى , و وجدته يقول لى مازحا "أنا قلت للجماعة بتوع "الأير فرانس" يبعتوا شنطك على "التى دبليو إيه" علشان تروح أمريكا , نظرت له و أنا أرد على مزاحه لا يا بابا خليهم يودوها على الخطوط السعودية أعمل عمرة , فقال لى لا بجد إنت حتروح أمريكا , و هنا قطبت جبينى فلم أفهم شئ , كانت لى صديقة مصرية أمريكية دعتنى لأمريكا عدة مرات و لكن كان هذا بينى و بينها فهل أخبرت أبى عبر الموبيل لأننى كنت أترك موبيلى معه , وقد أفاقنى أبى من أفكارى و قال لى ياللا نروّح و فى الطريق حأعرفك الموضوع , و فى الطريق أخرج من بدلته الأنيقة دعوة إلى الولايات المتحدة , و إلى ولاية نيويورك بالتحديد, وذلك لحضور عرض فيلم أمريكى , كنت قد إشتركت فى العمل به كمدير إنتاج فى مصر حيث كان الفيلم يتم تصويره فى عدة دول عربية , و بمجرد وصولى المنزل إتصلت بصديقتى فى ذلك الوقت - و كانت لها قصة غريبة معى- إبلغها بعودتى و إحضارى هدايا خاصة جداً لها من باريس ثم بدأت العودة للعمل . و فى يوم 11 سبتمبر 2001 كنت فى وسط أعمالى وجدتها تحادثنى, و تقول لى شوف التلفزيون" أمريكا بتضرب" , حدثت لى صدمة كنت فى ذلك الوقت أنهيت مشاهدة فيلم Independent day يوم الأستقلال حيث كنت أحب مشاهدته كثيراً برغم إنتاجه عام 1996 بمعنى إنه ليس حديث الإنتاج , حيث كنت أحب مشاهدة إتحاد أعلام الدول ,لا فرق بين دين و دين و لا لغة و لغة و لا جنسية و جنسية معاً من أجل الإستقلال و الآن معاً !!!! من أجل ماذا؟ ؟ ؟ ؟ ؟ كنت أتصور وجود هجوم فضائى على الأرض , هذا ما ذهب إليه تفكيرى فكيف تحدث مثل تلك البشاعة. وهنا أفاقتنى يدها لأتابع معها الفيلم . أعتذر لكم توهتكم , بس الموضوع كان يتوه فعلاً . كانت يد صديقتى فى الأوبرا , تقول لى شايف بتحبه إزاى , ونظرت لى نظرة ما و ضغطت على يدى تضمها إلى صدرها , و كانت تقصد المشهد الذى جمع بين البطل و زوجته حبيبته فى نهاية الفيلم حيث ................ لن أحرق أحداث الفيلم لأنه يستحق المشاهدة ، بعد الفيلم و الذى إنتهى نهاية صعبة ثم نهاية طيبة. بمعنى , و تستمر الحياة لايف جوز أون Live Goes On . خرجنا ذهبنا إلى "روسترى" لنتعشى , و نحن فى الطريق توقفت , و ذهبت لأحضر لها وردة زرقاء تمسكها بيدها , و بعدما أوصلتها إتفقنا على أن نذهب غداً لمشاهدة فيلم " عصافير النيل" . و لكن تلك قصة اخرى . محمد أحمد خضر [email protected] 0123128543
|
ساحة النقاش