الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

استراتيجيات الاستقصاء Survey strategy

يعيش العالم في الوقت الراهن جملة من المستحدثات التقنية، والتغيرات المتلاحقة التي تؤثر على النظم التعليمية، وتحتم مثل هذه المستحدثات والتغيرات على المربين النظر إلى العملية التعليمية والتربوية كعملية دائمة التطور، حتى تواكب هذه العملية الحاجات التعليمية الضرورية لتمكين الفرد من التكيف مع بيئته، وما يستجد في تلك البيئة من تغيرات متلاحقة.

ويبدو أن التكيف مع مثل هذه المستجدات يستدعى تعلم مهارات جديدة، واستخدام استراتيجيات للتدريس تهتم بتدريب المتعلمين على مهارات تمكنهم من السعي الدؤوب للحصول على المعارف من مصادر متنوعة متى شعروا بالحاجة إلى تلك المعارف.

ومن هنا تكتسب شعارات مثل: "تعليم المتعلم كيف يتعلم"، و"تعليم المتعلم كيف يفكر"، و "تعليم المتعلم مهارات الاستقصاء" أهمية خاصة لأنها تحمل دلالات لها أهميتها في التعليم المعاصر من حيث تنمية التفكير، وإيجابية المتعلم.

والمتفحص لنتائج البحوث والدراسات التربوية في العقدين الأخيرين من القرن العشرين الميلادي يلاحظ تأكيد هذه البحوث والدراسات على أهمية تدريب المعلمين على استخدام استراتيجيات جديدة في التدريس مثل: التعلم التعاوني، والتعليم بالاكتشاف، وحل المشكلات، ولعب الأدوار، والعصف الذهني، والاستقصاء، وهي استراتيجيات تؤكد على نشاط المتعلم، وسعيه للعمل مع الآخرين من أجل تحقيق أهداف تتعلق بنموه الشامل المتكامل.

ولعله من نافلة القول أن استخدام مثل هذه الاستراتيجيات التي تركز أثناء التدريس على نشاط المتعلم البدني والعقلي هو الوسيلة الملائمة لإعداد الطالب للحياة في هذا الخضم الهائل من التغيرات المحلية والعالمية، ولا شك أن إيجاد المعلم القادر على تحقيق مثل هذه المهام يتطلب جهداً من قبل القائمين على إعداد المعلم وتدريبه، سواء قبل الخدمة أو أثنائها.

مفهوم الاستقصاء:

يشتق الاستقصاء معناه حسبما ورد في معاجم اللغة من المصدر من الفعل استقصى. وتعني التحري في الأمر. ونقول استقصى تفاصيل الموضوع, أي بحث تفاصيل الموضوع جملة وتفصيلا.

 وقد ورد في الأدب التربوي تعريفات كثيرة للاستقصاء تشترك جميعها في أنه عملية البحث في المسألة العلمية، بحيث يقوم المتعلم بالتفكير المستقل وصولا إلى المعرفة بنفسه.

ويعرفه البعض بأنه طريقة تعليمية منطقية نهدف إلى إحداث التعلم الذاتي، وتعمل على تطوير قدرات التفكير العلمي لدى الفرد من خلال إعادة المعرفة وتنظيمها وتوليد الأفكار والاستنتاج وتطبيقها على مواقف حقيقية

ويكمن جوهر التعلم الاستقصائي في قدرة المعلم على بناء أوضاع تعليمية تعلميه مشكلة وتحويل مضمون المنهج الدراسي إلى مشكلات تستثير اهتمام الطلاب ورغبتهم الطبيعية في البحث والاستقصاء عن المعرفة.ويعد التعلم الاستقصائي من الطرق التدريسية المهمة والفاعلة في تدريس العلوم لما تحققه من فاعلية في زيادة نواتج التعلم، كما انه يعزز استراتيجيات البحث العلمي من ملاحظة وجمع معلومات ومهارات خاصة بالاطلاع والقراءة المركزة، وتنظيم المعلومات وتحديد المتغيرات وضبطها وصياغة الفروض ثم اختبارها وتفسير النتائج وتعليلها ووضع النظريات، كما يعزز هذا النوع من التعلم القيم والاتجاهات الخاصة بالتفكير العلمي الإبداعي. ويمكن أن يستخدم مع جميع الفئات العمرية في جميع مراحل التعلم العام والعالي حسب صعوبة المشكلة وسهولتها وخصائص الطلاب في كل مرحلة التي يحددها المعلم (فؤاد أبو حطب، وآمال صادق، 1981؛ عبد السلام عبد السلام، 2001).

