إن امتلاك الطلاب لمهارات الكتابة يعد أمراً ضرورياً , وخاصة في المرحلة المتوسطة -التي يكون الطالب فيها قد اكتسب بعض المهارات الكتابية الأساسية في المرحلة الابتدائية -وإتاحة الفرصة له كي يتقن هذه المهارات في هذه المرحلة يعد تمهيداً للمرحلة الثانوية التي يتوسع فيها نشاط الطلاب في الكتابة, ولن يتم هذا التمكن إلا بكثرة التدريب والمراس , إذ أن المعرفة بالمهارة لا يفي بإتقانها خصوصاً أن المهارات الكتابية هي عملية متراكبة الأطراف تتضمن عددا من المهارات اللازمة لها كمهارة التهجي , ومهارة الخط والرسم , ومهارة تنظيم الأفكار . فامتلاك الطالب لمهارات الكتابة لا يتأتى إلا عن طريق المعرفة بالمهارة , والتدرب عليها .
وتُعرّف المهارة بشكل عام بأنها : "أي شيء تعلّمه الفرد ليؤديه بسهولة ودقة ...والمهارة بشكل عام هي السهولة والدقة في إجراء عمل من الأعمال , وهي تنمو نتيجة لعملية التعليم . شحاتة , والنجار" (2003 م ,ص 302 )
أما مهارة الكتابة فإنها تُعرّف بأنها : " مجموعة الاداءات التي يقوم بها الطلاب في أثناء الكتابة لتكون كتاباتهم دقيقة وصحيحة ومترابطة , وهذا يعني المحافظة على اكتمال أركان الجملة , وعلامات الترقيم , وأدوات الربط وإتباع نظام الفقرة " صالح( 1994 م , ص 99 ) .
وعرفها الرشيدي (1994 م) بأنها : " المهارات اللازمة لممارسة الكتابة وجودتها في أي مجال من مجالات داخل المدرسة وخارجها " ( ص 103 ) .
وعرفتها درويش ( 1988 م) بأنها " سيطرة الطلاب على اللغة , وسهولة استعمالها في كتابة التعبير بعبارات سليمة ملائمة للمواقف المختلفة , مع وضوح الأفكار وترتيبها وتسلسلها منطقيا بالإضافة إلى إتباع نظام الفقرة في الكتابة , والالتزام بعلامات الترقيم " ( ص 20 ) .
ومن خلال التعريفات السابقة يرى الباحث إن أهم نقطه في امتلاك الطلاب لمهارات الكتابة يتم عن طريق تمكن الطلاب من مهاراتها , ولن يتم هذا التمكن إلا عن طرين التدريب وكثرة الممارسة لتلك المهارات بعد المعرفة بها .
ومن خلال مراجعة بعض الأدبيات التربوية والبحوث والدراسات السابقة يتبين أن هناك تصنيفات متعددة لمهارات الكتابة منها : ما جاء في دراسة العجمي(1988م) التي هدفت إلى تنمية مهارات التعبير الوظيفي في المدارس الثانوية الصناعية ، وانتهى فيها إلى أن كل مجال من مجالات التعبير له مهارات خاصة به ،كما حدد مهارات مشتركة بين هذه المجالات تتمثل في : المقدمة ، العرض ، الخاتمة .
أما دراسة علوان (1988م) فقد صنفت مهارات التعبير الكتابي إلى مهارات خاصة بهيكلة النص وتشمل : البناء العام ، وتنظيم المحتوى ، ومهارات خاصة بالمعجمية وتشمل ؛الملائمة والتنوع ، ومهارات خاصة بالنحو، ثم مهارات خاصة بالتهجي وعلامات الترقيم ، وأصالة المحتوى .
كما صنفت دراسة درويش (1988 م) مهارات التعبير الكتابي إلى مهارات رئيسية هي : المقدمة – الأسلوب – العرض – الخاتمة .
