الموقع التربوي للدكتور وجيه المرسي أبولبن

فكر تربوي متجدد

مفهوم طرائق واستراتيجيات التدريس وأهميتها فى اللغة العربية :

يتجة التربويون فى مجال تدريس اللغات بصفة عامة وتدريس اللغة العربية بصفة خاصة الى طريقة الانتقاء لطريقة التدريس المناسبة لكل فرع من فروع اللغة العربية  وهذا الانتقاء يتطلب من المعلم معرفة جيدة لأساليب وطرق واستراتيجيات التدريس ونظمه المختلفة ، واختيار ما يصلح لغرضه الخاص بالإضافة إلى حبه لعمله وعلاقته الطيبة بالتلميذ .

ولقد كانت النظرة الماضية للعملية التعليمية على إنها عملية نقل المعلومات من المعلم الى التلميذ دون اهتمام بميول التلاميذ واتجاهاتهم وما بين هؤلاء التلاميذ من فروق فردية ، ومن ثم نجد تعريفهم لطريقة التدريس على أنها : الوسيلة التى نتبعها لتفهيم التلاميذ  درس من الدروس فى أية مادة من المواد ،وهى الخطة التى نضعها لأنفسنا قبل ان ندخل حجرة الدراسة، ونعمل لتنفيذها فى تلك الحجرة بعد دخولها .

ولكن النظرة الحديثة الى طرائق التدريس تعتبرها وسائل لتنظيم المجال الخارجى الذى يحيط بالمتعلم كى ينشط ويغير من سلوكه , الأساس الذى تقوم علبة هذه النظرة هو ان التعليم  يحدث نتيجة التفاعل بين  المتعلم والظروف الخارجة , وأن دور المعلم هو تهيئة هذه الظروف بحيث يستجيب لها المتعلم ويتفاعل معها ، وهذه النظرة بتنوع أهدافها وعدم اقتصارها على المعلومات ، ووجود العديد من الأنشطة التربوية كما تجعل للمعلم دورا ايجابيا فى اكتشاف التلاميذ وما بينهم من فروق فردية وما لديهم من قدرات إبداعية ونقدية وميول واتجاهات ومن حيث قدرته على اختيار المحتوى المناسب لتحديد قدرة الطلاب التحصيلية وقدراتهم ، ومن ثم كان تعريف طريقة التدريس تابعا لهذا المفهوم الحديث حيث يعرفها مجاور بأنها : " أسلوب المعلم فى معالجة النشاط التعليمى مع تلاميذه "

أما الاستراتيجية فيعرفها " محمود كامل الناقة " بأنها : الإطار العام الذى ينبسق منه المداخل والطرق "([1])

أما الطريقة فيمكن تعريفها بأنها : "الوسيلة التى نتبعها لتقديم أى درس للتلاميذ من الدروس، فى أية مادة من المواد ، وهى الخطة التى نضعها لأنفسنا قبل أن ندخل حجرة الدراسة ، ونعمل لتنفيذها فى تلك الحجرة بعد دخولها "([2]) بينما يعرفها على الجمبلاطى وأبو الفتوح التونسى بأنها : "الأساليب التى يتبعها المدرس فى توصيل المعلومات إلى أذهان الطلاب.ويمكن أن نعرف طريقة التدريس بأنها مجموعة من الإجراءات والأنشطة الموجهة التى يقوم بها المعلم لتدريس مادة ما وفق مقتضيات وخصائص نمو الطلاب لتحقيق الأهداف المنشودة “.

-            إن طريقة التدريس هى وسيلة المدرس لتفهيم طلابه وتغيير سلوكهم وفق الأهداف المرغوبة .

تعنى طريقة التدريس أكثر من مجرد أداة لتوصيل المعلومات والمعارف إلى ذهن المتعلم فهى تضيف إلى رغبتها فى أن تكون أداة لمساعدة المتعلم على اكتساب المهارات والعادات والاتجاهات والميول والقيم المرغوبة.

-     نجاح التدريس يقاس بمقدار ونوعية التعلم الذى ينتج عنها لدى المتعلم.

-     نشاط التدريس موجه وهادف ومتعدد الجوانب فى آن واحد ، ويهدف إلى تحقيق التعلم المرغوب ويشمل جوانب النشاط المختلفة.