ويعد الاستقصاء من أفضل أساليب التدريس؛ حيث يضع المتعلم في موقف المكتشف لا المنفذ وبذلك يتيح له الفرصة للتفكير المستقل والحصول على المعرفة بنفسه ومواجهة المشكلات العلمية لحلها ويصمم التجارب ويجمع البيانات والنتائج ويضع تفسيرا لها فهو يهتم بتدريب التلاميذ على أساليب البحث العلمي وإكسابهم مهاراته وتؤكد المعايير القومية على أن الهدف الرئيسي للتربية العلمية هو تنمية قدرة الأطفال على التفكير وتنمية حب الاستطلاع وقدرتهم على طرح التساؤلات حول العلم المحيط ويكتسب الطفل أفكاره من خلال الخبرات المباشرة مع البيئة وهذا بدوره يساعد على الفهم الجيد

ويرى فيجوتسكى أن عمليات التعلم والتفكير تبدأ من خلال التفاعلات مع الآخرين، وأن تبنى الأطفال الفهم والمعرفة كنتيجة للتفكير والعمل يتم في سياق اجتماعي، كما أن الهدف الأساسي من التعلم هو إمداد الأطفال ببيئة تعليمية يرتبط فيها الأطفال بطريقة تعاونية في أنشطة منتجة.

 

 

 

تدريب رقم (1):

لماذا يعد الاستقصاء من أفضل أساليب التدريس؟ برر لذلك من وجهة نظرك.

أهمية التعلم بالاستقصاء:

يعد الاستقصاء من أكثر طرق التدريس فاعلية في تنمية مهارات التفكير لدى المتعلمين، وذلك لأنه يتيح فرصا للمتعلم للممارسة عمليات العلم التي تتضمنها الطريقة العلمية في البحث والتفكير أو ما تسمى بالمنهجية العلمية في البحث والتفكير، فيسلك سلوك العلماء للبحث عن المعرفة والتوصل إلى النتائج، فهو يحدد المشكلة، ويصوغ الفرضيات، ويجمع المعلومات ذات العلاقة بالمشكلة، ويختبر صحة فرضياته، ويصل إلى الحل المناسب للمشكلة. ويستخدم العديد من المختصين في التدريس الاستقصاء والاكتشاف بمعنى واحد، إذا يبدو من الأدب التربوي بوجه عام أنهما توأمان ووجهان لعملة واحدة، إلا أن الاكتشاف يحدث عندما يمارس المتعلم عمليات العلم لاكتشاف بعض المفاهيم أو المبادئ، أما الاستقصاء فيحتاج المتعلم فيه إلى ممارسة العمليات العقلية إضافة إلى الممارسة العملية.

ويتخذ الاستقصاء محورا لتنمية مجموعة من الأهداف التربوية يدعم بعضها بعضا، ويؤثر بعضها على بعض، ومن أهمها:

·     تنمية القدرة على التعلم الذاتي، وبالتالي تأصيل عادة التعلم مدى الحياة، وتعمل هذه المهارة على ترسيخ التعلم القائم على الممارسة الذاتية، وما يولده في نفوس المتعلمين من ثقة بالنفس، وتحقيق الذات والتعلم التعاوني وتوسيع
الميول عند الطالب.

·     تنمية قدرة الاستكشاف عند الطالب لمصادر المعرفة المختلفة، مثل: الكتب، والدوريات، والوثائق، والأفلام، والمتاحف، والمؤسسات الحكومية والأهلية ذات العلاقة.

·     تنمية مهارات القراءة للدراسة ( الفهم والاستيعاب ).

·     تنمية القدرة على تحديد مصادر المعلومات وكيفية جمعها.

·     تنمية القدرة على كتابة التقارير والبحوث والتحقيقات والمقالات.

·     استخدام وسائل التقنية الحديثة في البحث والاستقصاء.

·     تدريب الطالبة على اتخاذ القرارات، وإصدار الأحكام وتبريرها اعتمادا على المعلومات الصحيحة.

·     تطوير وتعزيز ثقة الطالب بنفسه، واعتماده على الذات.

·     تنمية القدرة على التخطيط وجمع المعلومات ومعالجتها.

·     توطيد العلاقة بين الأفراد " الطالب " والمجتمع المحلي.

