استراتيجيات التدريس الفعال:
كثيراً ما يشيع استخدام مصطلح أسلوب التدريس أو طريقة التدريس الأمر الذي يؤدي إلي تداخل المصطلحات مع مصطلح الاستراتيجية، ويقتضي هذا أولاً أن نوضع الفرق بين المصطلحات الثلاثة:
1- طرق التدريـــس: (Teaching method)
تعرف طرق التدريس بأنها: المذهب، السيرة، المسلك وجمعها طرائق وقال تعالي "كنا طرائق قدداً" أي كنا مذاهب وفرقاً مختلفاً والطريقة هي "البناء المحكم لنسق أعمال التعليم" أي توصيل المعلومات أو اكتساب المعلومات، والطريقة التدريسية بمفهومها القديم تعني الخطوات التي يسلكها المعلم لعرض مادته الدراسية علي التلاميذ بعد إعدادهما بهدف تيسير عملية الحصول عليها وحفظها والطريقة في الموقف التعليمي تتضمن العلاقة بين المتعلمين والمعلم والمحتوي وتنظيم هذا المحتوي وطرق عرضه للمتعلمين ومع تطور الفكر التربوي أخذت الطريقة مفهوم آخر بأنها: عبارة عن أسلوب مدروس من أساليب العمل يستخدمه المعلم لإدارة وتهيئة وتوجيه نشاط توجيها يمكنهم من أن يتعلموا بأنفسهم.
ويري أبو النجا عز الدين (2000) أن الطريقة هي الوسيلة للوصول إلي هدف معين.
وتعريف طرق التدريس أيضا بأنها: الكيفية أو الأسلوب الذي يعتمد عليه المعلم في عملية التربية والتعليم.
أو هي الوسائل والنظم والأساليب التي يتبعها المعلم لاكتساب التلاميذ معارف ومعلومات بأقل جهد وأسرع وقت ممكن..
إن طريقة التدريس هي أجراء منظم في استخدام المادة العلمية والمصادر التعليمية وتطبيق ذلك بشكل يؤدي إلي تعلم الطلاب بأيسر السبل.
أذن طرق التدريس تعني: القيادة – التطوير – التقويم – المشاركة – الابتكار – التوجيه – الإرشاد وغيرها من الأمور التي يتطلبها الموقف التعليمي.
2- أساليب التدريس: (Teaching style)
مفهوم أساليب التدريس: أسلوب التدريس عملية تنفيذية بحتة فهو ترجمة لما يقوم به المعلم من إجراءات داخل الصف فمن الممكن اعتباره الآلية التي يتم فيها تنفيذ الطريقة فالطريقة واحدة ولكن قد تنفذ بأساليب مختلفة متنوعة.
تعريف أسلوب التدريس: أن أسلوب التدريس يقصد به مجموعة الأنماط التدريسية الخاصة بالمعلم والمفضلة لديه.
ويري إبراهيم بن عبد الله الحميدان (2005): أن أسلوب التدريس هو النمط التدريسي الذي يفضله معلم ما أو هو الأسلوب الذي يتبعه المعلم في توظيف طرق التدريس بفاعليه تميزه عن غيره من المعلمين الذي يستخدمون نفس الطريقة.
ويري أيضا أن أسلوب التدريس هو مجموعة من العمليات والإجراءات والأساليب التي يقوم بها المعلم في أثناء التدريس وهي تشكل في مجموعها نمطاً مميزاً لسلوك المعلم في التدريس.
أذن أسلوب التدريس هو "الذي يربط بالخصائص والصفات الشخصية لذي المعلم".
3- استراتيجيات التدريس: (teaching strategy)
أن كلمة استراتيجية strategy هي في الأصل مشتقة من الكلمة اليونانية استراتيجوس strategies وتعني في اللغة العربية فن القيادة وكثيراً ما أرتبط هذا المفهوم بتطور خطط الحروب وأهدافها.
تعريف استراتيجيات التدريس:
يقصد بالإستراتيجية المنحني والخطة والإجراءات والمناورات (التكتيكات) والطريقة والأساليب التي يتبعها المعلم للوصول إلي مخرجات أو نواتج تعلم محددة منها ما هو عقلي أو معرفي (cognitive) أو ذاتي نفسي أو اجتماعي أو نفسي حركي (cognitive) أو ذاتي نفسي أو اجتماعي أو نفسي حركي (psycho - motor) لمجرد الحصول علي معلومات.