ويشير( يونس ،2000م) أن للكتابة مهارات من أهمها : مراعاة القواعد الهجائية، ومراعاة قواعد الشكل في الكتابة ، بالإضافة إلى مهارات تنظيم الكتابة . أي أن مهارات الكتابة تتمثل في : المهارات الفكرية ، والمهارات الأسلوبية اللغوية ، والمهارات التنظيمية .
ويصنف بيـــــرن Berne , 1991) ) مهارات الكتابــة إلى أربعة مهارات فرعيـــــة وهـى :-
· مهارات القواعد النحوية : وتتضمن القدرة على كتابة الجمل نحوياً بشكل سليم .
· مهارات الأسلوب : وهى تشير إلى القدرة على استخدام أساليب اللغة المختلفة بفاعلية.
· مهارات التقييم : وتتضمن القدرة على الكتابة بأسلوب جيد لغرض محدد وجمهور معين ، بالإضافة إلى القدرة على الاختيار والتنظيم وتركيب المعلومات.
· المهارات الآلية: وهى القدرة على استخدام تقاليد الكتابة مثل ؛علامات الترقيم والهجاء بشكل سليم.
كما قدم طعيمة (1998 م) تصنيفاً لمهارات الكتابة كما يلي:
· نقل الكلمات التي يشاهدها الدارس على السبورة , أو في كراسات الخط نقلا صحيحا .
· تعرّف كتابة طريقة الحروف الهجائية في إشكالها المختلفة , ومواضع تواجدها في الكلمة ( الأول , والوسط والآخر )
· تعود الكتابة من اليمين إلى اليسار .
· كتابة الكلمات العربية بحروف منفصلة , وحروف متصلة مع تمييز إشكال الحروف .
· وضوح الخط , ورسم الحروف رسما صحيحا لا يجعل للبس محلا .
· الدقـة في كتـــابة الكـــلمـات ذات الحــروف التي تنطق ولا تـكتب مـثــــل : ( هذا ) وتلك التي تكتب ولا تنطق مثل : ( قالوا ) .
· مراعاة القواعد الإملائية الأساسية في الكتابة .
· مراعاة التناسق والنظام فيما يكتب بالشكل الذي يضفي عليه مسحة من الجمال .
· إتقان الأنواع المختلفة من الخط العربي ( رقعة , ونسخ ... )
· مراعاة خصائص الكتابة العربية عند الكتابة ( المد , التنوين , التاء المفتوحة , والتاء المربوطة ... )
· مراعاة علامات الترقيم .
· تلخيص الموضوع المقروء تلخيصاً كتابياً صحيحاً ومستوفى .
· استيفاء العناصر الأساسية عند كتابة خطاب ما.
· الاستخدام الجيد لعبارات المجاملات الاجتماعية .
· ترجمة الأفكار في فقرات باستعمال المفردات والتراكيب المناسبة .
· سرعة الكتابة وسلامتها .
· كتابة برقية .
· وصف منظر .
· كتابة تقرير .
· كتابة طلب لشغل وظيفة .
· ملء البيانات المطلوبة في بعض الاستمارات الحكومية .
· معرفة قواعد الإملاء ومراعاتها .
· تطبيق أصول الكتابة السليمة في وضع النقط والهمزات ، ومراعاة حجم الحروف . ( ص ص 157- 159)
أما مجاور(1983م) فقد قدم عرضاً لمهارات الكتابة تمثل في :
· مراعاة تركيب الجملة .
· أن تحمل هذه الجملة معنى .
· الدقة في استعمال أدوات الربط .
· وضوح الجملة .
· التنوع في نظام الكلمة .
· الاهتمام بالتنظيم داخل الجملة والفقرة ( ص 250) .
أما عبد الحميد (2001 م ) فقد صنف مهارات الكتابة إلى ثلاثة محاور هي :
أولاً : المحور الفكري : ويضم المهارات الفرعية التالية :
· يستهل الموضوع بمقدمه مشوقة .