مميزات الاستقصاء:

يجمع المختصون في التربية على أن طريقة الاستقصاء تتميز بمميزات عديدة منها ما يأتي:

·     تنمي مهارات التفكير لدى المتعلم، وذلك لأنه يستخدم خلالها عمليات العلم المتضمنة في الطريقة العلمية في البحث والتفكير

·     يعمل على زيادة دافعية المتعلم نحو التعلم، وذلك لأنه يكون فيها محورا للعملية التعليمية التعلمية، فهو يعمل لوحده أو بتوجيه من المعلم.

·     يساعد المتعلم على اكتشاف الحقائق والمبادئ والتي يرغب بمعرفتها.

·     تنمي عند المتعلم عمليات العلم كالملاحظة والقياس والتصنيف ووضع الفروض واختبارها.

·     يسهم في زيادة مستويات النجاح والتميز لدى المتعلم، وتتيح له مجالا كي يتمثل المعلومة ويتمكن منها، وبالتالي جعلها جزاء من نظامه المعرفي، وذلك لأنه يكتسب المعرفة العلمية ) الحقائق، المفاهيم، المبادئ، القوانين، النظريات  بنفسه )

·     تنمي مفهوم الذات لدى المتعلم، وبالتالي قدرته على انجاز المهمات الموكلة إليه، وذلك من خلال اعتماده على نفسه في انجاز ما يكلف به مهام تعليمية تعلميه.

·     يحقق أهدافا تعليمية يصعب تحقيقها في الطرائق الإلقائية، كأهداف المجال المهاري ( النفس حركي )، وأهداف المجال الوجداني ( الانفعالي )، ووضع برونر أربعة مبررات لاستخدام طريقة الاكتشاف، وهي: تشجيع المتعلم على التفكير، وإثارة دافعية المتعلم، وتعلم مهارات الاكتشاف، وزيادة قدرة المتعلم على التذكر وتخزين واسترجاع المعلومات

·     يساعد المعلم طلابه على الاستقصاء عندما لا يملك الطلبة خبرة التعلم من خلال الاستقصاء، فيبدأ المعلم بتوجيههم إلى مشكلة الدراسة، ويحددها لهم، ويشجعهم على البحث عن حل أو حلول لها، وتنحصر مساعدة المعلم للطلبة على شكل أسئلة تثير لديهم التفكير، وتعيدهم إلى الإجراءات السليمة لحل المشكلة، وهذا ما يسمى بالاستقصاء الموجه

·     يساعد استخدام المعلم لطريقة الاستقصاء في التدريس على تحمل الطلاب مسؤولية التعلم، والانخراط في البحث والاستقصاء، ويهيئ فرصاً إمامهم لممارسة عمليات العلم ومهارات التفكير العليا.

تدريب رقم (2):

يتميز الاستقصاء بمميزات عدة  اذكرها. وقارن بينه وبين القياس من خلال معرفتك السابقة بذلك.

 

خطوات التدريس بالاستقصاء:

إن الاستقصاء هو أسلوب تدريس، وطريقة تقييم في آن واحد، لذا فإن عملية التدريس بطريقة الاستقصاء تمر بعدة خطوات يجدر بالمعلم إتباعها، وهذه الخطوات هي:

تحديد المشكلة: تقوم المعلمة في بداية الحصة بتحديد المشكلة ولفت انتباه الطالبة من خلال طرح الأسئلة المتعلقة بها؛ فمثلا في موضوع الطلاق، تبين المعلمة أهمية الزواج والحكمة من مشروعيته، وتطرح المعلمة مجموعة من الأسئلة توضح ذلك، ومن ثم تطرح سؤالا يبين طبيعة العلاقة التي تقوم بين الزوجين، وبعدها تبين أن الحياة الزوجية يعتريها بعض الخلافات، حتى تتوصل إلى موضوع الدرس وهو الطلاق.

سبر غور المشكلة: بعد تحديد المشكلة المراد تعرفها، يبدأ الطالبات بالغوص في المشكلة من خلال طرح المعلمة لأسئلة تتناول مختلف جوانب الدرس. وتقوم الطالبة بطرح أسئلة مختلفة متعلقة في المشكلة.

تحليل المواقف وتفسير المعلومات: يقوم المتعلم بتجميع المعلومات وتبويبها وتحليلها، وبيان علاقتها بالمشكلة موضوع الدرس، في محاولة لتحقيق تعلم استقصائي من خلال المعلومات، والوصول إلى إمكانية تطبيق هذه المعلومات بطريقة عملية.