طريقة التدريس عملية لها عدة خطوات ، يمكن أن تشترك فى أكثر من طريقة ، والربط بين هذه العناصر فى عملية فعالة هى المسئولية الأساسية للمدرس ولأهمية طريقة التدريس ومكانتها نلاحظ عناية المربين فى مختلف العصور بها والعمل على الارتقاء بمستواها وذلك من خلال تحديد الشروط المبادئ التى ينبغى مراعاتها فى هذه الطرق مع إجراء التجارب والبحوث التربوية والتى تهدف تحسينها، بالإضافة إلى إعداد الوسائل التعليمية التى تساعد فى تحقيق أهدافها .

ولقد تضمنت كتب اللغة العربية شرح العديد من طرق وأساليب التربية العامة التى يمكن أن تناسب اللغة العربية يعد من أبرزها :

1- الطريقة الاستنباطية :

وهى طريقة يبحث فيها عن الجزيئات أولاً للوصول إلى قاعدة عامة ، من الأمثلة المدونة على السبورة يتم استنباط الحكمً أو قاعدة من القواعد بحيث تكون الأمثلة كثيرة يمكن الاستنباط منها . وهى تهدف إلى توجيه المتعلم إلى معرفة الحقائق والأحكام العامة عن طريق الاستقراء والاستنباط .

2- الطريقة القياسية :

تقابل الطريقة القياسية الطريقة الاستنباطية فى الإجراءات ، حيث ينتقل المعلم فيها من العام إلى الخاص ومن الكليات إلى الجزئيات ، حيث يتم ذكر القاعدة العامة أولا ثم يؤتى بالأمثلة والجزئيات التى توضحها ، ومن الممكن أن تفيد الطريقة القياسية فى تدريس العلوم والدروس التى تتضمن قواعد وأحكاما وحقائق عامة تندرج تحتها جزئيات ومسائل فرعية ، ومن الممكن أن تستعمل هذه الطريقة فى تدريس علوم الفقه ، وهى طريقة ممكنة ومرتبطة بالطريقة الاستنباطية حيث يساعد الجمع بينهما إلى الوصول إلى القاعدة العامة وتثبيتها فى الأذهان ، والتدريب على استخدامه وذلك عن طريق الأمثلة الموضحة وإجراء التطبيقات المناسبة .

الثانوى.

3- الطريقة الإلقائية :

  وتعد هذه الطريقة من أقدمِ الطرق استعمالا ،وأكثرها شيوعًا بين المدرسين" ولقد اشتق لفظها مـن طبيعة ما يجرى من عمليات بين المدرس والطالب ،فهو يلقى بالمعلومـات إلـى الطلاب لاستيعابها وحفظها واستظهارها ، وقد استخدمت المـدارس هذا الأسلوب منذ نشأتهـا، فى تدريسِ جميع المواد ، وظلََّ استخدامه سائدا فى صورته العامـة حتى الوقـت الحاضـر" كما ارتبط الإلقاء بالتدريس منذ أقدم العصور ؛ فالمعلم هوذلك الشخص الذى يمتلك المعرفة،والطلاب هم المستمعون الذين ينتظرون أن يلقى عليهم بعضا مما عنده، بهدف الإفادة ،وهذا المعنى يتفق ومفهوم المدرسة باعتبارها عاملا من عوامل نقـل المعرفة إلــى الطلاب،وطبقا لهذه النظرة،ينبغى أن يعنى التدريس فى المدرسة بتوصيلِ المهاراتِ والمعرفة والقيم المتضمنة فى الثقافةِ إلى الطلابِ حتى يستطيعوا الانتفـاع بها فى حياتهم .

4- الطريقة التحاورية .

وهى إحدى الطرق المستخدمة فى تدريس مادة مادة اللغةالعربية وهى طريقة الحوار والنقاش بالأسئلة والأجوبة ، للوصول إلى حقيقة من الحقائق .

 ومن خلالها يعتمد المعلم على معارف التلاميذ وخبراتهم السابقة متوجه نشاطهم بغية فهم القضية الجديدة مستخدماً الأسئلة المتنوعة وإجابات التلاميذ لتحقيق أهداف دروسه، ففيها إثارة للمعارف السابقة ، وتثبيت لمعارف جديدة، والتأكد من فهم هذا وذاك.

ومعلم اللغةالعربية يستطيع أن يتخذ الحوار أسلوب له فى تدريس مادة اللغةالعربية . والحوار الجيد ذلك الذى يعتمد على الإيحاء وإقناع الطلاب بالفكرة بطريقة غير مباشرة فقد يكون عن طريق القصة أو عن طريق عن مشهد وصفى ولذلك أثر يفوق فى بعض الأحيان التلقين المباشر .