تعريف كوثر كوجك (2003): وتشير إلي الاستراتيجية هي خطة عمل عامة توضع لتحقق أهدافاً معينة وتمنع تحقيق مخرجات غير مرغوب فيها وتصمم الاستراتيجية في صورة خطوات إجرائية ويوضع لكل خطوة بدائل تسمح بالمرونة عند تنفيذ الاستراتيجية وتتحول كل خطوة من خطواتها من خطوات الاستراتيجيات إلي تكتيكات أي إلي أساليب جزئية تفضلية تتم في تتابع مقصود ومخطط في سبيل تحقيق الأهداف المحددة.
وتعرف الاستراتيجية علي أنها: "مجموعة قدرات يتخذها المعلم وتنعكس تلك القرارات في أنماط من الأفعال يؤديها المعلم والتلاميذ في الموقف التعليمي".
ويعرف حسن زيتون( 2003: 5-6)علي أنها: طريقة التعليم والتعلم المخطط أن يتبعها المعلم داخل الصف الدراسي أو خارجة لتدريس محتوي موضوع دراسي معين بغية تحقيق أهدا محددة سلفاً وينضوي هذا الأسلوب علي مجموعتين من المراحل هي الخطوات – الإجراءات المتتابعة والمتناسقة فيما بينها المنوط للمعلم والطلاب القيام بها أثناء السير في تدريس ذلك المحتوي.
وتوضح الاستراتيجية في معناها العام الإطار الموجة لأساليب العمل ألا وهي أن استخدام الوسائل لتحقيق الأهداف أو بمعني آخر تتضمن الاستراتيجية الآتي:
- اختيار الأساليب والإجراءات التي تتيح الوصول للأهداف المحددة.
- وضع الخطط التنفيذية وتنسيق النواحي المتصلة بكل ذلك.
أما استراتيجية التدريس فهي: مجموعة من الإجراءات الإرشادية التي تحدد وتوجه مسار عمل المعلم للوصول إلي مخرجات أو نواتج تعلم محددة منها ما هو عقلي معرفي أو وجداني أو نفس حركي.
4- مفهوم الاستراتيجية في التدريس:
ويوضح أن لفظ استراتيجية يستخدم كمرادف للفظ إجراءات التدريس والتحركات التي يقوم بها المعلم أثناء عملية التدريس تعد في نظير الكثيرين من أهم مكونات الاستراتيجية وهناك عدة مفاهيم للإستراتيجية في التدريس يذكر مصطفي السايح منها
هي مجموعة من الخطوات العريضة التي توجه العملية التدريسية في الدرس.
هي مجموعة من الأمور الإرشادية التي تحدد وتوجه مسار عمل المدرس وخط سيره في الحصة.
ويمكن تعريفها بأنها: هي مجموعة من الحركات التي يقوم بها المدرس أثناء التدريس والتي تحدث بشكل منظم ومتسلسل بغرض تحقيق الأهداف التعليمية المعدة مسبقاً.
أما تعريف كوثر كوجك (2003: 203) لاستراتيجية التدريس فهو: مجموعة قرارت يتخذها المعلم وتنعكس تلك القرارات في أنماط من الأفعال يؤديها المعلم والتلاميذ في المواقف التعليمي.
أو أنها خطة منظمة ومتكاملة من الإجراءات تتضمن تحقيق الأهداف الموضوعة لفترة فالإستراتيجية خطة منظمة ومتكاملة من الإجراءات تتضمن تحقيق الأهداف الموضوعة لفترة زمنية محددة رسم خطة متكاملة وشاملة لعملية التدريس طرق، أساليب، أهداف، نشاطات، مهارات، تقويم، وسائل، مؤثرات فصلية – شهرية أسبوعية الطريقة الآلية التي يختارها المعلم لتوصيل المحتوي وتحقيق الأهداف تنفيذ التدريس بجميع عناصره داخل غرفة الصف أهداف، محتوي أساليب، نشاطات، تقويم موضوع مجزأ علي عدة حصص – حصة واحدة – جزء من حصة الأسلوب النمط الذي يتبناه المعلم لتنفيذ فلسفته التدريسية حين التواصل المباشر مع الطلاب تنفيذ طريقة التدريس اتصال لفظي، اتصال جسدي حركي جزء من حصة دراسية
5- مواصفات الاستراتيجية الجيدة للتدريس:
- أن تكون شاملة بمعني أنها تتضمن كل المواقف والاحتمالات المتوقعة.
- أن ترتبط ارتباطا واضحاً بالأهداف التربوية والاجتماعية والاقتصادية.