تثبيت المعلومات: يقوم المعلم بتلخيص أهم الأفكار الموجودة في الدرس من خلال إجابة المتعلم على عدد من الأسئلة في نهاية الحصة. ويطلب المعلم من المتعلم  واجبات بيتيه، حيث تساعد على ترسيخ المفاهيم والمعلومات، وتقوم المعلمة بتصحيح هذه الواجبات وتقديم التغذية الراجعة حول ذلك.

الاستنتاجات والتوصيات والاقتراحات: يستعرض المعلم مع المتعلمين أهم الاستنتاجات التي تؤدي إلى وقوع الطلاق، وإبراز أهم الحلول والإجراءات التي تحد من ظاهرة الطلاق ووقوعه في المجتمع.

الصعوبات المتوقعة عند تنفيذ الاستقصاء ومعالجتها:

هناك العديد من الصعوبات المتوقعة عند تنفيذ الاستقصاء ومعالجتها منها:

·          الوقت والمتابعة حيث يعد عنصر الوقت من أهم الصعوبات المتوقعة في تنفيذ الاستقصاء، إن المعلم يحتاج إلى عدد أكثر من الحصص لتنفيذ العمل الاستقصائي، إلا انه يمكن التغلب على هذه الصعوبة من خلال التخطيط المسبق لتنفيذ الاستقصاء، وإطلاع المتعلمين على موضوعات مناسبة للاستقصاء، مع التدرج في إعطاء المتعلم مراحل الاستقصاء.

·          صعوبة الحصول على المصادر.

·          الإمكانيات المادية للمعلم والمتعلم: تتفاوت القدرة المادة من معلم وآخر، ومن متعلم لآخر، وهذا يتطلب من المعلم أن يختار الموضوع، الذي يناسب إمكانيات المتعلمين المادية.

·          الدافعية: إن تنمية الدافعية من العناصر المهمة لإنجاح العمل، وهذا يعني أن الدافعية وحب العمل يجب أن تكون موجودة لدى المعلم والمتعلم معا،
قيام بعض أولياء الأمور أو أقاربهم بكتابة التقارير عن طلابهم.

تدريب رقم (3):

ناقش بعض الصعوبات التي يمكن أن تتوقعها عند تنفيذك لدرس باستخدام الاستقصاء.

استراتيجيات الاستقصاء:

تتعدد استراتيجيات الاستقصاء على النحو التالي:

أولاً: الاستقصاء الموجه:

يُقصد بالاستقصاء الموجه ما يقوم به المتعلم تحت إشراف المعلم وتوجيهه، أو ضمن خطة بحثية أُعدت مقدماً وغالباً ما تسير عملية الاستقصاء الموجه في الخطوات التالية:

·     تحديد المشكلة من قبل المعلم.

·     كتابة الفروض الممكنة لحل المشكلة من قبل المعلم .

·     جمع المعلومات اللازمة لاختبار الفروض وحل المشكلة

·     اختبار صحة الفروض.

·     حل المشكلة.

ثانياً: الاستقصاء الحر:

يُقصد بالاستقصاء الحر قيام المتعلم باختيار الطريقة والأسئلة والمواد والأدوات اللازمة للوصول إلى حل ما يواجهه من مشكلات، أو فهم ما يحدث حوله من ظواهر وأحداث
وغالباً ما تسير عملية الاستقصاء الحر في الخطوات التالية

·     تحديد المشكلة من قبل المعلم.

·      كتابة الفروض الممكنة لحل المشكلة من قبل الطلاب.

·      جمع المعلومات اللازمة لاختبار الفروض وحل المشكلة ( الدور الأكبر للطالب

·      مناقشة حلول المشكلة.

·      تقويم الحلول.

ثالثاً: الاستقصاء العادل:

ويتم التدريس باستخدام نموذج الاستقصاء العادل في مراحل تبدأ بتقسيم طلاب الصف إلى مجموعتين: تتبنى كل مجموعة وجهة نظر مختلفة تجاه الموضوع أو القضية المطروحة في محتوى الدرس، بالإضافة إلى مجموعة ثالثة تقوم مقام هيئة المحكمين، إذ عليه الاستماع إلى مناقشات طلاب المجموعتين المتعارضتين، كما أن عليه اتخاذ قرار بشأن الحل النهائي مع المعلم من خلال المراحل التالية:

المرحلة الأولى: التمهيد لعرض الموضوع.

