العلاقة بين اللغة والتفكير: أطروحة في الربط بين تفعيل استراتيجيات التفكير فى تنمية مهارات اللغة :
اللغة هي مادة التفكير الذي يؤدى بدوره إلى الفهم والتحليل والابتكار والإبداع، وصانعة الفكر والشعور، ووسيلة الإنسان للتعبير عن أفكاره ومشاعره، ولأن
اللغة القومية جوهر حياة أي شعب، ووعاء ثقافته وهى التي تميزه عن غيره من شعوب الارض، وأداته للتفاهم والحياة والتفاعل ؛لذا فإنه لابد من رعايتها، وإتقان مهاراتها ؛ لاستخدامها في تطوير الثقافة وتهذيبها، ونقلها إلى أطر ثقافية أخرى.
ولأهمية اللغة في حياة الإنسان بعامة، والطالب بخاصة، فإن تدريسها بوصفها مادة دراسية
يبدأ منذ بداية الحلقة الأولى من التعليم الأساسي، ويستمر حتى نهاية التعليم العام ويهدف تعليمها
منذ البداية إلى تمكين الطالب من أدوات المعرفة عن طريق تزويده بالمهارات الأساسية
في الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة، ومساعدته
على اكتساب عاداتها الصحيحة واتجاهاتها السليمة،
والتدرج في تنمية هذه المهارات على امتداد المراحل التعليمية ؛ بحيث يصل في
نهاية هذه المرحلة إلى مستوى لغوى يمكنه من استخدام اللغة استخداما ناجحاً، مما يساعده في النهوض بالعمل الذى يختاره، ومواصلة الدراسة في المراحل التعليمية التالية.
ويعد إكساب المتعلم القدرة التي تمكنه من الاتصال اللغوي الواضح السليم أحد أهم الأسباب الرئيسة لتعلم اللغة؛ سواء أكان هذا الاتصال شفوياً أم كتابياً، ويمكن أن يتحقق هذا الهدف من خلال فنونها الأربعة: الاستماع – التحدث – القراءة – الكتابة؛
باعتبارها أركان الاتصال اللغوي، واللغة العربية كل متكامل يتأثر كل فن من فنونها بالفنون الأخرى.
<!--
والتفكير الجانبي هو الانتقال
باتجاه جانبى من فكرة لأخرى وبطرق متعددة في مقابل التفكير العمودى الذى يعتمد على
تسلسلات جامدة وخطوات متتالية للأمام كل خطوة يمكن أن تبرر منطقياً .
ويسعى التفكير الجانبي إلى تغيير الأفكار والمفاهيم والمدركات لتوليد مفاهيم ومدركات
جديدة قابلة للتطبيق في المجالات التي تحتاج
إلى تفكير والأعمال التي تقوم بها مالم يمكن أن تتم بشكل وروتينى، "ويعتمد التفكير الجانبي على تخطى العوائق التي تحد تفكيرك في إطار معين ثم تحاول العمل على حل المشكلة بطريقة مختلفة عشوائية ربما أو جانبية وتتزايد فرصة النجاح في حل
المشكلات مع تقلص العوائق الداخلية في عقولنا التي يطلق عليها في بعض الاحيان "المعوقات
الإدراكية " والتي تحول بيننا وبين الوصول للنجاح.
ممارسة المتعلم مهارات التفكير الجانبي تعمل على جعل المتعلم يفكر خارج حدود التفكير
التقليدى ويواجه المشكلات بأفكار افضل للحصول على نتائج فورية ويولد فكرة ما من خلال افكار أخرى، ويصمم طرقاً لحل مشكلات مطروحة ويطور افكارا جديدة، ويعمل على تطوير عادات وممارسات إبداعية، ويعمل على تحويل المشكلات إلى فرص للإبداع، وبهذا
يعتقد دى بونو أن للتفكير الجانبي مهارات يمكن التدرب عليها والمهارات هي: توليد إدراكات جديدة، توليد مفاهيم جديدة، توليد أفكار جديدة، توليد بدائل جديدة، وأخيرا توليد إبداعات جديدة.
وهناك العديد من الدراسات التي حاولت تنمية مهارات التفكير الجانبي، بينما سعت بعضها لتعرف فاعلية استخدام
استراتيجيات التفكير الجانبي في تنمية العديد من المتغيرات التعليمية، وذلك لأهميتها، كما أثبتت بعضها فاعليتها.