· يعبر عن الفكرة بوضوح.
· يستوفى العناصر الأساسية للموضوع .
· يرتب الأفكار ترتيبا منطقيا أو تاريخيا.
· يسوق أدلة متنوعة لتدعيم الأفكار .
· يولد فكرة كم أخرى .
· يستخلص النتائج .
· يقدم حلولا ومقترحات إذا تطلب الأمر.
ثانياً : المحور اللغوي : ويشتمل على المهارات التالية:
· يستخدم كلمات مناسبة للسياق .
· يعبر بكلمات محددة الدلالة .
· يستخدم جملا صحيحة في تراكيبها.
· يستخدم أنماطا متنوعة للجمل .
· يستخدم جملا تعبر عن المعنى .
· يوظف الصور البلاغية خدمة للمعنى.
ثالثاً : المحور التنظيمي: ويتكون من سبع مهارات هي:
· يكتب بخط واضح ومقروء .
· يراعى قواعد التهجي .
· يقسم الموضوع إلى فقرات .
· يعبر عن كل فكرة في فقرة.
· يستخدم علامات الترقيم .
· يبرز كتابة العناوين الفرعية إذا تطلب الأمر.
· يراعى الهوامش المناسبة (ص215) .
كما حدد سمك (1975 م ) المهارات الخاصة بالكتابة في على النحو التالي :
· وضوح الصيغة الفنية في العبارات والتراكيب .
· سلامة الكلمات من الأخطاء الإملائية , مع استخدام علامات الترقيم .
· مراعاة الأمانة في تسجيل الأفكار والأساليب التي اكتسبها الكاتب واقتبسها من كلام سواء . ( ص 416 )
كما صنف يونس(2000 م) مهارات الكتابة في ثلاث مهارات أساسية على ما يلي :
1) المهارات التنظيمية، ويرتبط بهذه المهارات عنصران هما:
أ- التماسك: ومعناه أن ترتبط الجمل والفقرات ، وتتآزر بأدوات الربط المناسبة مثل: أدوات العطف، والاستدراك ، وأدوات الشرط .
ب- الوحدة: وهي تعني أن يلتزم الكاتب بالموضوع الذي حدده لنفسه .
2) المهارات الأسلوبية واللغوية، وتتضمن ما يلي:
§ اختيار الكلمة المناسبة .
§ مراعاة التطابق في ضم الكلمات إلى بعضها بعض .
§ استخدام أدوات الربط المناسبة .
§ مراعاة الصحة اللغوية (القواعد) .
§ الضبط والإملاء .
§ مراعاة مقتضى الحال .
3) المهارات الفكرية، وتشتمل على الآتي:
§ أن تتوافر في الأفكار الحداثة والطرافة .
§ أن يراعى الترتيب المنطقي ، والتسلسل في تناول الأفكار .
§ أن يقسم الموضوع إلى أفكار تتناول بالترتيب .
§ أن تتوافر الموضوع والتماسك في تناول الموضوع . ( ص ص 429- 432)
كما صنف الناقة(2002) مهارات الكتابة إلى قسمين هما:
1) مهارات عامة، وتتضمن ما يلي:
§ وضوح الخط .
§ سلامة الرسم الهجائي .
§ اكتمال أركان الجملة .
§ سلامة الضبط النحوي .
§ ترتيب الجملة وتتابعها .
§ ربط الفكرة بالفقرة .
§ تنظيم الأفكار في فقرات وتسلسلها وترابطها .
§ التعبير الواضح والدقيق عن الفكرة .
§ تنوع الأفكار الرئيسة وكثرتها .
§ توليد الأفكار الجزئية ، والأفكار الرئيسة .
§ استخدام علامات الترقيم استخداماً صحيحاً .
§ وضع العناوين الرئيسة والفرعية .