المرحلة الثانية: مرحلة البحث والتعرف على القضية محل الجدل، واستيضاح كافة جوانبها.

المرحلة الثالثة: مرحلة مناقشة المعلومات والآراء المجمعة.

المرحلة الرابعة: المناظرة بين الفريق المؤيد للقضية والفريق المعارض لها.

المرحلة الخامسة: الاتفاق على الرأي وتدعيمه

المرحلة السادسة: التطبيق.

رابعا: استراتيجية سكمان الاستقصائية:

طور ريتشارد شوتشمان Richard Suchman هذا النوع من الاستقصاء، وهو يعتمد على وجود أحداث متناقضة لتطبيقه. وتقوم فكرته على اختلاف التناقض عما هو متوقع حدوثه بشكل طبيعي. فعلى سبيل المثال يعرف جميع الطلاب أن البالون ينفجر باختراقه بجسم حاد، ولكن إذا لم يحدث ما يتوقعه الطلاب ولم ينفجر البالون رغم اختراقه بجسم حاد، فإن هذا الموقف يعتبر موقفا متناقضا يثير دهشة الطلاب ويؤدى إلى حالة من عدم إلا تزان ويتطلب منهم ذلك الوصول إلى حل ما يشاهدونه من أحداث متناقضة

وتمر مراحل استخدام هذه الاستراتيجية بما يلي:

يورد الأدب التربوي عدة تعاريف للأحداث المتناقضة، منها الذي يعرف الأحداث المتناقضة بأنها عبارة عن جملة الأنشطة والمهام التعليمية التي تأتى نتائجها بشكل غير متوقع ومثير للدهشة لدى المتعلمين، ومن ثم فهي تعمل على مساعدة المتعلم للوصول إلى حالة من الانتباه واليقظة.

وتتمثل خطوات استخدام مدخل الأحداث المتناقضة فيما يلي:

1.  مرحلة تقديم الحدث (Set up a Discrepant Event ): ويتم في هذه المرحلة عرض الحدث التي تأتى نتائجه بشكل غير متوقع مما يؤدى إلى جذب انتباه المتعلم، وزيادة دافعيته للتعلم. وفي هذه المرحلة تبرز في ذهن المتعلم العديد من الأسئلة، فتزداد دافعيتهم لمزيد من البحث لحل التناقض.

2.  مرحلة الاستقصاء لحل التناقض Pupils Investigate to Solve the Discrepananncy: يسعى المتعلم في هذه المرحلة إلى إزالة القلق وعدم الاتزان الناشئ لديهم بنشاطات مفيدة مثل الفحص والتجريب وتسجيل الملاحظات والتصنيف والتنبؤ وجمع البيانات وتفسير النتائج التي تم التوصل إليها.

3.  مرحلة حل التناقض Resolve the Discrepancy: وفي هذه المرحلة يسعى التعلم إلى حل التناقض بنفسه، مستخدما النتائج التي توصل إليها في المرحلة السابقة. وعلى الرغم من صعوبات استخدام طريقة سكمان المتمثلة في صعوبة بناء مواقفها التعليمية، إلا أنه عند مقارنتها مع الطريقة التقليدية في طرح الأسئلة، فقد أثبت سكمان أن الأطفال الذين دربوا على الاستقصاء يسألون أسئلة تزيد بنسبة 50% على زملاءهم الذين يدرسون بالطريقة التقليدية مما يعنى أن التدريس الاستقصائي ينمى الثقة بالذات وهو وسيلة فعالة للحصول على المعلومات.

 

خامسا: استراتيجية الاستقصائية التعاوني:

تعد طريقة الاستقصاء من أكثر طرق التدريس فاعلية في تنمية التفكير لدى المتعلمين ذلك لأنها تتيح الفرصة أمام المتعلم ممارسة عمليات العلم بنفسه، حيث يسلك سلوك العالم الصغير في بحثه وتوصله إلى النتائج. ويستند تدريس المواد الدراسية بطريقة الاكتشاف والاستقصاء إلى أفكار عالم النفس التربوي "بروند" الذي يوضح أن التعلم الاستقصائي يكون ذا معنى، لأن التعلم الجديد يندمج مع البنى المعرفية للفرد، وبذلك يكون التعلم أكثر قابلية للاستبقاء والاستدعاء والانتقال ويتميز التدريس وفق هذا المنحنى بأنه ينقل النشاط داخل الصف من المعلم إلى المتعلمين ويحدث الاكتشاف عندما يستخدم التلميذ مهاراته التفكيرية للوصول إلى مبدأ علمي بنفسه إذ يعطى التلميذ فرصة أن يعيش متعة كشف المجهول بنفسه. وتتلخص خطوات التعليم بالاستقصاء فيما يلي:

1.    عرض موقف مثير يثير ذهن المتعلمين ويتحدى تفكيرهم

2.    حث المتعلمين على تكوين فرضيات تنجح في تفسير الموقف المثير

3.    اختبار صحة الفرضيات ومناقشتها

4.    التوصل إلى الاستنتاج أو التعميم

5.    إتاحة الفرصة للمتعلمين لنقل المفهوم أو التعميم المتوصل إليه لمواقف مشابهة للموقف المحير

 

المثير في عملية الاكتشاف والاستقصاء:

·        يمكن أن يكون المثير في عملية الاكتشاف والاستقصاء ما يلي:

·        حدثا يثير حب الاستطلاع

·        فجوة في البيانات تتجلى في عدم قدرة التلميذ على تقديم تفسيرات لها.

·        مشاهدة أو ملاحظة عابرة أو حدث يمكن تقديمه عن طريق تجربة

سادسا:الاستقصاء الموجه طبقا لبرنامج (STC ):

قد تم تقييم برنامج (ٍSTC ) بعد انتشاره على مستوى واسع في تدريس المناهج الدراسية في أمريكا حتى الآن، من خلال الدراسات والأبحاث العلمية التربوية

والاستقصاء الموجة طبقا لهذا البرنامج يعد طريقة تمكن المتعلمين من توظيف عمليات التعلم من أجل اكتشاف المعلومات بأنفسهم، ويكون دور المعلم في هذه الطريقة الموجه والملهم الذي يعين التلاميذ على التقصي والاكتشاف من خلال الأسئلة التفكيرية التي توجه لهم لتتحدى تفكيرهم وفي هذه الطريقة ينغمس المتعلمون في التعامل مع مواد النشاط العملي للتوصل إلى الحقائق والمفاهيم المطلوبة في الدرس وهذا النوع من الاستقصاء يناسب تلاميذ التعليم الأساسي

ومن مميزات طريقة الاستقصاء ما يلي:

·        تجعل الطالب محور أساسي في عملية التعلم

·        تنمى لدى التلاميذ مهارات القيام بعمليات العلم

·        تؤكد على استمرارية التعلم الذاتي لدى الطالب

·        تنمى حب الاستطلاع وثقة التلميذ بنفسه

 

سابعا:استراتيجية العروض العملية الاستقصائية:

تربط هذه الاستيراتيجية بين طريقتين هامتين من طرق تدريس العلوم وهما طريقة العروض العملية والطريقة الاستقصائية وتعرف هذه الاستيراتيجية بأنها: نشاط تعليمي هادف يقترن فيه أداء المعلم للعروض البصرية أو للتجارب العملية بالمناقشة الاستقصائية متمثلة في الحوار الفكري وتبادل الأسئلة التي تعد بمثابة المثير الذهني الذي يجعل من التلميذ عنصرا إيجابيا في الوصول إلى الحقائق والبيانات وتفسير النتائج وتفسير النتائج واستنتاج العلاقات وممارسة عمليات عقلية متوخيا الدقة والموضوعية، ويتم ذلك في إطار من المشاركة الجماعية لكل طلابه؛ حيث تتفاعل خبراتهم داخل الموقف التعليمي.

ويرى قنديل(1992،ص4 )أن استراتيجية العروض العملية الاستقصائية استراتيجية تدريس تعتمد على مواجهة التلاميذ بمشكلة أو عدد من المشكلات تتيح لهم فرص التفكير واكتساب المهارات العملية وذلك من خلال استخدام المعلم للأجهزة والأدوات المخبرية أو النماذج أو العينات أو الصور والرسوم والأفلام مع استخدام المناقشة الكشفية الاستقصائية في سياق متكامل مصمم طريقة تؤدى إلى نشاط الطالب العقلي والبدني وتتمشى مع العلم كعملية استقصائية.