5-استراتيجية التعلم التعاونى :

يعرف التعلم التعاونى بأنة :"نوع من التعليم يعمل فيه التلاميذ سويا فى مجمعات صغيرة غير متجانسة لإنجاز مهام أكاديمية محددة ؛ حيث تعكف المجموعة الصغيرة على التعيين الذى كلفهم به المعلم إلى أن ينجح جميع الأعضاء فى فهم وإتمام التعيين ،ومن ثم يلمس الطلاب أنُّ لكل منهم نصيبا فى نجاح بعضهم البعض ،وعليه يصبحون مسئولين عن تعلم بعضهم البعض.

ويعتمد التعلم التعاونى على ما يلى :

·        وجود محاسبة فردية.

·        وجوب عدم تجانس المجموعات.

·        الاعتماد على المجموعات الصغيرة.

·         تشجيع التفاعل وجها لوجه.

·         تنمية المهارات الاجتماعية.

·        للأفراد دور فى تنظيم العمل داخل المجموعات.

·        دور المعلم المتابعة ودور الطالب العمل الجماعى والتحصيل.

6- استراتيجية التعلم التنافسى Competitive Learning

والموقف التعليمى التنافسى يبنى على حكمة ( أنا أعوم أنت تغرق ) والعكس حيث يتم بناء الموضوع الدراسى ليعمل الأفراد فرادى ضد بعضهم البعض ، ولا يحقق الهدف سوى عدد قليل من الطلاب الذين يناضلون ويكافحون من أجل ذلك  والفائدة تعود على الفرد وليس على الجميع ، ويشكل الاعتماد المتبادل والتفاعل السلبى أهم عناصر التعلم التنافسى؛ حيثُ يسعى كلُّ فرد إلى التركيز على زيادة تحصيله فحسب ، وتكون المكافـأة محدودة والدرجـات تبعا للمنحنى الاعتدالى ( الطبيعى ) أو درجة من الأحسن أو الأسوأ ،ويكون الاحتفال عندما ينجح واحد ويفشل الآخرون ويمثل التنافس موقفا اجتماعيا ترتبط فيه أهداف التلاميذ بصورة سلبيةٍ .

7- طريقة التعليم المبرمج.

التعليم المبرمج أو ما يمكن أن نسميه التعلم البرنامجى طريقة تدريس تمكن المتعلم من أن يعلم نفسه بنفسه بواسطة برنامج أعد بأسلوب خاص تحل فيه المادة المبرمجة محل المعلم .

والتعليم البرنامجى أسلوب من أساليب التعليم يمكن التلميذ من أن يتعلم بنفسه وفقا لقدراته وسرعته فى التعلم , ويرجع ابتكار هذا الأسلوب من التعليم إلى " سكنر " ، حيث قدمه فى مقالة بعنوان ( التعليم وفن التدريس ) ، وذلك عام 1954 وشرح فى هذه المقالة كيفية تعليم الصغار والكبار بطريقة ذاتية ، وكان اكتشاف " سكنر " لهذا الأسلوب فى التعليم حلا لمشكلة قلة عدد المعلمين والزيادة فى عدد التلاميذ . ويرجع البعض فكرة التعليم البرنامجى إلى العالم " بريسى " الذى قام بتصميم أول أداة تقوم على فكرة برمجة المادة العلمية فى عام 1926 . وكانت هذه الآلة تقدم عدة أسئلة وتقترح عدة إجابات يختار المتعلم من بينها الإجابة التى يعتقد أنها صحيحة عن طريق الضغط على مفتاح معين .

