يعتقد البعض أن تعليم الأطفال المستويات العليا من القراءة غير مناسب لهم فى تلك المرحلة ويكتفون بتعليمهم المهارات الأولية منها مثل مهارات النطق والتعرف والفهم وهذا الاعتقاد يجانبه الخطأ فإن الطفل يستطيع أن يتدرب على العديد من مهارات المستويات العليا للقراءة ويتم اختيارها وفق خبرة المتخصصين فى هذا المجال وما يؤكد الواقع قدرة الطفل على امتلاكها .
تعليم المستويات العليا من القراءة للأطفال:
تتنووع المستويات العليا للقراءة لتشمل الفهم القرائي والنقدي والإبداعي، ويعد الفهم فى القراءة العنصر الجوهرى فى عملية القراءة، ويتضح ذلك فيما يلى:
- الفهم القرائى يعنى " الربط الصحيح بين الرمز والمعنى، وإيجاد المعنى من السياق، واختيار المعنى المناسب، وتنظيم الأفكار المقروءة، وتذكر هذه الأفكار واستخدمها فيما بعد فى أنشطة الفرد الحاضرة والمستقبلة ".
- الفهم القرائى يعنى عملية التقاط معنى اللغة المكتوبة أو المنطوقة، ويتطلب ذلك عمليات عقلية مركبة لتعرف المعانى، أو تداعياتها، وتقويم المعان المعروضة، واختيار المعانى الصحيحة، يضاف الى ذلك قدرة القارىء على تكييف نفسه مع الأفكار المعروضة فى ضوء خبرته السابقة ".
- الفهم القرائى يعنى بأنه " عملية التعرف على المفردات وإدراك الكلمات، وتحديدها من حيث التشابه والاختلاف، وتخمين المعنى من السياق، واستخدام القاموس، ثم فهم التراكيب بحيث يصبح التلميذ قادرا على تحديد قواعد تعديل وتغيير الجمل، ثم الاتصال اللغوي بالآخرين.
وهناك ينظر إلى الفهم القرائى باعتبار مكوناته، فيرى أن فهم المادة المقروءة يتكون من عدة عناصر، أولها التعرف على الكلمات، ثم ربط هذه الكلمات ببعضها البعض وبإدراك معناها مجتمعة فيما نسميه بالجملة، ثم نربط الفقرات المختلفة لكى ندرك ما يريد الكاتب أن يعبر عنه فى الموضوع.
ومن كل ما سبق يتضح أن الفهم هو العنصر الأساسى فى عملية القراءة.
ويتوقف الفهم القرائى على خلفية القارىء ومدى نمو مفرداته وقدرته على تفسير كلمات الكاتب وتحويلها إلى أفكار ومفاهيم. فالطفل يكون لنفسه مفردات ذات معنى عن طريق استماعه المستمر للممات واستخدامها، فهو يصغى إلى الكلمات والجمل لأنه قد يجد فيها فائدة فى تعامله مع البيئة المحيطة به، والأطفال يختلفون اختلافا كبيرا فيما بينهم فى محصولهم من المفردات اللغوية وفى المعرفة بمكونات الجمل واستخدام مؤشرات المعنى.
إن الأطفال الذين يقرءون بطريق آلية يعجزون عن فهم ما يقرءون، ولا يستمتعون بالقراءة، ولا يمكنهم أن يستخدموها كوسيلة نافعة، فهم يحسون بالضيق لاضطرارهم إلى تركيز انتباههم فترة طويلة فى عملية آلية لا معنى لها.
ولا شك أن مجرد ترديد الكلمات دون فهم شىء يبعث على الملل، ومع ذلك فكثير من أطفال الصفوف الأخيرة من الحلقة الأولى من التعليم الأساسى يرددون ما يقرءون، وإن كانوا لا يفهمون سوى القليل، وسبب ذلك يرجع إلى أن المـعلمين يشـعرون بأن مسئوليتهم تنتهى بمجرد أن يعلموا الأطفال الربط بين الكلمات المطبوعة وأصواتها الصحيحة، فهم يتركون للتلاميذ استخلاص المعنى مما يقرءون على قدر جهدهم، وبالتالى لا يتحقق الفهم فى القراءة.


ساحة النقاش