فهي استراتيجية لتدريس عمليات العلم أو لحل المشكلات تعتمد على إدارة المعلم للبيان العملي بشكل يهدف إلى صياغة نتيجة البيان العملي في شكل سؤال مثل: لماذا يحدث ما تم ملاحظته بهذه الكيفية ؟ يلي ذلك قيام المتعلمون بالإجابة عن التساؤل السابق باستخدام عمليات العلم المختلفة.

وتعرفها رضا(1998، ص30) على أنها أنشطة يقوم فيها المعلم بأداء تجارب العرض العملي ويقوم فيها الطلاب بالملاحظة والتفسير واستنتاج الحقائق والمفاهيم وإيجاد العلاقات من خلال المناقشة الاستقصائية التي تتم في إطار جماعي .

أما القحطاني (1999،ص23) فتحدد العروض العملية الاستقصائية بأنها كل نشاط تعليمي هادف يقترن معه أداء المعلم للعروض البصرية أو التجارب العرض بالمناقشة الاستقصائية المتمثلة في الحوار الفكري وتبادل الأسئلة التي تعد بمثابة المثير الذهني الذي يجعل من المتعلم عنصرا إيجابيا في الوصول إلى الحقائق والبيانات وتفسير النتائج واستنتاج العلاقات وممارسته للعمليات العقلية.

وإذا استعرضنا التعريفات السابقة نلاحظ أن هذه الاستيراتيجية ترتكز على جزئيين هامين هما:

1-عرض عملي نابع من مشكلة أو عدة مشكلات علمية، ويتم فيه محاولة حل هذه المشكلات أو المشكلة المطروحة .

2- أسئلة استقصائية ومناقشة وحوار عقلي منظم ومخطط له من جانب المعلم حول العرض العملي وهذا الحوا ر يهدف إلى إشراك جميع المتعلمين في هذا النشاط الذهني والحوار.

ومن الملاحظ أن التنوع في استخدام الوسائل والأدوات التعليمية، والمزج بين الشرح والأداء والمناقشة يعطى العرض العملي المرونة للمقابلة ما بين التلاميذ من فروق فردية بحيث يكون لهم دورا إيجابيا في الموقف التعليمي ويصبح العرض اكبر من مجرد رؤية الأشياء والأحداث إذ أنه يتضمن عملية ذهنية أيضا وذلك من خلال ما يثيره من مشكلات أو تساؤلات تتحدى تفكيرهم وتدفعهم إلى الرغبة في البحث عن المعرفة. وبذلك يسهم العرض العملي الاستقصائي في تحقيق قدرا كبيرا من أهداف التدريس ويعمل على إثارة ميول المتعلمين واهتماماتهم واتجاهاتهم.

مميزات العروض العملية التي تعتمد على الاستقصاء:

تتميز العروض العملية التي تعتمد على الاستقصاء بأنها:

 تشجع الطلاب على التحليل وفرض الفروض حيث أن الاستقصاء من وجهة نظرهما هو العمليات العقلية القائمة على تمثيل المفاهيم والمبادئ العلمية في العقل وأن من هذه العمليات: الملاحظة،التصنيف،القياس،والتنبؤ والوصف. .. الخ التي هي من عمليات العلم.

مخططات"نماذج" التدريس باستخدام استراتيجية العروض العملية الاستقصائية:

من العرض السابق نلاحظ أن استراتيجية العروض العملية الاستقصائية هي استراتيجية للتدريس تجمع بين طريقتي العروض العملية والمناقشة الاستقصائية، وهما طريقتان متداخلتان معا .

وقد اقترح قنديل (1992،ص30) مخطط لتدريس العلوم باستخدام هذه الاستيراتيجية يشمل الجانبين التخطيطي والتنفيذي لعملية التدريس، ويشمل المخطط اثنا عشرة خطوة يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

·     تحديد معلومات المتعلمين السابقة الصلة بموضوع الدرس .

·     التعرف على الأجهزة والأدوات المخبرية والوسائل التعليمية المتوفرة.

·     تحليل محتوى المادة العلمية لموضوع الدرس.

·     صياغة الأهداف الإجرائية السلوكية المطلوب تحقيقها من خلال الموضوع.

·     تصميم الاستيراتيجية التي ستتبع لتحقيق أهداف الدرس.

·     اختبار وتصميم أساليب التقويم التي ستستخدم في تقويم نواتج التعلم.

·     إثارة التلاميذ للتعلم بمشكلة ومساعدتهم في تحديدها.