8- طريقة التعلم الذاتى:

ويتم فى فى هذه الطريقة وضع المحتوى على صورة عناوين رئيسة ، مع تزويدهم ببعض المراجع والمصادر العلمية  والتى يتم استخدامها فى دراسة هذه الموضوعات، مع مطالبة الدارسين بتحديد الأطر الكاملة للمادة التعليمية أو الموضوع أو المفهوم المراد دراسته . ويتطلب ذلك تحديد الأفكار الرئيسة والفرعية والتى تتفرع عنها ،بالإضافة إلى تحديد الأهداف المراد تحقيقها والأنشطة التى تساعد على تحقيقها.وكذلك يقوم الدارس بتحديد الأطر الكاملة للمادة التعليمية أو الموضوع أو المفهوم المراد دراسته ويتطلب ذلك تحديد الأفكار الرئيسة والفرعية والتى تتفرع عنها ،بالإضافة إلى تحديد الأهداف المراد تحقيقها والأنشطة التى تساعد على تحقيقها بصورة جماعية "غالبا " ثم يقوم كل فرد بتنفيذ دوره المحدد وفقا لقدراته .ومن المعروف أن هناك العديد من الأساليب التى يمكن أن يستخدمها الفرد أثناء تعلمه ذاتيا منها ؛ البطاقات المبرمجة،والحاسوب والشبكة الدولية للمعلومات Internet  بالإضافة إلى المديولات التعليمية وغير ذلك.

8- طريقة تمثيل المواقف أو "مسرحة المناهج".

وهى تعتمد على تحويل المادة المراد تعليمها إلى حوار بين التلاميذ ، يمثل كل تلميذ شخصية من الشخصيات المراد دراستها مع حفظ دورة داخل الحوار وذلك بعد كتابة من قبل المعلم وإعداده إعدادا يتلاءم مع مستوى الطلاب وأعمارهم ، ثم يقوم الطلاب بتأدية أدوارهم بعد فهمه ومناقشة ، وهذه الطريقة من أقوى الوسائل فى التربية الدينية ، حيث يعشق الطلاب تقليد الآخرين فالمحاكاة طبيعية عندهم ومحببة لهم ، وعلى المعلم أن يكون حريصا على أن تكون المواقف فيها دالة على ما يريد ايصاله اليهم من أهداف وأن تحتوى على النقاط الهامة فى الدرس . مما يحقق العديد من الأهداف التربوية .

9- التعلُّم بالاكتشاف

هو عملية تفكير تتطلب من الفرد إعادة تنظيم المعلومات المخزونة لديه وتكييفها بشكل يمكنه من رؤية علاقات جديدة لم تكن معروفة لديه قبل الموقف الاكتشافي .

10- طريقة حل المشكلات

تعتمد طريقة حل المشكلات على خطوات التفكير العلمى ، ومن خلالها يتدرب التلميذ على ممارسة هذا النوع من التفكير السليم .والمشكلة كما يعرفها جون ديوى : "حالة حيرة وشك وتردد تتطلب بحثا أو عملا يجرى لاستكشاف الحقائق التى تساعد على الوصول الى الحل ".  ويفضل أن تكون المشكلة مرتبطة بحياة التلميذ وتمثل له مشكلة حقيقة حتى تستأثر باهتمامه وميوله ، وتجعلة مهتما وراغبا فى حلها وهذا القلق يدفعة إلى بذل مجهود بوصلة إلى الحل ، وقد يبدأ المعلم بإثارة المشكلة وقد يثيرها لتلميذ نفسة .

وما من شك فى ان التعليم بكون أثبت فى الذهن إذا جاء عن طريق محاولة التلميذ ان يكشف بنفسة المشكلة التى تعترض وقام بحلها .

وسوف يجد المعلم مشكلات كثيرة تعترض التلاميذ وتتطلب منهم التفكير والسعي إلى حلها ففى مرحلة رياض الأطفال توجد بعض المشكلات كتشابه بعض الحروف وتكلمة الجمل بكلمة مناسبة , أو ملء الفراغات الخشبية بقطع مناسبة متنظمة مساوية لها ، وكاختيار الألوان المناسبة لمنظر خاص أو ترتيب الحرز ، أو نحوه فى نظم خاص .

 

المصدر: الدكتور وجيه المرسي أبولبن
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 468 مشاهدة
نشرت فى 30 مايو 2011 بواسطة maiwagieh

ساحة النقاش

الأستاذ الدكتور / وجيه المرسي أبولبن، أستاذ بجامعة الأزهر جمهورية مصر العربية. وجامعة طيبة بالمدينة المنورة

maiwagieh
الاسم: وجيه الـمـرسى إبراهيـــم أبولـبن البريد الالكتروني: [email protected] المؤهلات العلمية:  ليسانس آداب قسم اللغة العربية. كلية الآداب جامعة طنطا عام 1991م.  دبلوم خاص في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية. كلية التربية جامعة طنطا عام 1993م.  ماجستير في التربية مناهج وطرق تدريس اللغة العربية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,660,037