والعمل التربوي يعتمد على وجود استراتيجيات
وأساليب تربوية مقنعة للمتعلم أو المتلقي بحيث تشكل هذه الاستراتيجيات والأساليب الدافع الرئيسي الذي تساهم في تحويل الأفكار والمبادئ التي تقدم للمتعلم قناعات فكرية تطبيقية تساهم في التأثير عليه وتجعله أكثر إيمانا وثقة بالمعلن وما يقدمه من معلومات له ولا شك أن واقعنا التربوي اليوم يفتقد إلى الأساليب والاستراتيجيات المقنعة للمتعلم أو للمتلقي إما بسبب ضعف الأساليب التربوية أو جمودها أو بسبب قلة استخدامها من قبل المعلم، أو أنها تقتصر فقط على بعض الأفكار والنظريات دون إقناع فكري تطبيقي أو
عدم القناعة بسلوك من يقدمها حينما تنفصل الكلمة عن السلوك فتنقلب المناهج وتركز النظريات التربوية الحديثة على أهمية استخدام الاستراتيجيات الإقناعية في العملية التعليمية ذلك أن القدرة على إقناع الآخرين بما هو حق وصحيح والتأثير به حتى تكتسب استجابة
الآخرين يعد مطلبا أساسيا يجب أن يمتلكه المعلم أو المربى من أجل أن يقنع تلاميذه بالأفكار والمبادئ التي يقدمها لهم مما يساهم في تطوير العملية التربوية
والتعليمية وتحسين نوعيتها.
والمعلم الفعال يجب أن يعطي طلابه خيارا عن كيفية عمل
واجب وفالمعلم الفعال هو معلم يحترم آراء الطلاب وشعورهم
ويشجعهم على متابعة اهتماماتهم من خلال إقناعهم بجدوى ما يفعلون ويزودهم
بالاختبارات لاتخاذ القرارات ومعرفة ما إذا فهم الطلبة أم لا ؟ ويقبل اقتراحات الطلبة وانتقاداتهم.
ومن هنا يجب على الخبراء وعلماء التربية معرفة الأصول والوسائل والأساليب التي تساعدهم على
تكوين استراتيجياتهم الإقناعية والعمل على استخدامها بما يفيد في إعداد المناهج الدراسية المقنعة وتدريسها بما تلبي احتياجات الطلاب اعتقاداتهم وميولهم واتجاهاتهم.
ويري البعض أن استراتيجيات التفكير الإقناعى والتى لها أصول بالكتاب والسنة وتحدث عنها العديد من التربويين لها تأثير إيجابي فى إقناع المخاطب والمستمع بأفكارنا.
ويرى باريل (Barell,1991 ) أن الإقناع بمعناه البسيط يمثل سلسلة من الاستراتيجيات التي تخاطب النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عند تعرضه لمثير ما بعد استقباله عن طريق إحدى الحواس الخمس أما بمعناه الواسع فهو عملية محددة.
إن اتباع الاستراتيجيات الإقناعية في العملية التعليمية
له الأثر الكبير في كسب استجابة المتعلمين من خلال العديد من الأساليب التعليمية المشوقة مما يساهم في تنمية المهارات والقيم التربوية والاجتماعية المطلوبة في نفوس المتعلمين ويساعد هؤلاء المتعلمين
على فهم ما تحتويه المناهج التربوية من معلومات وعلى أن تترجم هذه المعلومات إلى واقع عملي تبني به شخصيات هؤلاء المتعلمين وتعدل بها سلوكهم.
ومما سبق يتضح أن العلاقة بين التفكير الجانبي والإقناعى علاقة أكيدة ومنطقية فكلاهما نوع من أنواع التفكير العلمى كما أن التفكير الجانبي يهتم بإبداع أفكار جديدة تتسم ببعدها عن النمطية وكذلك يهدف التفكير الإقناعى إلى ايجاد الفكرة التى يستسيغها القارئ والمستمع ومن أهم شروطها أن تكون فكرة ابتكارية غير تقليديه هذا من جانب أما من الجانب الأخر فإن هناك علاقة وطيدة بين التفكير الجانبي والتفكير اللإقناعي ومهارات اللغة والتي يجب أن تتسم بالجدية والأصاله .
ساحة النقاش