§ جمع المعلومات والمعارف ، والأدلة والشواهد ، والبراهين والأمثلة مع تحري دقتها .
§ استعمال المعلومات والمعارف في سياقاتها الصحيحة .
§ استخدام أدوات الربط .
§ كتابة المقدمة .
§ كتابة المتن أو المضمون .
§ كتابة الخاتمة .
§ تنظيم الهوامش والفراغات . ( ص ص 97- 98)
2) المهارات الخاصة:
ويُقصد بها المهارات النوعية الخاصة بكل شكل من أشكال التعبير التحريري، سواء الوظيفي أو الإبداعي، فلكتابة الرسائل مهاراتها الخاصة، ولكتابة التعليقات مهاراتها .
أما القحطاني ( 1417 هـ) فقد صنف مهارات التعبير الكتابي إلى :
1) مهارة اختيار العنوان المناسب .
2) مهارة كتابة المقدمة .
3) مهارة توضيح الأفكار .
4) مهارة كتابة الخاتمة .
5) مهارة اختيار المفردات المناسبة للمعاني .
6) مهارة كتابة الجمل الصحيحة ,
7) مهارة جودة الأسلوب في الموضوع المكتوب .
8) مهارة استخدام أدوات الربط .
9) مهارة استخدام علامات الترقيم .
10) مهارة إتباع نظام الفقرات في الكتابة .
11) مهارة وضوح الخط وسلامة الهوامش .
12) مهارة الاستشهاد والاقتباس .
13) مهارة تلخيص الموضوعات .
14) مهارة إتباع الأسس الفنية في بعض فنون التعبير . (ص , 27)
ومن خلال العرض السابق يمكن للباحث استنباط مهارات الكتابة المناسبة لطلاب المرحلة المتوسطة، على النحو التالي:
المحور الأول : مهارات تتعلق بالاستهلال والغلق :
1. كتابة عنوان معبر للموضوع .
2. صياغة أكثر من عنوان للموضوع كتابتاً.
3. كتابة العناوين الجانبية للفقرات .
4. كتابة نموذج لمقدمة جيدة .
5. الارتباط بين المقدمة والموضوع الرئيسي .
6. مراعاة عنصر التشويق في المقدمة .
7. مراعاة عنصر الإيجاز في الخاتمة .
8. كتابة نموذج لخاتمة جيدة .
8-تلخيص موضوع مقروء تلخيصا كتابيا .
المحور الثاني : مهارات تتعلق بالأسلوب :
1. استخدام المفردة المعبرة عن المعنى .
2. استخدام المترادفات اللفظية .
3. استخدام المتضادات اللفظية .
4. وضع المفردة في جمل مفيدة .
5. مراعاة صحة المفردة إملائيا .
6. بناء الكلمة بناء صرفيا صحيحا .
7. مراعاة صحة اللفظ لغوياً .
8. خلو الكتابة من الألفاظ العامية والأعجمية .
9. مراعاة اكتمال أركان الجملة .
10. توظيف القواعد النحوية المقررة في الجملة .
11. استخدام أدوات الربط بشكل صحيح في الجملة .
12. استخدام الأساليب البلاغية البسيطة في الكتابة .
المحور الثالث : مهارات تتعلق بالأفكار:
1. التعبير عن الأفكار بجمل مفيدة .
2. كتابة الفكرة الرئيسية للموضوع .
3. كتابة الأفكار الفرعية للموضوع .
4. ترتيب أفكار الموضوع ترتيبا منطقيا.
5. تدعيم الأفكار بالأدلة والشواهد والبراهين .
6. التنوع في عرض الفكرة .
7. صدق محتوى المعلومات الواردة في الفكرة .
8. نسبة الآراء إلى أصحابها .
9. إعادة صياغة الفكرة المكتوبة في ضوء خبرة الطالب
10. دقة انتقاء الفكرة المؤدية للمعنى .
