لقد شرع الله لنا تلاوة القرآن، وجعلها من أعظم العبادات، وأمرنا بها ، والتلاوة الصحيحة هي التي قرأها رسول الله (r) وقرأها الصحابة رضوان الله عليهم وهى تعني في أوضح صورها، أداء القرآن الكريم أداءً سليمًا من نواحي الضبط، والوقف، والوصل، وإخراج الحروف من مخارجها، وتطبيق قواعد التجويد، وتمثيل المعني وتزينه بحسن الصوت دون أدنى تكلف.
ولذلك فإن تلاوة القرآن تعد محورًا من محاور أهميته، فمحاور أهمية القرآن الكريم متعددة منها: التلاوة، والحفظ، والتعلم، والتعليم، والتدبر، والعمل به، ولن تأتى التلاوة بالترتيل الذي هو أرقي مراتب التلاوة على الوجه الأمثل والصورة الأكمل إلا بالتعلم الذي أمر الله نبيه به.
وقراءة القرآن الكريم تختلف عن قراءة غيره من مواد القراءة، لأنه كتاب الله أمرنا أن نقرأه كما أنزله، وكما قرأه رسول الله (r)، حيث يقول الله - تعالى -: ﴿ ﭢ ﭣ ﭤ ﴾( المزمل ، الآية : 4 ).
وكان النبي (r) يهتم بإقراء صحابته القرآن الكريم وخصّ نفرًا منهم أتقنوا القرآن بمزيد من العناية حتي صاروا أعلامًا منهم: أُبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت وغيرهم (y)وأرضاهم، وكان (r) يأمر بتعليم القرآن بالطريقة الصحيحة وبتحري الإتقان في القراءة، وذلك بتلقيه عن المتقنين الماهرين، ومن ذلك قوله (r):(خذوا القرآن من أربعة عبد الله بن مسعود، وسالم (مولى حذيفة)، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب ). ( البخاري، ج 9، ( د. ت):46).
وذلك يدل على أن هناك صفة معينة لقراءة القرآن تختلف عن قراءة غيره، وهي الصفة المأخوذة عن النبي (r) وبها أُنزل القرآن فمن خالفها أو أهملها فقد خالف السنة، وقرأ القرآن بغير ما أُنزل.
كما بيّن صلوات الله وسلامه عليه أن من جوَّد القرآن، وأحسن قراءته مع الملائكة المقربين يقول (r): ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ) ( مسلم، ج6 ، 1929م : 84 ).
ويقال لصاحب القرآن: ( اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ). ( المسند، ج 2 ، ( د.ت ) ، 192 ) .
وقد ورد عن الشيخ الإمام أبو عبد الله الشيرازي أنه قال: "إن حسن الأداء فرض فى القراءة، ويجب على القارئ أن يتلو القرآن حق تلاوته ؛ صيانةً للقرآن عن أن يجد اللحن والتغيير إليه سبيلاً".
وبرزت التلاوة الصحيحة في أهداف تعليم القرآن الكريم عند المربين والمختصين فمن أهداف تدريس القرآن الكريم غرس محبته في نفوس التلاميذ، وإقدارهم على التلاوة الصحيحة لآياته مع حسن الأداء وسلامة الضبط، والوقوف وتذوقهم لما في أسلوبه من جمال وطلاوة..
ساحة النقاش