الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

استخدام النموذج  التوليدي في التدريس:

للنموذج التوليدي دور كبير في اكتساب المفاهيم السليمة من خلال بناء المعرفة لدى المتعلمين بداية من المفاهيم اليومية حتى الوصول إلى المفاهيم العلمية وكما يركز على التفاعل الاجتماعي بين الطالب، والمعلم، وبين الطلاب بعضهم البعض؛ فالمعلم لا يفرض أفكاره على المتعلمين، ولكن التعلم السليم ينشأ من خلال الاشتراك في العمل وتوليد المفاهيم السليمة.

ويعد النموذج التوليدي من النماذج الحديثة الذي يعتمد على العمليات التفكيرية التي تنتج من عمل الدماغ التي يستخدمها الطالب أثناء تعلم المفاهيم، وتوليد المعاني، والمعرفة، واستيعاب التعليمات، ويتكون من أربع عمليات رئيسة هي: الانتباه، والدافعية ،والمعرفة، والتوليد وكل من هذه العمليات تتضمن وظائف توليدية للدماغ، ووظائف المعرفة التوليدية، والتي تتضح في أربع أطوار(التمهيدي – التركيزي – التحدي – التطبيق)؛ فلا يقوم الدماغ بدور تحويل المعلومات الواردة إلى معلومات صادرة؛ بل يتحكم بشكل مباشر في عمليات توليد المعنى، وخطط العمل التي تولد إحساساً بالخبرة، وتتجاوب مع الواقع الذي يتم إدراكه ضمن إطار العمل، فيصبح التعليم عملية لحث الطلاب على استخدام عملياتهم التوليدية لإنشاء وبناء المعاني، والتخطيط للعمل"    .

وتتمثل فكرة هذا النموذج في أن المتعلم ليس متلقياً سلبياً للمعلومات، بل هو مشاركاً نشطاً في عملية التعلم، ويعمل على بناء تفسيراته للمعلومات الموجودة في البيئة، ويتوصل إلى الاستنتاجات من خلال هذا التفسيرات .

ويبنى النموذج التوليدي على فكرة أساسية هي أن معرفة التعلم القبلية تعد شرطاً أساسياً لبناء المعنى إذ إن التفاعل بين معرفة المتعلم الجديدة، ومعرفة القبلية تعد أحد المكونات المهمة في عملية التعلم ذي المعنى؛ فقد تكون هذه المعرفة بمثابة الجسر الحاجز الذي يمنع مرور هذه المعرفة إلى عقل المتعلم، ولذلك يهتم النموذج التوليدي بصفة أساسية بالبنيات المعرفية لدى المتعلمين والتي يتم على أساسها اختيار المدخلات المحسوسة، والاهتمام بها كما يهتم بالروابط التي تتولد بين المثيرات التي يتعرض لها المتعلمون، ومظاهر تخزينها في بنيتهم المعرفية، وتكوين المعنى من المدخلات المحسوسة، والمعلومات التي يتم استرجاعها من البنية المعرفية للطلاب، وكذلك يهتم بتقويم المعاني التي تم التوصل إليها؛ لذا على المعلم أن يعطى الفرصة للمتعلمين لتوليد العلاقات، والارتباطات بين المعلومات، والمفاهيم الجديدة، والمعلومات المخزنة في الذاكرة طويلة المدى لبناء المعنى الجديد بنجاح.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 457 مشاهدة
نشرت فى 19 مارس 2014 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,660,033