المحور الرابع : مهارات تتعلق بالتنظيم:
1. الرسم الصحيح للحرف .
2. التفريق بين أنواع الخطوط العربية المشهورة ( الرقعة والنسخ ).
3. ترك مسافة في السطر الأول من بداية الفقرة .
4. تقسيم الموضوع الواحد إلى فقرات .
5. توظيف علامات الترقيم المقررة في الكتابة .
6. شمول الموضوع الواحد على مقدمة وعرض وخاتمة .
7. كتابة كل فكرة في فقرة واحدة .
رابعاً : مداخل تعلم وتعليم الكتابة :
يوجد العديد من مداخل تعليم وتعلم الكتابة، ويعتمد كل واحد منها على نظرية لغوية أو نفسية أو هما معاً, وينعكس ذلك على اختيار طريقة التدريس المناسبة لتعلم الكتابة، ويقدم الباحث فيما يلي عرضاً مختصراً لأهم المداخل الحديثة في تعليم الكتابة على النحو التالي :
أولا: مدخل قواعد كتابة العبارة :
يقوم على مسلّمة مؤداها أن التمكن من قواعد اللغة ُيعين على التمكن من الكتابة على نحو أفضل وأعمق , ويسير هذا المدخل وفق الخطوات التالية :
· كتابة جمل واحدة قصيرة ,وقد تكون جملة اسمية أو فعلية.
· كتابة جملة ثانية قصيرة , وقد تكون كذلك اسمية أو فعلية .
· دمج الجمل القصيرة في جمل أكبر باستعمال الروابط ( حروف العطف., أو الضمائر .
· دمج الجمل الأكبر في عبارات , ثم في فقرات .
· مراجــعة تسلسل الأفــــــكار , وترتيب الجمل المدمجـة وفقاً لـذلك التسلسل. ( عصر 2000 , 256 )
ثانياً : المدخل المهاري ( : (Language skills Approach
يستند هذا المدخل إلى أن التدريب على المهارات التي ينبغي أن يتم التدرب عليها بصورة تؤدي إلى الإتقان وحتى يتحقق ذلك يقوم المعلم بتحديد المهارات مهارة مهارة , ويطلب من كل متعلم التدريب على المهارات المطلوبة مهارة مهارة مثل : تنظيم الموضوع في فقرات , أو توظيف أدوات الربط في الكتابة , أو استخدام علامات الترقيم , أو مهارات ترتيب الأفكار من العام إلى الخاص أو العكس , وبعد التدريب والتأكد من إتقان المتعلمين لهذه المهارات ينتقل إلى مهارة أخرى وهكذا ( عوض . 2009 و ص 147 ) .
ثالثاً: المدخل التكاملي ( Approach Integrative) :
يعد التكامل بين الفنون اللغوية من أهم الاتجاهات الحديثة التي قد تسهم في تحقيق أهداف تعليم وتعلم اللغة العربية, فهي كلٌ متكامل، فالتكامل بين فنون اللغة وفروعها أمر ضروري كما يرى ذلك (يونس 2000م : 362). ويُعرّف التكامل بأنه: تقديم المعرفة في نمط وظيفي على صورة مفاهيم متدرجة ومترابطة تغطي الموضوعات المختلفة دون أن يكون هناك تجزئة أو تقسيم للمعرفة إلي ميادين منفصلـة(لبيب؛ ومينا، 1993 ,ص 176).
ويهتم هذا المدخل بتعليم فنون اللغة متكاملة من حيث الاستماع والتحدث، والقراءة والكتابة في منظومة متكاملة ؛ لذا فإن تعليم اللغة العربية القائم على التكامل يحقق فوائد عديدة كما يري إبراهيم ( 1966 م ) منها: ضمان أن يكون النمو اللغوي عند الطلاب نمواً متعادلاً لا يطغى لون على آخر فالكل يعالج معاً وينمى في ظروف واحدة (ص 50).