- أن تكون طويلة المدى بحيث تتوقع النتائج وتبعات كل نتيجة.
- أن تتسم الاستراتيجية بالمرونة والقابلية للتطوير إذا دعت الحاجة.
- أن تكون عالية الكفاءة من حيث مقارنة ما تحتاجه من امكانات عند التنفيذ مع ما تنتجه من مخرجات تعليمية.
وهنا نقول أنه لا يمكن القول بأن هناك استراتيجية معينة أفضل من غير بشكل مطلق ولكن هناك استراتيجية تحقق بعض جوانب التعلم أفضل من غيرها من الاستراتيجيات كما قد تفضل استراتيجية ما عن غيرها من الاستراتيجيات في ظروف تعليمية معينة وفي حدود إمكانات مادية أو بشرية معينة. وعلي المعلم أن يضع كل ذلك في الاعتبار عند تخطيطه للتدريس واختياره استراتيجيات التدريس سيتبعها.
6- كيفية اختيار الاستراتيجية الأفضل للتدريس:
تعد عملية اختيار الاستراتيجية الأفضل لتدريس موضوع معين عملية معقدة ومتعددة الأبعاد وحتى تنجح في اختيار تلك الاستراتيجية من بين العديد من الاستراتيجيات الموجودة يمكنك إتباع الخطوات التالية:
- تعرف علي أكبر عدد ممكن من الاستراتيجيات التي لديهم القدرات والمهارات اللازمة لتطبيقها وتكون مفضلة لديك غالباً
- حدد الاستراتيجيات التي تناسب موضوع الدرس أو محتواه
- تعرف علي الاستراتيجيات التي يمكنك من خلالها تحقيق أهداف الدرس.
- حدد الاستراتيجيات التي يمكنك خصائص الطلاب فإن كان لديهم مهارات الحوار المناقشة بدرجة عالية فمن المناسب اختيار استراتيجية المناقشة وهكذا...
- تعيين الاستراتيجية التي تناسب عدد الطلاب في الصف فمثلا لو كان عدد طلاب الصف أكثر من 50طالباً فالمناسب لها استراتيجية الشرح المباشر.
- تعرف علي الاستراتيجية التي يمكن تطبيقها في حدود الزمن المخصص
- حدد الاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها في حدود الإمكانات المادية المتوافرة في الصف أو المدرسة من (أجهزة – أدوات – مواد – ألخ.... (
- تعرف علي الاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها في المكان المخصص للتدريس من حيث الاتساع وسهولة حركة المقاعد والطاولات به.
وبناء علي تلك الخطوات وربما غيرها يمكنك اختيار الاستراتيجية المرجع أن تكون الأفضل ومن ثم تطبيقها وبناءاً علي تقييمك لها ربما تقرر اختيارها فيما بعد لتدريس موضوع الدرس ذاته أو تختار غيرها.
لماذا الحاجة إلي تنوع استراتيجيات التدريس:
أن نظرة التربية في الوقت المعاصر تتطلع إلي بناء الإنسان من خلال تجهيز الوجبة المعلوماتية في صورة مناهج مخططة وتقديمها باستراتيجيات تدريس تساعد في استغلال تلك المعلومات وتساعد نواتج استخدام هذه الاستراتيجيات النمو العقلي والوجداني والاجتماعي والبدني للإنسان كمواطن صالح في مجتمع متغير. ونظراً لتنزع الأهداف في المجالات التربوية المختلفة والمواقف التعليمية المتنوعة خلال عملية تقديم المعلومات في صور التدريس فإن الأمر يحتاج إلي مداخل تدريسية متعددة واستراتيجيات تدريس بديلة لتحقيق مختلف الأهداف
كما أن فكرة الاستراتيجية الواحدة المتميزة التي تصلح لكل المواقف التعليمية قد عفي عنها الدهر بل هي مرفوضة تماماً لأنها تعجز عن تحقيق متطلبات متنوعة ومختلفة الأهداف. وأصبح مهمة المعلم الذاكي الواعي هي الانتقاء الصحيح للمواقف واستخدام استراتيجيات تدريس فعالة تصلح لكل موقف تعليمي ومن ثم لا بد أن يمتلك المعلم الذي أو كلت له مهمة بناء الإنسان ذخيرة من الاستراتيجيات التدريسية وتصميم طرائق تناسب متغيرات الموقف التعليمي.