·     مساعدة التلاميذ على اقتراح خطوات العمل وتوقع النتائج.

·     إجراء التجارب وتشغيل الأجهزة أو فحص العينات أو عرض الصور بمساعدة بعض التلاميذ مع إجراء مناقشة استقصائية حول ما يحدث .

·     مقارنة نتائج التجارب أو فحص العينات أو الصور بالتوقعات السابقة للتلاميذ.

·     مساعدة التلاميذ على صياغة الاستنتاجات وتعريف المفاهيم.

·     تقويم التعلم في ضوء أهداف الدرس ويشمل:

-         التقويم الدوري "التكويني".

-         التقويم النهائي"الختامي".

كما اقترح غازي (1992) نموذجا آخرا للتدريس باستراتيجية العروض العملية الاستقصائية، وقد تضمن المخطط ثلاث مراحل أساسية هي:

·     مرحلة الإعداد للعرض العملي الاستقصائي.

·     مرحلة تنفيذ العرض العملي الاستقصائي.

·     مرحلة تقويم العرض العملي الاستقصائي.

وشملت كل مرحلة من المراحل السابقة عدد من الخطوات، تتضمن كل خطوة مجموعة من المهارات يمكن أن يكتسبها المعلم من خلال قيامه الأداءات المطلوبة لها وذلك كما يلي:

1-مرحلة الإعداد للعرض العملي الاستقصائي: تشمل هذه المرحلة الخطوات:

·     تحديد الأهداف المرجو تحقيقها من خلال العرض.

·     تحديد جوانب التعلم المراد إكسابها للتلاميذ من خلال العرض.

·     إعداد مجموعة من الأسئلة التي تحدد سير المناقشة الاستقصائية.

·     وضع تصور للأسئلة المتوقع أن يثيرها الطلاب.

·     تصميم مخطط لتوزيع الأسئلة في الفصل.

·     تجريب العرض العملي.

·     مراجعة الأدوات والمواد والأجهزة المطلوبة.

·     ترتيب الأدوات بحيث يسهل تناولها.

 

2-مرحلة تنفيذ العرض العملي الاستقصائي:

·     التمهيد للعرض العملي بإثارة مشكلة أو عدة مشاكل.

·     أداء المعلم للعرض العملي أمام المتعلمين.

·     جمع ملاحظات الطلاب حول العرض من خلال أسئلة المعلم.

·     عرض ومناقشة ملاحظات المتعلمين.

·     تسجيل ا لملاحظات الصحيحة وترتيبها

·     تفسير البيانات والملاحظات من خلال الأسئلة بين المعلم والطلاب

·     التوصل إلى الاستنتاجات والتفسيرات الصحيحة وترتيبها وتسجيلها.

تدريب رقم (4):

قارن بين إجراءات استراتيجيات الاستقصاء كما فهمت ، ثم حدد الأنسب من وجهة نظرك لدروس مادتك لتحقق من خلالها تعليما متمركزا حول الطالب.

 

دور المعلم في الاستقصاء:

يبرز دور المعلم في عملية الاستقصاء قبل البدء في عملية الاستقصاء وعند الشروع فيه، و بجدر بالمعلم القيام بالأعمال الآتية:

-      مسح الكتب المدرسية، وحصر الموضوعات التي يمكن تدريسها بالاستقصاء

-      توزيع الموضوعات المقترحة جميعها على الطالبات

-      إرشاد الطلاب إلى الكتب والدوريات والنشرات، التي تفيد ها في استقصائهن.

-      التدريس بطريقة الاستقصاء، ليتسنى للطالبة الإطلاع على خطوات الاستقصاء وتطبيقها بشكل جيد.

-      يحديد زمن محدد للانتهاء من عملية الاستقصاء.

-      أن يحتفظ المعلم بسجل يبين فيه: اسم كل طالب، والموضوع الذي تعمل عليه، حيث يدون فيه الملاحظات والمتابعات والنصائح التي يقدمها للطالب، مما يساعد في عملية التقييم الختامي لأداء الطالب.

ومما تقدم نلحظ، أن دور المعلم هو دور المرشد والموجه للمتعلم موجها الأنشطة جميعها نحو تمكين المتعلمين من اكتشاف الحلول للمشاكل بأنفسهم.

المصدر: دكتور وجيه المرسي
  • Currently 21/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
7 تصويتات / 12085 مشاهدة
نشرت فى 2 يونيو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,659,857