ونظراً لسيادة منهج المواد الدراسية المنفصلة في تعليم اللغة العربية، ساد اعتقاد بين الدارسين في مجال تعليم اللغة العربية مؤداه: أن هناك انفصالاً بين تعليم فروع اللغة العربية وبعضها البعض،حيث يقسم هذا المنهج اللغة فروعاً لكل فرع حصته وزمنه المخصص له بل إن لكل فرع درجته الخاصة به, وبطبيعة الحال انعكست تطبيقات هذا المنهج على تدريس فروع اللغة، يتضح ذلك من خلال عناية بعض المدرسين ببعض فروع اللغة وإهمال البعض الآخر، بل ويمتد ذلك إلى مجال البحث التربوي فيلاحظ اهتمامها بكل فرع على حدة (عبد الحميد 2001 م, ص 109).
ويتخذ التكامل أشكالاً عديدة ، فقد يكون بين فروع اللغة ، أو بين المهارات اللغوية أو بين منهج اللغة مع مناهج المواد الأخرى. وللتكامل بين فنون اللغة مزايا عديدة منها : تنمية المهارات اللغوية الإنتاجية والاستقبالية، الاهتمام بالممارسة اللغوية والاستخدام ذي المعنى ، تنمية قدرة الطلاب على حل المشكلات والإبداع،وتزويدهم بخبرات لغوية متنوعة(فضل الله،2003 م,ص163).
ففي مجال تعليم القراءة والكتابة يُسلِّم الباحثون بأن تشابكاً موجوداً بين مهاراتهما، وأن تأثيراً متبادلاً يستمد مادته من طبيعتهما المشتركة؛ حيث يكتسب الإنسان من خلال القراءة ثروة لغوية تساعده علي التحدث والكتابة، كما أن عادات التحدث تؤثر في الأداء القرائي( عزازي , 2004 م , ص 111 )
ومن الدراسات في هذا الإطار دراسة الشريف(2002) والتي هدفت إلى تعرف فاعلية محتوى كتاب القواعد النحوية في تنمية مهارات القراءة والكتابة بالمرحلة المتوسطة,كما أكدت دراسة عزازي (2004) على أهميه استخدام مدخل قائم على الوعي الأدبي في تنمية مهارات التعبير الكتابي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية، وتأتي الدراسة الحالية في هذا الإطار .
رابعاً : مدخل المناهج الدراسية في خدمة اللغة:
يستند تعليم اللغة ككل متكامل عبر المناهج الدراسية على عمليات القراءة والكتابة معاً، كما أن ربط منهج اللغة العربية بمناهج المواد الأخرى يؤدى إلى التكامل المعرفي لدى الطالب، ويؤدى إلى إحداث نوع من الانسجام بين نوع المفردات وكميتها ، ونوع التراكيب المقدمة من خلال المناهج الدراسية المختلفة(رسلان ،2005, ص 21).
وقد تناولت بعض دراسات العلاقة التي تربط العلوم باللغة، حيث عرضت الدور الذي تؤديه اللغة في تعلم العلوم، وكيف يمكن أن تزيد مادة العلوم من كفاءة اللغة, كدراسة سكوت( (Scott,1993التي هدفت تعرف العلاقة بين اللغة والعلوم، حيث أكدت أنها علاقة وثيقة .
ومن الدراسات التي تمت في هذا المجال دراسة المغامسي ( 1411 هـ ) والتي هدفت إلى التعرف على أثر القرآن الكريم في تنمية مهارات القراءة والكتابة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية بالمدينة المنورة , وأثبتت أن تلاوة القرآن الكريم ساهمت في تنمية مهارات الكتابة والقراءة لدى الطلاب , ودراسة محمد( 1966 م) والتي هدفت إلى أثر تعلم العلوم الشرعية في تنمية الكتابة العربية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية , وخلصت الدراسة إلى أثبات فاعلية العلوم الشرعية في إكساب التلاميذ مهارات الكتابة .