7- تقسيمات استراتيجيات التدريس
ذكر حسن زيتون (2003) أن هناك محاولات عديدة بذلت لتقسيم استراتيجيات التدريس إلي فئات لعل من أبرزها ما يلي:
-تقسيم استراتيجيات التدريس بناء علي مقدار ما يبذله الطالب من جهد لاكتشاف المعرفة بنفسه إلي فئة استراتيجيات التدريس الشرحية والتي تعتمد علي الشرح أو التلقين المباشر للمعرفة من المعلم للطلاب ويقابلها فئة استراتيجيات التدريس الاستكشافية أي التي تعتمد علي قيام الطلاب باكتشاف المعرفة بأنفسهم وبين هاتين الفئتين تقع استراتيجيات تجمع مراحلها ما بين تلقي الطالب لشرح مباشر من المعلم للمعرفة أو غيره من مصادر المعرفة الأخرى مثل الكتاب الدراسي.... ألخ وبين اكتشافهم للمعرفة بأنفسهم من خلال أنشطة تعليمية مخصصة لذلك.
- تقسيم استراتيجيات التدريس بناءً علي طريقة حصول الطالب علي المعرفة وأسلوب اكتسابها إلي فئة استراتيجيات التدريس المباشر والتي تنضوي مراحلها علي تعليم الطلاب المعرفة أو المهارة في شكل تلقي عرض مباشر لها من المعلم أو نحوه من مصادر المعرفة الأخرى أولاً ثم تدريبه عليها حتى يحفظها أو يتفنها مع تلقيه توجيهات أثناء هذا التدريب ترشده إلي تحسين أداته ويقابلها فئة استراتيجية التدريس غير المباشر والتي تنضوي مراحلها علي نقيض ذلك الطلاب تعلمون المعرفة والمهارات من خلال ممارستهم لأنشطة التعليم الذاتية دون تلقيهم معرفة أو توجيهات مباشرة من المعلم وبين هاتين الفئتين تقع فئة ثالثة هي فئة استراتيجيات التدريس المباشر وغير المباشر التي تجمع مراحلها خصائص كلا الفئتين معاً.
- تقييم استراتيجيات التدريس بناء علي دور المعلم في العملية التعليمية وتحكمه فيها فئة استراتيجية التدريس المتمركز حول المعلم ويكون دور المعلم فيها هو الدور الأساسي فهو الموجه لتلك العملية من الألف إلي الياء غالباً ويقابلها استراتيجيات التدريس غير المتمركز حول المعلم والتي يكون فيها دور الطالب في العملية المشار إليها غالبا فهو الذي يختار ما يتعلمه وبالطريقة التي يراها وبين هاتين الفئتين تقع فيه استراتيجيات التدريس التي تجمع مراحلها ما بين كلا الفئتين المشار إليهما سلفاً.
وهناك تصنيفاً آخر لاستراتيجيات التدريس وهو:
- الاستراتيجيات التي تبرز دور المعلم: وتقوم هذه الاستراتيجيات علي التحركات التي تبرز دور المعلم وتغفل دور المتعلم وهذه الاستراتيجيات تكون الركيزة الأساسية التي استندت إليها طرق التدريس التقليدية (المباشرة) التي شاع استخدامها بين المعلمين والتي لا تولي اهتماماً لنشاط المتعلم وفاعليته حيث يقتصر دور المتعلم فيها علي استقبال المعلومات المقدمة إليه من المعلم
- الاستراتيجيات التي تبرز دور المتعلم وفاعليته: حيث بنيت المناهج الحديثة علي أساس الاعتماد علي مشاركة المتعلم في اكتشاف الحقائق والعلاقات التي تربطها وفي اكتشاف المهارات وتنمية القدرة علي حل المواقف وحل المشكلات وفي ضوء هذا فإن وظيفة المعلم الأساسية هي خلق المواقف التعليمية التي تؤدي إلي توجيه المتعلم نحو اكتشاف المفاهيم والعلاقات ونحو اكتساب المهارات وتطبيقها بصورة صحيحة وتعريفهم بالأداء الجيد وتصحيح الأخطاء أولاً بأول. وهذه الاستراتيجية هي التي تبني علي مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ كما تبني علي مبدأ التعليم بالاكتشاف الموجه وعلي التعلم المبرمج ويظهر فيها التركيز علي المتعلم ونشاطه وفاعليته من خلال اعتمادها علي التحركات التي تبرز دوره بشكل خاص.
وسوف يتم عرض الاستراتيجيات التدريس بشيء من التوضيح في الفصول التالية.
ساحة النقاش