خامساً : المدخل الإتقاني ( Approach Perfection) :
يقوم هذا المدخل على تدريب المهارات الكتابية المستهدفة من خلال مجموعة من الدروس المقسمة إلى وحدات دراسية , ويعطى كل طالب في نهاية كل وحدة منها اختباراً ؛ فإن لم يصلوا إلى درجة إتقان محددة مسبقا يزودون بوقت إضافي يمارسون فيه أنشطة كتابية إضافية , ثم يعاد اختبارهم باختبار مكافئ للاختبار الأول للتحقق من وصولهم إلى درجة الإتقان , ويركز دور المعلم في مساعدة كل تلميذ على الوصول لمستوى الإتقان من خلال تدريس أصلي وتدريس إضافي . ( عزازي , 2004 , ص 118 )
وترجع أهمية هذا المدخل في تعليم الكتابة إلى :
· مراعاته الفروق الفردية بين المتعلمين .
· تحسين مستوى المتعلمين في مهارات الكتابة والعمل على إتقانهم لها .
· علاج الأخطاء أولاً بأول.
· تنمية الاتجاهات نحو الكتابة . (عوض،2009: 78).
ومن الدراسات التي تمت في مجال استخدام أسلوب التعلم للإتقان دراسة المرسى (1996م)التي هدفت تعرف فعالية التعلم الإتقاني في علاج الأخطاء اللغوية المصاحبة لتعليم القراءة والكتابة للمبتدئين، وقد حدد مفهوم التعلم الإتقاني بأنه: وصول الطلاب إلى مستوى من التحصيل يحدد لهم مسبقاً كشرط لنجاحهم في دراستهم للمنهج أو المقرر، وقد أظهرت نتائج الدراسة نجاح البرنامج القائم على استراتيجية التعلم للإتقان في علاج صعوبات التعلم التي يعانى منها تلاميذ مجموعة الدراسة بالنسبة للظواهر اللغوية المحددة بالدراسة.
سادساً : مدخل الطرائف:
يقوم هذا المدخل على توفير عنصر الإقناع والاستمتاع في الخبرة التعليمية التي تقدم للمتعلمين ، مما يحقق تنمية نواتج فى مختلف المجالات المعرفية والمهارية والوجدانية والخروج من الخبرة التعليمية بخبرات سارة وممتعة تعين المتعلم على استيعاب الخبرات التعليمية والميل الإيجابي نحو تكرارها،
وترجع أهمية استخدام الطرائف في تعليم التعبير الكتابي إلى أنها ضرب من الكلام تستطيبه النفس وتستمتع به وتثير في نفس المتعلم شعوراً بالسرور مصحوباً بالعجب والدهشة ويمكن أن يقوم المتعلم بكتابة أنواع مختلفة من الطرائف مثل الأمثال والحكم والقصص والنكات والأحاجي ويمكن أن تلقى عليه فيستجيب لها تعليقاً أو إبداعاً بمعنى إعادة صوغها وترتيبها وتنظيمها وتوليد الأفكار منها وتوظيفها في كتاباته (عوض،2009, ص 145).
ويتم تعليم الكتابة في ضوء هذا المدخل حيث يقوم المعلم بالعمل على تكامل مهارات الكتابة بالقراءة . فيختار المعلم مع المتعلمين موضوعات تتسم بالطرافة وروح الفكاهة بهدف توفير عنصر الإمتاع والاستمتاع ,مع مراعاة حفز مهارات التفكير بأنواعه ومهارات الأسلوب والصحة واللغوية, يكتب المتعلمون في الموضوعات التي اختاروها موظفين ما قرؤا أو مطورين له أو معلقين عليه أو يعيدون ترتيب الأحداث أو الأدوار والشخصيات. ( عوض , 2009 , ص 145 )</p
ساحة النقاش